فضاءات بشار

بشار

فضاء القرآن الكريم والسنة النبوية

العضو الأكثر فعالية على مستوى الـبلدية
ابو زكرياء ابراهيم
مسجــل منــــذ: 2010-10-15
مجموع النقط: 1641.9
إعلانات


قبل السفر للأراضى المقدسة... كيف يكون حجك مقبولا؟


قبل السفر للأراضى المقدسة... كيف يكون حجك مقبولا؟
تحقيق ــ عصام هاشم:

أيام وتبدأ رحلات الحج والذهاب إلى الأراضى المقدسة استعدادا لأداء ركن الإسلام الخامس “الحج”، لهؤلاء الذين مَن الله عليهم ودعاهم فلبوا مهرولين مهللين..”لبيك اللهم لبيك”.

ولكن قبل الذهاب إلى الحج والبدء فى إجراءات السفر ماذا على من قدر الله له الحج أن يفعل حتى يكون حجه مبرورا بإذن الله؟ ماذا عليه تجاه خالقه، وماذا عليه تجاه العباد..وما حكم المال الذى ينفق على الحج، وموقف الذاهب للحج من مظالم وحقوق عليه لبعض العباد.. هل يجبرها الحج أم كيف يتحلل من تلك المظالم حتى يعود بحج مبرور وذنب مغفور كيوم ولدته أمه؟

يقول الدكتور جاد مخلوف جاد الأستاذ بجامعة الأزهر، إن الذاهب لأداء فريضة الحج يجب أن يضع نصب عينيه منذ اللحظة الأولى وقبل خروجه من بيته قاصدا الأراضى المقدسة، غاية واحدة آكدة، وهى الحصول على “الحج المبرور”، الذى قال عنه النبى صلى الله عليه وسلم “ليس له جزاء إلا الجنة”، وذلك لابد من عدة أمور لتحقيقه، أولها إخلاص النية لله تعالى بتلبية نداء الله وأداء ركن الإسلام الخامس وهو الحج، وليس الغرض السمعة والرياء أوالمباهاة بالحصول على لقب “حاج” أو إضافة حجة جديدة لحجات أخر سابقات. وأن يعلن التوبة الخالصة الصادقة مع الله عز وجل من كل الذنوب والآثام، والندم على ما فرط، ويعاهد الله على التقوى والإخلاص، عسى أن يكون حجه بداية لصفحة جديدة مع الله يسطرها بالطاعة بعيدا عن المعاصى والذنوب والآثام.

ويشترط فى الحج أن تكون النفقة حلالا، لا يدخلها أى مال حرام، بل حتى شبهة من مال عن طريق غير مشروع. لأن الله طيب لا يقبل إلا طيبا، ومن حج بمال حرام فحجه مردود عليه.

وعلى قاصد الحج أن يترك لأهله ومن تلزمه نفقتهم ما يكفيهم من مال ومؤونة منذ سفره إلى أن يعود بإذن الله، وأن يوسع على نفسه وأهله ولا يضيق إن كان مستطيعا. وإذا كان عليه دين فعليه أن يسده أولا أو أن يستأذن صاحب الدين فى الإرجاء حتى يعود ما دام لديه من موارد الدخل أو التجارة ما يوفر قيمة هذا الدين لاحقا.

نفقة مخلوفة

ويشير د.جاد إلى عظم ثواب النفقة على الحج وأنها تعدل نفقة الجهاد، لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: “النفقة فى الحج كالنفقة فى سبيل الله بسبعمائة ضعف”، وليعلم الحاج أن كل ما ينفقه فى سبيل رحلة الحج هو مأجور عليه بإذن الله، فلا يضره أنه أنفق ثلاثين ألفا أو أربعين أو خمسين ألفا من أجل الحج، فكما هو معلوم فإن “نفقة الحج مخلوفة”، لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: “وإن أنفقوا أخلف لهم”،.أى أن الله سيخلف كل ما ينفق على الحج من ملابس الإحرام وأطعمة وسكن وتذاكر طيران وهدايا وغيرها، كل ذلك سيخلفه الله مضاعفا على من بذل ماله لهذه الفريضة العظيمة .لذا فلا مانع للحاج فى شراء بعض الهدايا لأهله وإخوانه وأحبابه فرحا بالحج، ففى الهدايا أجر بإذن الله فحينما يذكر الحاج إخوانه ولو بالقليل يؤجر، لكن فى الوقت نفسه لا ينبغى للحاج أن يرهق نفسه ويكلفها فوق طاقتها ويستدين وينشغل بشراء الهدايا على حساب العبادة.

رد المظالم

على من قصد بيت الله حاجا أن ينظر فى نفسه ومن حوله فإذا كان لأحد لديه حق أو مظلمة عليه أن يرد الحقوق والمظالم إلى أهلها أولا قبل أنم يغادر موطنه، فيجب على الحاج قبل أن يتوجه إلى الله بحجته أن يتحلل من كل مظلمة، لأن حقوق العباد لا تسقط إلا بالأداء أو الصفح.

