فضاءات بشار

بشار

فضاء الأخبار والمستجدات

العضو الأكثر فعالية على مستوى الـبلدية
ابو زكرياء ابراهيم
مسجــل منــــذ: 2010-10-15
مجموع النقط: 1646.11
إعلانات


هدية لليمين المتطرف!


الافتتاحية
image
الكاتب:
رشيد ولد بوسيافة
2015/01/08....الشروق...
الرأي

هدية لليمين المتطرف!

أيامٌ سودٌ تنتظر مسلمي فرنسا بعد العملية التي نفّذها مسلحون ضد العاملين في صحيفة "شارلي إيبدو" الساخرة، التي بالغت في استفزاز المسلمين عبر رسوم مسيئة جسّدت الرّسول- صلى الله عليه وسلم- في هيئات هزّت مشاعر المسلمين عبر العالم وأثارت احتجاجات واعتصامات وحراكا عالميا استمر لسنوات.

العملية تنسجم تماما مع إيديولوجية التّنظيمات الإرهابية مثل داعش وتنظيم القاعدة، وهيتنظيمات لم تتردد في إطلاق التّهديدات ضد هذه الصحيفة التي تجاوزت كل الخطوط الحمراء،تحت مسمّى حرية التعبير، وتعمّدت إهانة مليار مسلم من خلال رسومات بذيئة ولا أخلاقية،وأعادت الكرّة عدة مرات، في محاولة لإثارة غيظ المسلمين، ودفع البعض منهم إلىاستهدافها بعمل عنيف لتحقيق المزيد من الشّهرة والتّوسع.

ومع أنّ الاتّهامات عادة تكون جاهزة في مثل هذه العمليات، إلاّ أنّ هذه العملية جاءت فيظرف حسّاس يتّسِم بأعلى درجات الحذر على مستوى الأجهزة الأمنية الفرنسية التي أحْبطتالعديد من العمليات خلال الأيام الماضية، وكانت على علم بالتّهديدات التي وُجّهت إلىالصّحيفة، فكيف يُعقل أنْ يقوم المهاجمون بإطلاق النّار وهم في أرْيَحِية تامّة ويحملون معهمأسلحة حربية ثقيلة، يرتكبون المَجْزرة ثم يغادرون بهدوء بعد أن يغيروا السّيارة!!

إنّ أثر هذه العملية سيكون كارثيا على مسلمي فرنسا، في ظل تنامي ظاهرة الإسلاموفوبيافي الأوساط الفرنسية التي يغذّيها اليمين المتطرف بأفكاره العنصرية، وسنشاهد جميعا مايحدث خلال الأيام المقبلة من اقتحامات للمساجد والبيوت، وإجراءات تضييق في حقالمسلمين بحجة مكافحة التطرّف، وهو بالذات ما تابعناه بعد العملية التي قام بها المراهقالجزائري محمد مراح.

وأكثر من ذلك سيكون الأمر مختلفا تماما هذه المرة، لأن العملية صُنّفت كأخطر هجوم مسلحمنذ الثّورة التّحريرية في الجزائر، أو كما يطلق عليه في الأوساط الفرنسية حرب الجزائر.وعليه فإنّ رد الفعل سيكون أعنف هذه المرة من الذي حدث في أعقاب عملية محمد مراحضد اليهود في تولوز. ويبدو أنّ توقعات عبد الله زكري، رئيس مركز مكافحة الإسلاموفوبيابفرنسا، تحققت بالفعل، حينما حذّر من حرب أهلية في فرنسا، بسبب تنامي الخطاب المتطرّفالذي يستهدف الجالية المسلمة في فرنسا البالغ تعدادها 5 ملايين نسمة.

سينتعش اليمين المتطرف بعد استهداف مجلة "شارلي إبدو"، وستكون أفكاره العنصرية هيالطاغية في الإعلام الفرنسي وعلى ألسنة المسؤولين، وستنتشر كذلك الرسومات المسيئةإلى الرسول الكريم بدعوى التضامن مع ضحايا العملية، كما فعلت العديد من الصحفسابقا... كل ذلك بسبب عملية قتل رسامي الكاريكاتير الذين لو لم يسيئوا إلى الرسول الكريملما عرفهم أحد بسبب النوعية الرديئة لرسوماتهم بالمعيار الفني...


تقييم:

0

0
مشاركة:


التعليق على الموضوع


لم يسجل بعد أي تعليق على هذه المشاركة !...

...........................................

=== إضافة تعليق جديد ===
الإسم:

نص التعليق:

انقل محتوى صويرة التحقق في الخانة أسفله:
الصورة غير ظاهرة