فضاءات يوب

يوب

فضاء التربية والتعليم

العضو الأكثر فعالية على مستوى الـبلدية
enamiyoub
مسجــل منــــذ: 2011-09-09
مجموع النقط: 187.51
إعلانات


خطر يهدد أبناءنا إسمه الإعلانات

خطر يهدد أبناءنا .. اسمه الإعلانات
الدراسات والخبراء يؤكدون: سلبياتها أكثر من إيجابياتها ..وهذا هو الدليل
يجمع خبراء الإعلام على أن الإعلانات بصورتها الحالية التي تُبث بها على القنوات التلفازية المختلفة لها تأثيرات سلبية جسيمة على الطفل، منها أنها توظف مشاعره في اتجاه غير مشروع، وتشجع القيم المادية لديه على حساب القيم الدينية، وتغرس في نفسه ثقافة الاستهلاك، والميل إلى الترف والإسراف، الأمر الذي يسهم في النهاية في إنتاج جيل لايتسم بالاعتدال أو التوازن في سلوكه الإنفاقي أو الحياتي.
ومن هنا يشدد هؤلاء الخبراء على ضرورة إحكام الرقابة على مثل هذه الإعلانات، مع دعوة المؤسسات العربية والإسلامية إلى إنتاج إعلانات تحمل قيماً ومضامين إيجابية، باعتبار أن الطفل "كقطعة الإسفنج .. يمتص كل ما حوله". عن خطورة الإعلانات على الأطفال يدور التحقيق التالي.
في دراسة أعدتها د. فريال مهنا عن خطر الإعلانات على الطفل قالت: إن تضمين الرسالة الإعلانية التلفازية مظاهر عنف أو خوف تدفع الطفل إلى سلوك يشكل خطورة على حياته، غير أن هناك مجموعة مشكلات مرتبطة بالإعلانات أهمها: الدور الذي يؤديه الطفل كعنصر من عناصر ترويج السلعة، ونوعية التأثير الذي يمارسه الطفل المتلقي.
إلى جانب تكريس الاستهلاك كقيمة عليا؛ محدثة بذلك خللاً في عملية تنظيم قيم الأطفال مع قيم المجتمع.
سلبيات كثيرة
وفي الإطار نفسه رصدت رسالة نوقشت مؤخراً بكلية الآداب جامعة المنوفية من إعداد الباحثة إيناس محمد فتحي عدداً من سلبيات الإعلانات التلفازية تجاه ثقافة الطفل منها: أن الإعلانات التلفازية في معظمها تقوم على تشجيع الاتجاهات المادية من خلال تأكيدها على قيم مادية لايعتد بها على حساب القيم الدينية، وعلى حساب تقاليد وأعراف المجتمع، كما أنها تغرس ثقافة الاستهلاك في الطفل، وتشجع على تبديد الموارد الاقتصادية في أشياء غير نافعة.
وهناك على سبيل المثال الإعلانات الخاصة بمستلزمات الأطفال، والإعلانات المتعلقة بالسلع الغذائية والمشروبات مثل: الحلويات ومنتجات الألبان وغيرها من السلع، إذ تتضمن هذه السلع مسابقات تمنح جوائز، مما يؤدي إلى شدة الانبهار بها والتكالب على شرائها، وبالتالي فمثل هذه الإعلانات تدفع إلى إقامة المجتمع الاستهلاكي على حساب أولويات التنمية، مما يولد جيلاً جاهزاً للاستهلاك الترفي الذي يرفضه الإسلام.
وكشفت الرسالة النقاب عن ضآلة الإعلانات الخاصة بالخدمات الثقافية والبيئية مثل: الإعلانات المتعلقة بتلوث البيئة وترشيد الاستهلاك رغم أنها خدمات أساسية يجب تشجيعها، والعمل على تدعيمها؛ لما لها من فوائد عديدة بالنسبة للطفل، بالإضافة إلى أن الإعلانات لا تسهم بشكل كبير في ترسيخ القيم الدينية والصحية، مما يضعف من دور هذه الإعلانات في نشر الوعي الصحي لدى الطفل، ويقلل من قيام التلفاز بدوره التوجيهي.
تعبيرات سوقية
وتشير الباحثة إيناس في رسالتها إلى العديد من السلبيات الأخرى مثل: عدم الاهتمام بالنطق السليم لبعض الحروف أثناء تقديم بعض الإعلانات، واستخدام ألفاظ ركيكة وتعبيرات سوقية أحياناً، ويتضح ذلك في الإعلانات الخاصة بالسلع الغذائية والمشروبات، وكذلك المنظفات والمبيدات، مما يؤثر على حصيلة الطفل اللغوية، وتسهم الإعلانات في كثير من الأحيان في ترسيخ قيم غريبة على مجتمعنا، وتهمل خصوصيات وواقع الطفل.
كما يغلب على معظم الإعلانات الطابع الطبقي، إذ تتسبب في إيجاد إحباطات، وخاصة لدى أطفال الطبقتين المتوسطة والفقيرة، كما يؤدي هذا المسلك في النهاية إلى تشبع أطفال هذه الشرائح بمشاعر الحرمان، مما يضر بسلوكيات الأطفال وتكوينهم النفسي.
