فضاءات بشار

بشار

فضاء الأخبار والمستجدات

العضو الأكثر فعالية على مستوى الـبلدية
ابو زكرياء ابراهيم
مسجــل منــــذ: 2010-10-15
مجموع النقط: 1630.68
إعلانات


مصر تودع فقيد الصحافة المصرية والعالمية إلى «دار العودة» الاهرام



مصر تودع فقيد الصحافة المصرية والعالمية إلى «دار العودة»

ينعى «الأهرام» ببالغ الحزن والأسي فقيد الصحافة المصرية والعربية الأستاذ محمد حسنين هيكل الذي وافته المنية في ساعة مبكرة من صباح أمس بعد عمر حافل بالعطاء والتفوق والريادة في نهضة الصحافة المصرية والوصول بصحيفة الأهرام إلي قامة الصحف العالمية الكبري منذ أن تولي رئاسة تحريرها في النصف الثاني من عقد الخمسينيات.

وقد كان محمد حسنين هيكل علي مدي أكثر من سبعين عاما مثالا فريدا للموهبة الصحفية التي صقلها بالعمل الدءوب والاطلاع ودائرة من العلاقات علي المستويين العربي والدولي لم يناظره فيها صحفي أخر في الصحافة العربية المعاصرة، فكان بحق رائدا ومجددا في مسيرة الصحافة الناطقة باللغة العربية وقلما فريداً في مفرداته وحيويته وجاذبيته للقارئ يصعب أن يأتي بلاط صاحبة الجلالة بمثله. بدأ الأستاذ هيكل حياته الصحفية في «الإيجبشيان جازيت» ثم مجلة آخر ساعة ثم جاءت المرحلة الأهم بانتقاله إلي الصحيفة الأكثر عراقة في عام ????.

وفي تجربة الراحل الكبير مع «الأهرام» كثير من العبر والدروس العظيمة التي ألهمت صناع الصحافة في مصر والعالم العربي، ولم يكن وجوده رئيسا للتحرير لمدة ?? عاما هو مجرد مسئول عن صحيفة بل قدم تجربة غير مسبوقة في تطوير مؤسسة صحفية تحمل أسماً كبيراً انتشلها من أزمتها وارتفع بها إلي قمة الصحافة المصرية والعالمية في سنوات قليلة لتصبح تجربة تحكي عنها الأجيال وسطر باسمه مرحلة التأسيس الثاني لــ «الأهرام» التي ظهرت إلي النور قبل ??? عاماً. وقد ترك الفقيد الكبير علامة مهمة في تاريخ الصحافة المصرية تتمثل في مقاله الأسبوعي «بصراحة» الذي يعتبر أشهر ما خطه قلم رئيس تحرير في عمر الصحف المصرية، حيث لم يكن مجرد تعبير عن رأي كاتبه بقدر ما أصبح مصدرا رئيسيا لمعرفة توجهات أمة ومشروعها الوطني في مرحلة دقيقة من تاريخها.

قضي الأستاذ محمد حسنين هيكل أكثر من نصف عمره الصحفي خارج المناصب لكنه حافظ علي توهجه وألمعيته الصحفية بلا نظير في محراب المهنة، ولم يمنح المعارك السياسية فرصة لتعرقل المسار الذي خطه لنفسه في التأريخ لفترات غنية بالكفاح ضد الاستعمار وثرية بروافد مشروع وطني كان هو في طليعة المتحمسين والداعمين له بأفكاره وآرائه. وبعد خروجه من الأهرام قدم للمكتبة العربية والعالمية ذخيرة غير مسبوقة من المؤلفات والكتابات الرصينة المدعومة بالوثائق بروح الصحفي المجتهد الماهر صاحب الصلات الواسعة بدوائر صناعة القرار سواء من تجربته بالقرب من الزعيم الراحل جمال عبد الناصر أو علي امتداد خريطة العالم العربي وفي دوائر العواصم المؤثرة في صناعة القرار الدولي. وقد أكمل الراحل الكبير مشروعه التاريخي في «الأهرام» بدعوة رموز الفكر والفن والثقافة والسياسة تحت سقف المؤسسة العملاقة ليجعل منها منبراً مصرياً عظيماً لكل الأفكار والتيارات. تقاطعت موهبة الراحل بين الصحافة والسياسة ونال تقديرا كبيرا عربيا ودوليا إلا أنه ظل فخوراً بلقبه الأثير «الجورنالجى» محمد حسنين هيكل وهي القيمة التي رسخها في تاريخ المهنة علي مدي أكثر من ?? عاماً باعتداده بنفسه وقلمه، فكان مدرسة نهل منها تلاميذه قيما راقية ستظل شاهدا علي تاريخه الإستثنائي.

وفي وصيته الأخيرة لصحفيي «الأهرام» في ديسمبر الماضي وبمناسبة الاحتفال بمرور ??? عاما علي تأسيس الأهرام، قال محمد حسنين هيكل إن «الخبر الصحفي» مازال ملكاً متوجاً علي رأس فنون العمل الصحفي ودعاهم إلي الحفاظ علي مكانة الصحيفة الأولي مصرياً وعربياً بتقديم الأفضل للقارئ علي الدوام.

وتنعي «أسرة تحرير الأهرام» للقاريء المصري والعربي واحداً من رموزها الخالدة الذي ستبقي سيرته الحافلة نبراسا للأجيال ومثالا علي الإجادة والتفوق في مهنة الكلمة والرأي.

رحم الله فقيد الصحافة المصرية والعربية والعالمية وخالص التعازي لأسرته الكريمة وقرائه ومحبيه.


تقييم:

0

0
مشاركة:


التعليق على الموضوع


لم يسجل بعد أي تعليق على هذه المشاركة !...

...........................................

=== إضافة تعليق جديد ===
الإسم:

نص التعليق:

انقل محتوى صويرة التحقق في الخانة أسفله:
الصورة غير ظاهرة