وأوضح د. جاد أن الحقوق والمظالم نوعان: مادية ومعنوية، والحقوق المادية كدين أو ميراث أو حق مغتصب، أو نحوها، أداؤها يكون بالرد إلى أصحابها ومستحقيها طال زمن غصبها أو قصر، مع طلب الصفح واسترضاء صاحب الحق على ما لحق به من ظلم أو ضرر جراء التأخير فى أداء الحق.

أما الحقوق المعنوية كغيبة أو نميمة أو سوء ظن أو افتراء أو شهادة زور أو نحو ذلك، فيجب على الحاج أن يجتهد فى استرضاء هؤلاء الذين نال منهم، وطلب الصفح والعفو منهم ، وليس شرطا أن يخبر الرجل أخاه بما أصابه من أذى على وجه التفصيل، إن كان الأخير لا يعلم ذلك، حتى لا يؤذى مشاعره ويثير غضبه مرة أخري، بل يكفى أن يشير على وجه الإجمال كأن يقول سامحنى يا أخى لقد اغتبتك يوما ما أو بهتك أو أسأت الظن بك أو نحو ذلك دون أن يذكر الموضوع محل الغيبة والبهتان على وجه التحديد.

أما إذا لم يتمكن الحاج من رد مظلمة مادية أو معنوية لصاحبها كأن كان قد توفى صاحب المظلمة ولا يعلم له ورثة، أو انتقل إلى بلد بعيد أو حيل بين الحاج وبين صاحب الحق لأى سبب من الأسباب ففى هذه الحالة ينبغى على الحاج أن يتصدق بقيمة المظلمة والحق المادى على نية صاحبها، أما الحق المعنوى فلا يملك الحاج فى هذه الحالة إلا أن يدعو لصاحب المظلمة ـ الذى حيل بينه وبينه ـ بالخير وأن يتضرع إلى الله عز وجل أن يتوب عليه ويسامحه لقاء ما اقترف من ذنب فى حق أخيه المسلم.

التصالح مع المتخاصمين

ويوضح الدكتور ناصر محمود وهدان أستاذ الدراسات الإسلامية المساعد بجامعة قناة السويس أن الذاهب إلى الحج عليه أن يدعو لإخوانه ويطلب منهم الدعاء ويخلص نفسه من كل حقد وضغينة وكبر.وعليه أن يكون نموذجا للمسلم الحقيقى فى كل صفاته وأخلاقه، الحلم والصفح والعفو والتسامح مع الآخرين والتصالح مع من بينه وبينهم خصومة، لكن الإصرار على القطيعة ليس من شيم المسلمين، فمن عجب أن يذهب بعض الناس للحج وهو يخاصم أخاه، أو أباه أو جاره وأقرب الناس إليه، وإذا دعوته للتصالح ونبذ هذه الخصومة، أبى وقال: إلا فلانا لقد فعل كذا وكذا، ولن أكلمه إلى يوم الدين.. فمثل هذا لابد أن يراجع نفسه وينظر فى صدقه مع ربه، هل هو صادق حقا ويريد رضا الله أم لا وما علامة ذلك!.

وهل يعلم أن الله الذى يحج إلى بيته هو الذى أمر بصلة الرحم والإحسان للجار وهو الذى نهى عن القطيعة والخصام، ودعا إلى التواصل واللحمة الإنسانية، فالحج فى أحد أهدافه تحقيق للحمة الإنسانية بين المسلمين فى مشهد مهيب، فكيف يتحقق ذلك لمن أبى هذه اللحمة مع أخيه أو زوجه أو جاره! كما أن الحاج الذى يرجو رحمة ربه وغفرانه عليه التصالح مع المتخاصمين ورد المظالم إلى أهلها، والعفو عمن أساء إليه، فالحاج عبد تجرد من كل شيء فى الدنيا يريد السمو فى العلاقة مع الله وذلك لن يتأتى إلا بامتثال أوامر الله وسنة حبيبه صلى الله عليه وسلم فى كل شيء، لذا فعليه أن يحرص على ألا يسافر إلا وقد خلصت نفسه من كل حقد وحسد وكراهية وضغينة من الناس وحبذا لو عفا عمن ظلمه والبدء بالتصالح مع المتخاصمين ولو كان الحق معه، فهذا خلق إسلامى نبوى عظيم.

الاهرام


تقييم:

0

0
مشاركة:


التعليق على الموضوع


لم يسجل بعد أي تعليق على هذه المشاركة !...

...........................................

=== إضافة تعليق جديد ===
الإسم:

نص التعليق:

انقل محتوى صويرة التحقق في الخانة أسفله:
الصورة غير ظاهرة