فضاءات بشار

بشار

فضاء الثقافة والمواضيع العامة

العضو الأكثر فعالية على مستوى الـبلدية
ابو زكرياء ابراهيم
مسجــل منــــذ: 2010-10-15
مجموع النقط: 1633.12
إعلانات


أوقفوا جريمة سبّ الصحابة

image
الكاتب:
حسين لقرع الشروق
2014/11/12

أوقفوا جريمة سبّ الصحابة

من الإنصاف والموضوعية أن نثمّن اعتراف الهاشمي رفسنجاني منذ يومين بأن إمعان غلاة الشيعة في سبّ الصحابة الكرام واحتفالهم كل سنة بذكرى اغتيال الخليفة عمر بن الخطاب، قد أدّى إلى بروز "القاعدة" و"طالبان" و"الدولة الإسلامية"... فهو موقفٌ جريء وقويّ من شخصية إيرانية شيعية كبيرة.

لكن هذا الاعتراف لن يكون ذا معنى إلا إذا أُرفق بإجراءات من شأنها أن تُحدِث القطيعةالنهائية مع هذه الممارسات الشيعية التي كانت أحد أسباب تمزيق صفوف المسلمينووحدتهم، ونشر العداوات والأحقاد بينهم، وبروز الاصطفافات الطائفية على "أنقاض" روحالأخوة الإسلامية.

لقد تأسست فضائياتٌ شيعية خصّيصا لسبّ الصحابة وأمهات المؤمنين والتطاول عليهم،ولعْنهم والعياذ بالله، دون أيّ اكتراث بمدى تأثير هذه الاستفزازات اليومية في نفوس السُّنة،واشتغلت فضائياتٌ سنية بالانحرافات العقدية للشيعة كاللطائم العاشورائية والمشي علىالجمر والادّعاء بعصمة أئمّتهم وغيرها... وكانت النتيجة تراكم الأحقاد والعداوات بينالطرفين، حتى كفّر كل منهما الآخر، وغرقا في صراعات طائفية خطيرة في العراق وسورياواليمن ودول أخرى، بل إنها طرقت باب السعودية مؤخراً من خلال عملية الأحساء، وبدأشيعة البحرين يهددون بالتخلي عن سلمية انتفاضتهم، وانتهت مظاهرُ التعايش وقبول الآخروالأخوّة التي كانت قائمة منذ عقود قليلة في بلدان أخرى وسادت بدلها أجواء من الجفاءوالاحتقان والتربّص بالآخر، وبدأ كل طرف يحضّر نفسه للمواجهة، وإذا لم يتمّ استدراك الأمرفي أقرب وقت والبحث عن حلول، فقد تشتعل كل دولة يقطنها خليطٌ من السنة والشيعة،وتسيل الدماءُ أنهاراً.

ولعلّ اعتراف رفسنجاني بمسؤولية غلاة الشيعة في تفاقم الصراع المذهبي وظهور"القاعدة" و"الدولة الإسلامية" يشكّل مدخلاً مهمّا لمعالجة الفتنة المشتعلة وتخفيف أجواءالاحتقان والتشنج والكراهية التي تسود بين الطائفتين، ولكن بشرط أن يكون هناك حوارٌجدي وعميق بين الطرفين؛ وتحديداً بين سياسييهم وفقهائهم.

نريد حواراً بين السعودية زعيمة العالم السني، وإيران زعيمة العالم الشيعي، حول مختلفالقضايا الخِلافية، فهو سيُنهي صراعاتٍ طائفية عديدة في المنطقة إذا صدقت النيّات، والبدايةبسوريا التي تدور فيها منذ قرابة أربع سنوات حربٌ طائفية طاحنة بالوكالة عن البلدين.

أما على مستوى الفقهاء، فنأمل أن يستأنف منتدى التقريب بين المذاهب أشغاله التي توقفتبلا مبرّر بعد إندلاع الأزمة السورية، فهو كفيلٌ بإيجاد صيغ لإنهاء الاحتقان والعداوةوالبغضاء إذا صدقت النيّات أيضاً؛ فإذا إلتزم مراجعُ الشيعة بإصدار فتوى جماعية تحرّم سبّالصحابة وأقرّت أنظمتهم بتجريمه ومعاقبة مرتكبيه، والتزم بالمقابل علماءُ السنة بإصدارفتوى تحرّم تكفيرَ الشيعة وقتالهم وأقرّت أنظمتُهم بتجريم ذلك ومعاقبة مرتكبيه، أمكن وضعُأسسٍ لمعالجة الاحتقان بين الطرفين، كغلق كل الفضائيات الطائفية، وتجريم الشحن المذهبيفي كل وسائل الإعلام، ومعاقبة كل المتجاوزين، وغيرها من إجراءات التهدئة المتبادَلة...

لقد مزق الخلافُ بين السنة والشيعة الأمّة الإسلامية الواحدة شرّ ممزق، وزادها ضعفاًووهناً، ولم يستفد من ذلك سوى الكيان الصهيوني والغرب، وآن الأوانُ لإنهاء هذه الفتنةالمنتِنة من خلال التخلي عن خطاب الكراهية والشحن والتحريض الطائفي والتكفير واستبدالهبخطابٍ يدعو إلى التعايش وقبول الآخر والكفّ عن مهاجمة مذهبه وإهانة رموزه؛ خطابيؤكد أن كل المؤمنين إخوة بغض النظر عن مذاهبهم وطوائفهم.


