بشار

الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى صحابته الكرام..

.السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته .

" بن عبد الرحمان عبدالقادر وداعا "

خلوق، طيب القلب، متسامح إلى أبعد الحدود، مؤدب، متدين، كريم، حلو اللسان، متواضع.. هذه بعض من صفات زميلنا الذي ودعناه بالأمس القريب ليلقى ربه بعد ما أتاه اليقين عن عمر يناهزأربعة وسبعين عاما إثر إصابته المفاجئة بالارتفاع الحاد في الضغط ودرجة الحرارة تأثرا بالموجة الحارة التي تسود البلاد منذ أيام.

نعم،الموت هو الحقيقة الأزلية الوحيدة التي لا يختلف عليها أحد من الخلائق. ... لكن اليقين أننا جميعا راحلون، وكل منا له ساعة وتوقيت، ...لا اعتراض على إرادة الله…ولكنه وجع الفراق …لا الدمع يكفكف الآم الرحيل، ولا الوجع الضارب في أعماق النفس يخفف لوعة الفقد، ولا التوقف عند محطات الرفاق يجلب شيئاً من السلوى….نعم، قلت في مقال سابق - فاجأني الموت مرات عدة في الأيام الأخيرة باختطاف أرواح عدد ممن أعرف، دون سابق رسول أو إنذار، بعضهم في ريعان شبابه، وبعضهم الآخر من غير علة...

بالأمس رحل عن عالمنا إلى دار الخلد أحد الاصدقاء الطيبين الذين تركوا بصماتهم في القلب وقلوب من يحبونه ...إنه الاخ والصديق المحترم أخي وصديقي – بن عبدالرحمان عبدالقادر المحبوب من الجميع رحمه الله وأسكنه فسيح جناته..انا لله وانا اليه راجعون ولا حول ولاقوة الا بالله العلي العظيم .. ...نعم، لم يكن هذا الفارس الراحل بعيدًا عن الحياة الجهادية إنه مجاهد من ابناء الثورة التحريرية ثورة أول نوفمبر 1954 التي مهد الطريق لها فيمن مهدوا،...…. لقد مات.الرجل الطيب..مات الرجل الصادق الوفي .…مات من كنا إذا حدنا عن جادة الطريق أهدانا رشدنا… مات من لم تعرف نفسة شيئاً من كبر…مات تاجر السعادة والاحترام…مات الوفي بالعهد والصدق...نعم، للموت جلال أخي المجاهد عبدالقادر، ولنا من بعدكم انتظار في محطات قد تطول وقد تقصر، وقد ترهق وقد تصفو، وقد تُضحك وقد تبكي...حتى يقدم بلا هيبة أو تردد، يختارنا واحدا اثر آخر..." لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون

للموت جلال - أخي بن عبدالرحمان عبد القادر. كما له مرارة وألم وشعور بالغ بالفقد، نحن وحدنا من تمتد به الحياة نبكيك، ونذرف الدمع في وداعك، ونشيعك لمثواك الأخير، ونحن لا نكاد نصدق أننا لن نراك بعد اليوم. حتى الكلمات تتحشرج فأستعيدها من قاع التردد لتبقى على خيط الحياة المدود... ..أنت في جنة الخلد حالنا .. أيها العزيز....أنت في جنة الخلد أيها الطيب العزيز - ورحيلك إعلان كبير بأن قطار العمر ماض، والأيام حبلى والقدر محتوم... وللموت جلال أيها الباقون

.. لقد مات أخي العزيز عبدالقادر بن عبدالرحمان في مدينة بشار الجزائرية ...

وإني لا أشك لحظة أن للموت رحمات بالأحياء قبل أن يكون برداً وسلاماً على المؤمنين الراحلين..رحمك الله في جنة النعيم ايها الرجل الطيب الصديق الصدوق..انا لله وانا اليه راجعون

كان رجل المواقف الشجاعة ..نعم، أخي عبدالقادر بن عبدالرحمان .. تشرفت به وبمعرفته في بداية ثمانينيات القرن الماضي ..

**أتقدم للأمة الإسلامية بصادق العزاء في فقيدنا الكبير ، ولأبنائه الأستاذ المحترم فرحات--محمد--رضوان .. ولكل الاخوة وأرملته، ولإخوانه احمد والطاهر.. ومحبيه من أهل بشار والعبادلة والساورة بصفة عامة، ولأسرته الكريمة ..سائلا المولى أن يسكنه فردوس جناته مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين ..

ويجزيه أعظم الجزاء عما قدمه خدمة للإسلام ولبلده الجزائر إبان الثورة التحريرية 1954..

اللهم اجعلنا نحن وزميلنا الراحل من أصحاب النفس المطمئنة الراجعة إلى ربها راضية مرضية، وارزقنا وإياه الحسنى ومتعة النظر إلى وجهك الكريم في جنات النعيم، وارحمنا وارحم جميع موتى المسلمين يا أرحم الراحمين، وارزقنا وأبناء الزميل الصبر على الرحيل!.

اللهم أحسن لنا الختام بخاتمة السعادة ، واجعل خير أعمالنا خواتيمها ، وخير ايامنا يوم نلقاك وأنت راض عنا يارب العالمين. آمين آمين آمين....إنا لله وإنا اليه راجعون. ..