رجع بخُفيّ حُنين
المَثـَلُ العربي :
"رجع بخُفيّ حُنين "
مثلٌ عربيٌّ مَعـْروفٌ .. وقصة ُهذا المَثل :
ِ
أنَّ رجُلاً مِنَ العَـرَبِ ، ذهـَبَ بناقتِه لقضاءِ بعض ِحـَوائِجه ، وبينما هو ماضٍ في طريقه رآه حُـنيْنُ - وكان إسكافيا من أهل البصرة - فساومه في نعلين مخصوفتين فأبى عليه أن يبيعهما له
ثم بقي حُـنيْنُ مُستتراً - وقالَ في نفسه :
سوفَ أخـْدَعُه
فوضعَ إحـْدى خـُفـَّيْه في الطريق ِ، ورأها الرجـُلُ الأعْـرابيّ ، فقال :
ما أشبه هذا الخف بخف حنين , لو كانتْ أخـْتـُها معها لأخـَذتـُها ..
فتركَها ومَضى في طريقـِه ، فلمَّا مشى قليلاً وجَـدَ الخـُفَّ الثانية َ،
فقال :
هذه .. وهذه .. !!
فنزلَ وربط َناقتـَه وأخذ َ الخـُفَّ ، ثم َّعادَ على قـَدَمَيْه ليأخـُذ َ الخـُفَّ الأولى
فسَرَق َ حُـنيْنُ َناقتـَه بما عليها وهـَرَب بها ..
ورجـَعَ الأعْـرابيّ إلى أهله فقالوا له بم رجعت ؟
فقال : رجعت بــ ( خـُفـَّيّ حُـنيْن ) ، فصار هذا مَثلاً .
وفـَدَ شاعرٌ إلى الأميْر ( يزيدُ بنُ عمرو الأزْدِيّ ) وكانَ هذا الأميْرُ شهْماً كريماً ..
ولكنه كانَ مشغولاً عنه ، ولم يسْمَعَه ، فـتركَه الشاعِـرُ وتوجَّه إلى
أمِيْر ٍآخـَرَ اسمُه ( يزيدُ بنُ حاتمَ القيْسِيّ ) ..
- والفرْقُ ببن اليزيدين أنَّ :
" الأزْدِيّ " مِنْ كـُرَماءِ العَـرَبِ
و" القيْسِيّ " مِنْ بُخـَلاءِ العَـرَبِ .
فردَّ القيْسِيّ هذا الشَّاعـِرَ ولم يُعـْطـِهِ شـيئاً .
فقـالَ الشاعـِرُ :
أرانى – ولا كُـفـْرَانَ للهِ – راجعَـاَ
بخـُفـَّيّ حُـنيْن مِنْ نـَوَال ِ ابن ِ حـاتِم ِ
يقـْصِدُ " القيْسِيّ "
فسمعَ الأميْرُ ( يزيدُ بنُ عمروالأزْدِيّ ) بهذا البَيْتِ ، فقـالَ :
إليّ به .
فجـِئَ به إليه ، فقـالَ له :
اخـْلعْ خـُفـَّيْكَ الاثنين .
فخـَلعهما ومَلأهُما الأميـْرُ ذهـَبَـاً .
فقـال الشاعر مادِحًـاً " الأزْدِيّ " ومُوَجـِّهاً صَفعَة ً لــ " القيْسِيّ " :
أرانى – ولا كـُفـْرَانَ لله ِ- راجعــَاً
بخـُفـَّيّ حُـنيْن مِنْ نـَوَال ِ ابن ِ حـاتِِم ِ
لشتـَّانَ ما بيْنَ اليزيْدَين ِفي النـَّّدى
يزيدِ ابن عمروٍ ، والغـِرِّ ابن ِ حاتِم ِ
فهَــمُُّ الفتى الأزْدِيّ إتـْلافُ مــالـِهِ
وهــَمُّ الفتى القيْسِيّ جَــمْعُ الـدَراهِم ِ