فضاءات بشار

بشار

فضاء التربية والتعليم

العضو الأكثر فعالية على مستوى الـبلدية
ابو زكرياء ابراهيم
مسجــل منــــذ: 2010-10-15
مجموع النقط: 1633.12
إعلانات


أحزاب الموالاة رفضت التدريس بها والإسلاميون أطلقوا النار عليها "عامية" بن غبريت تزيد من متاعب السلطة

أحزاب الموالاة رفضت التدريس بها والإسلاميون أطلقوا النار عليها
"عامية" بن غبريت تزيد من متاعب السلطة

الجزائر: جلال بوعاتي / 14:00-13 أغسطس 2015 الخبر**

اتخذ الجدل حول التدريس بالعامية في المدرسة، شكل حرب أيديولوجية بين معربين ومفرنسين وبين إسلاميين ولائكيين، وبين “حداثيين” و”رجعيين”. بين أشخاص يتعاطون مع الموضوع على أنه من صميم الديمقراطية، وآخرين ينظرون له بمنظار التمسك بالأصالة. وضاع أهل التخصص وسط هذا الصراع، بينما تلقفته الأحزاب السياسية التي رحب بعضها بمشروع بن غبريت مثل حزب العمال، فيما أطلق عليها الإسلاميون النار، وتحفظ حزبا السلطة الأفالان والأرندي على التدريس بالعامية، وهو الموقف الذي رأى فيه البعض مؤشرا على احتمال تخلي بوتفليقة عن وزيرة التربية.

هل يضحي الرئيس بوزيرة التربية كما فعل مع بن يونس؟

بن غبريت فتحت جبهة على سلطة منهكة بانهيار سعر النفط

يؤشر الجدل الذي أشعلته تصريحات وزيرة التربية نورية بن غبريت، حول مسألة التدريس بالعامية في الطور الابتدائي، على وجود إيعاز من المحيط الرئاسي الذي تحسب الوزيرة عليه، ورغم ذلك تفادى المنتقدون لتصريحاتها ونواياها في كثير من الأحيان الإشارة إلى الرئيس بوتفليقة.

بالنسبة إلى المعارضة، القول إن الوزيرة بن غبريت أخطأت عندما حاولت فتح ملف اللغة العربية في الجزائر، كلام غير واقعي لأن هذه السيدة، حسبهم، تعرف الخطوط الحمراء، في ظروف استثنائية تمر بها البلاد.
ويعتبر منتقدو الوزيرة، التسليم بمبدأ النوايا الحسنة لأصحاب هذه القرارات، من السذاجة بما كان، لاعتبارات تخص الوزيرة نفسها، كونها واحدة من الإطارات الذين عملوا طيلة السنوات الماضية على ملف المناهج التربوية، ولاسيما بعد اتخاذ النقاش منحى التراشق على أعمدة الجرائد وبلاطوهات التلفزيونات، على حساب النقاش العلمي وفسح المجال أمام التربويين والعارفين للإدلاء بدلوهم في مثل هذه المواضيع.
ولأن تصريحات بن غبريت كانت صادمة، إذ أفقدت فطنة الكثير من المراقبين و”الغيورين” على اللغة العربية، ما أنساهم بأن ما تصر الوزيرة، ظاهريا، على تطبيقه تم خارج الأطر القانونية ولا يرقى إلى مستوى وصفه بالإصلاح.
ورغم صراخ الإسلاميين الرافضين لهذه القرارات، وما قابله من إشادة من جهة خصومهم اليساريين، ظل الوطنيون ينتظرون صدور تعليمات التدخل، باسم الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، “الذي، حسب النائب الأفالاني محمد جميعي، هو من أكبر المدافعين والممكنين للغة العربية في الجزائر”، لردم “الحفرة” التي حفرها خصومه لوزيرته وللفريق الرئاسي، في إطار مناورات “الكر والفر” بهدف الإرباك وضرب الاستقرار في فصل صيف ساخن جدا.
فقد جاءت “الخرجة الأخيرة” لبن غبريت في سياق صراع مواقع داخل الجيش الوطني الشعبي، تغييرات مست عمق جهاز المخابرات، وفي ظرف أكثر فيه نائب وزير الدفاع وقائد أركان الجيش الوطني الشعبي من صولاته وجولاته بين المناطق العسكرية، يأمر بالطاعة والامتثال للأوامر واحترام القرارات التي ستكون مستقبلا.. على شاكلة استبدال مسؤولي الأمن الرئاسي، والحرس الجمهوري، والأمن الداخلي ومكافحة الجوسسة، فضلا عن تغيير حكومي وحركة واسعة في سلك الولاة.
بينما لا يستبعد المعارضون أن يكون المحيط الرئاسي هو من أوعز لبن غبريت بإثارة هذه الزوبعة، مثل غيرها من الزوابع الإعلامية التي انتهت حبيسة أعمدة الصحافة، بعد أن أسقطت الأقنعة التي تتجمل بها الكثير من الوجوه في الطبقة السياسية والنخب المنادية بـ”الدفاع عن حقوق الأقليات”.
ويزيد اللغط الذي يثار حول العامية، الذي شد الساحة خلال هذا الصيف، من متاعب السلطة التي تواجه مشاكل حادة، أخطرها الأزمة الاجتماعية التي تلوح في الأفق بسبب انكماش المداخيل، على إثر استمرار تدني أسعار النفط. ويتوقع مراقبون تخلي الرئيس بوتفليقة عن وزيرته للتربية لإنهاء هذا التشنج، وهو سيناريو سيكون شبيها إلى حد ما بإبعاد عمارة بن يونس من وزارة التجارة، بعد أن جلب للسلطة الضغط بسبب قضية تحرير الخمور.


تقييم:

0

0
مشاركة:


التعليق على الموضوع


لم يسجل بعد أي تعليق على هذه المشاركة !...

...........................................

=== إضافة تعليق جديد ===
الإسم:

نص التعليق:

انقل محتوى صويرة التحقق في الخانة أسفله:
الصورة غير ظاهرة