فضاءات قوص

قوص

فضاء القرآن الكريم والسنة النبوية

العضو الأكثر فعالية على مستوى الـبلدة
الطيب الشنهوري
مسجــل منــــذ: 2013-10-27
مجموع النقط: 823.73
إعلانات


فاظفرْ بذاتِ الدِّينِ تربَتْ يداكَ

روَى أبو داودَ والنَّسائيّ عن أبي هُريرة رضي الله عنه قال : قال النبيّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : " تُنْكَحُ المرأةُ لأربَعٍ ، لمالِها ولحَسَبها ولجمَالها ولديْنها ، فاظفرْ بذاتِ الدِّينِ تربَتْ يداكَ ".

الحديثُ رواه البُخاريّ ومُسلم ورواه أصحابُ السُّنن .

شرح الحديث :

إنَّ من عادةَ الناسِ أنْ يرْغبوا في المَرأةِ ، وأنَّهم يختارونها لإحْدى هذه الخِصالِ وهي :

الجَمالُ . والمَالُ . والحَسَبُ . والدِّيْنُ .

واللائِقُ بذوي المَروءاتِ وأربابِ الدياناتِ أنْ يكونَ الدِّينْ مَطمَحَ نظرهم ، فيما يأتون ويَذرون، لا سيَّما فيما يدومُ أمْرُه ويعظمُ خطرُه. ولذلك حثَّ المُصطفى - صلَّى اللهُ عليه وسلَّم - بآكِد وجْهٍ وأبلَغِه ، فأمرَ بالظَّفر فالفوزِ بذاتِ الدِّينِ الذي هو غاية البُغيةِ ، ومُنتهى الاختيار والطلَبِ.. وإذا أضّفْنا إلى الدِّينِ الجمالَ وغيرَه مِن الصِّفاتِ المذكورةِ فحَسَنٌ ، وإلا كانَ الدِّيْنُ أولى وأجْدَرُ بالحُظوةِ والمُتابعةِ.

وأما معنى ( تربَتْ يداكَ ) :

فهو في الأصْلِ دعاءٌ معناه : " لَصَقتْ يداكَ بالتُّرابِ مِنْ شِدَّةِ الفَقر إنْ لم تفعلْ "

وهذا التعبير " تربت يداك " ومثله " ثكلَتْكَ أمُّك " ونحو هذه منَ العبارات.. تقولُها العربُ لمَنْ تُحبُّه ،

وإنْ كانَ معناها في الأصْلِ شرّا ..!! إلا أنُّها منْ باب التَّحَبُّبِ .. فـ " تربَتْ يَداكَ " يعني لُصِقتْ بالتُّرابِ ، والإنسانُ تلْصَقُ يدَيْه بالترابِ إذا كانَ ققيراً ، قال – تعالى – ( أو مسكينا ذا متربة )

والعربُ تسَمِّي الفقيرَ فقيْراً مِنْ كِثر فقار الظَّهْر

فكلمة فقير أي : مكْسورٌ ظهرُه ، ومكْسورٌ ظهْرُه تعبير يُرادُ به . أنَّه لا يمْلِكُ مالاً، فالمالُ يشُدّ الظهرَ ويقوِّيه . والشاهدُ أن " تربَتْ يداكَ " كناية ٌعَنِ الفقر، ولَكِنْ لا يُراد بها هنا ، في هذا الحِديْثِ الدُّعاء عليه بالفقر ، وإنَّما المقصودُ بـقولِه : " فاظفرْ بذاتِ الدِّيْنِ تربَتْ يداكَ " .. أنَّ الذي يَظفرُ بذاتِ الدِّينِ والأخلاقِِ والقيم والفضائِلِ النبيلَة هو الذي فازَ وفلَحَ وغَنِمَ . و الأصْلُ في التَّرابِ هو دلالته على الطَّهارةِ ، وذِكْرُ الرَّسول الكريمِ لليدِ ليس بمعنى اليَدِ المُتعارفِ عليه وهى أحدُ أطرافِ الإنسانِ .. فهذه الكلمةُ استخدَمَها العربُ كثيراً في غير معناها فكانوا يقولون : هذا الرجل ذو يدِ علينا أي صاحبُ فضلٍ ..وهذا الرجلُ ذو يدٍ بيضاءَ : أي شريفُ

وقول اللهِ - تعالى - : ( واذكُر عبدَنا داودَ ذا الأيدي إنَّه أوَّاب ) أي ذو القوَّة في الدِّيْنِ والعِبادةِ .

وهناك قولٌ للعلماء في " تربَتْ يداكَ " مُلخَّصُه :

( أنَّ العربَ كانت تنسِبُ الخيرَ إلى الترابِ دائمًا ، فمعنى " تربَتْ يداكَ " هو " أصَبْتَ الخيرَ " أو " نالَكَ الخيرُ ".. وكانَ رسولُ اللهِ - صلَّى الله ُعليه وسَّلم - إذا سألَْ عَنْ حالِ أحَدٍ يظهَرُ عليه الغضَبُ أو شئ ٍمثل هذا يقولُ : ( مالَه تربَتْ يداهُ ) وبالتأكيد كانَ الرَّسولُ يدعو له لا عليه ) . وعليه فــ ( تربَتْ يداكَ ) في هذا الحديثِ الشِّريْفِ . بمعنى : طابَ وطهُرَ اختيارُك .

والله – تعالى – أعلم .


تقييم:

0

0
مشاركة:


التعليق على الموضوع

| الطيب الشنهوري | قوص | 10/11/13 |

أختاه يا بنتَ العفــافِ تحـشّمي .... لا ترفعي عنك الخــمارَ فتنـــدمي

صــوني جــمالك إن أردت كرامة .... كي لا يصــول عليــك أدنى ضيغم

لا تعرضي عن هدي ربّك ساعةً .... عضّي عليه مدى الحــياةِ لتنعمي

ما كان ربُّك جـــائراً فـي شـرعِهِ .... فاستمسكي بعراه حتى تسلمي

و دعي هـراءَ القائلين ســفاهةً .... إنّ التقــدّم في السّــفور الأعجمي

إيّــاك إيّــاك و الخـــداع بقولهـم .... ســـمراء يا ذات الجــمال تقــدمي

إن الّذين تبــرؤوا عــن دينـــهم .... فهم يبيـــعـون العفــافَ بدرهـــــمِ

حــللُ التبـــرج إن أردت رخيصة .... أما العفـــاف فـــدونه ســـفك الدمِ

 

الشاعر اليمني ثابت ناصر أحمد


| أحمد الهوكي | قوص | 09/11/13 |

شكراااا

 

جزاك الله خيرا


| الطيب الشنهوري | قوص | 09/11/13 |

...........................................

=== إضافة تعليق جديد ===
الإسم:

نص التعليق:

انقل محتوى صويرة التحقق في الخانة أسفله:
الصورة غير ظاهرة