تقييم:

0

0
مشاركة:


التعليق على الموضوع

| ابو زكرياء ابراهيم | بشار | 12/11/14 |


 

أوقفوا جريمة سبّ الصحابة

من الإنصاف والموضوعية أن نثمّن اعتراف الهاشمي رفسنجاني منذ يومين بأن إمعان غلاة الشيعة في سبّ الصحابة الكرام واحتفالهم كل سنة بذكرى اغتيال الخليفة عمر بن الخطاب، قد أدّى إلى بروز "القاعدة" و"طالبان" و"الدولة الإسلامية"... فهو موقفٌ جريء وقويّ من شخصية إيرانية شيعية كبيرة.

لكن هذا الاعتراف لن يكون ذا معنى إلا إذا أُرفق بإجراءات من شأنها أن تُحدِث القطيعةالنهائية مع هذه الممارسات الشيعية التي كانت أحد أسباب تمزيق صفوف المسلمينووحدتهم، ونشر العداوات والأحقاد بينهم، وبروز الاصطفافات الطائفية على "أنقاض" روحالأخوة الإسلامية.

لقد تأسست فضائياتٌ شيعية خصّيصا لسبّ الصحابة وأمهات المؤمنين والتطاول عليهم،ولعْنهم والعياذ بالله، دون أيّ اكتراث بمدى تأثير هذه الاستفزازات اليومية في نفوس السُّنة،واشتغلت فضائياتٌ سنية بالانحرافات العقدية للشيعة كاللطائم العاشورائية والمشي علىالجمر والادّعاء بعصمة أئمّتهم وغيرها... وكانت النتيجة تراكم الأحقاد والعداوات بينالطرفين، حتى كفّر كل منهما الآخر، وغرقا في صراعات طائفية خطيرة في العراق وسورياواليمن ودول أخرى، بل إنها طرقت باب السعودية مؤخراً من خلال عملية الأحساء، وبدأشيعة البحرين يهددون بالتخلي عن سلمية انتفاضتهم، وانتهت مظاهرُ التعايش وقبول الآخروالأخوّة التي كانت قائمة منذ عقود قليلة في بلدان أخرى وسادت بدلها أجواء من الجفاءوالاحتقان والتربّص بالآخر، وبدأ كل طرف يحضّر نفسه للمواجهة، وإذا لم يتمّ استدراك الأمرفي أقرب وقت والبحث عن حلول، فقد تشتعل كل دولة يقطنها خليطٌ من السنة والشيعة،وتسيل الدماءُ أنهاراً.

ولعلّ اعتراف رفسنجاني بمسؤولية غلاة الشيعة في تفاقم الصراع المذهبي وظهور"القاعدة" و"الدولة الإسلامية" يشكّل مدخلاً مهمّا لمعالجة الفتنة المشتعلة وتخفيف أجواءالاحتقان والتشنج والكراهية التي تسود بين الطائفتين، ولكن بشرط أن يكون هناك حوارٌجدي وعميق بين الطرفين؛ وتحديداً بين سياسييهم وفقهائهم.

نريد حواراً بين السعودية زعيمة العالم السني، وإيران زعيمة العالم الشيعي، حول مختلفالقضايا الخِلافية، فهو سيُنهي صراعاتٍ طائفية عديدة في المنطقة إذا صدقت النيّات، والبدايةبسوريا التي تدور فيها منذ قرابة أربع سنوات حربٌ طائفية طاحنة بالوكالة عن البلدين.

أما على مستوى الفقهاء، فنأمل أن يستأنف منتدى التقريب بين المذاهب أشغاله التي توقفتبلا مبرّر بعد إندلاع الأزمة السورية، فهو كفيلٌ بإيجاد صيغ لإنهاء الاحتقان والعداوةوالبغضاء إذا صدقت النيّات أيضاً؛ فإذا إلتزم مراجعُ الشيعة بإصدار فتوى جماعية تحرّم سبّالصحابة وأقرّت أنظمتهم بتجريمه ومعاقبة مرتكبيه، والتزم بالمقابل علماءُ السنة بإصدارفتوى تحرّم تكفيرَ الشيعة وقتالهم وأقرّت أنظمتُهم بتجريم ذلك ومعاقبة مرتكبيه، أمكن وضعُأسسٍ لمعالجة الاحتقان بين الطرفين، كغلق كل الفضائيات الطائفية، وتجريم الشحن المذهبيفي كل وسائل الإعلام، ومعاقبة كل المتجاوزين، وغيرها من إجراءات التهدئة المتبادَلة...

 

لقد مزق الخلافُ بين السنة والشيعة الأمّة الإسلامية الواحدة شرّ ممزق، وزادها ضعفاًووهناً، ولم يستفد من ذلك سوى الكيان الصهيوني والغرب، وآن الأوانُ لإنهاء هذه الفتنةالمنتِنة من خلال التخلي عن خطاب الكراهية والشحن والتحريض الطائفي والتكفير واستبدالهبخطابٍ يدعو إلى التعايش وقبول الآخر والكفّ عن مهاجمة مذهبه وإهانة رموزه؛ خطابيؤكد أن كل المؤمنين إخوة بغض النظر عن مذاهبهم وطوائفهم.



...........................................

=== إضافة تعليق جديد ===
الإسم:

نص التعليق:

انقل محتوى صويرة التحقق في الخانة أسفله:
الصورة غير ظاهرة