وتقول الباحثة: معظم الإعلانات للأسف قد أسهمت في رسم صورة نمطية تحط من قدر أهم قطاعات المجتمع، فلقد اتضح من الدراسة التحليلية أن المرأة ظهرت في الإعلانات المقدمة عبر شاشة التلفاز أكثر من غيرها، وذلك بنسبة 51.2%، حيث ظهرت في صورة غير لائقة تحط من قدرها، وتقلل من دورها، وخاصة في معظم الإعلانات المتصلة بالسلع مثل مستحضرات التجميل والسلع الغذائية، وبالطبع فإن هذا يساعد على إيجاد صورة غير كريمة للمرأة، ويربطها في ذهن الطفل بالسطحية والإثارة.
يرفض واقعه الأسري
وعن تأثير الإعلانات على سلوك الطفل تقول الدكتورة منى الحديدي رئيسة قسم الإذاعة والتلفاز بكلية الإعلام جامعة القاهرة إن الإعلانات لها تأثير سلبي على الطفل فهي تزيد لديه السلوك الاستهلاكي، فضلاً عن زيادة تطلعاته، مما يجعله يرفض واقعه الأسري، وهذا يخلق نوعاً من الصراع داخل الأسرة وداخل الطفل ذاته، مما يجعله محبطاً في معظم الأحيان، ويلجأ إلى سلوك غير سوي للحصول على المال اللازم الذي يحقق له رغباته، ويلبي له ما يشاهده، ويسمع عنه من سلع ومنتجات، بالإضافة إلى تأثيرها على معارفه الثقافية ولغته، وتحديد أولوياته، وتشكيل ذوقه.
أما الدكتور صفوت العالم رئيس قسم العلاقات العامة والإعلان بجامعة القاهرة فيرجع خطورة الإعلانات على الطفل إلى كثرة تكرارها، والأوقات المتميزة التي يعلن فيها عن المنتج، مما يساعد على استجابة الطفل لهذه الإعلانات، بل محاولة تقليدها.
ويحدد تأثير الإعلانات في أشكال عدة أولها: التأثير على السلوك الشرائي للطفل، فينشأ لديه سلوك شرائي يتسم بالإسراف والمبالغة وعدم الترشيد، مما يخلق جيلاً لايتسم بالاعتدال والتوازن في الميزانية المخصصة، وأخطر هذه التأثيرات التأثير على سلوك الطفل الشخصي، فبعض الإعلانات يرسخ بعض السلوكيات غير المناسبة كالرقص، وحركات الوجه، وتعبيرات الجسد والعيون، مما يخلق بعض القيم غير الملائمة للعادات والتقاليد، فتكبر مع الطفل وتصبح جزءاً من سلوكه الشخصي بعد ذلك.
أما التأثير الثالث فهو التأثير على لغة الطفل، فمعظم الإعلانات يستخدم لغة دارجة تحمل معاني غير أخلاقية، ودلالات غير ملائمة مع النسق الأخلاقي للأسرة، وكثرة تكرار هذه المادة الإعلامية، والتوظيف اللغوي يجعل تلك اللغة أكثر قابلية للاستعمال بين الأطفال بعضهم وبعض.
ويتهم د. صفوت الرقابة على الإعلانات بالضعف؛ لأنها بمثل هذا الإسفاف والابتذال. ويطالب بتشديد الرقابة على كل البرامج المستوردة من الخارج، وتكوين شركات عربية إسلامية لإنتاج برامج الأطفال تسهم في تكوين الصورة الذهنية للشخصية العربية والإسلامية عند الطفل.
تدمير القيم الأخلاقية
في السياق نفسه يتهم أيضاً الدكتور جمال النجار رئيس قسم الإعلام بكلية الدراسات الإنسانية بجامعة الأزهر إعلانات التلفاز بتدمير القيم الأخلاقية والإسلامية، وزرع قيم غربية بما تقدمه من مادة إعلانية تنمي لدى الطفل السلوك الاستهلاكي بدلاً من السلوك الإنتاجي.
ويشير إلى أن الإعلان التلفازي ليس المتهم الوحيد، ولكن بعض الصحف العربية تتجاوز فيه بعض الإعلانات كل الحدود، وطال حتى العقيدة الإسلامية، وتراث الأمة ومقدساتها.
ويحذر من خطورة المواد المستوردة من الخارج التي تعتمد على الإثارة. ويرجع اعتمادنا على الغرب إلى عدم وجود إنتاج كافٍ من برامج الأطفال يشغل كل القنوات، مما يجعل اليهود أصحاب رؤوس الأموال الكبيرة يستغلون هذا الضعف المادي في إفساد مستقبل أطفالنا.
والحل من وجهة نظر د.النجار تكوين مؤسسات عربية وإسلامية تنتج الدراما، وبرامج الأطفال لتغطي فترات البث الطويلة، والعمل على تعريب بقية المسلسلات، وعمل مونتاج لها، وحذف المشاهد التي تتعارض مع قيمنا. هذا إذا ما كانت هناك حاجة ماسة للاستيراد أصلاً.
تحضر غير متحضر!
وتحذر الدكتورة ماجي الحلواني وكيلة كلية الإعلام بجامعة القاهرة من أن عملية التحضر أدت إلى دخول المرأة سوق العمل، مما زاد من تعرض الأطفال لوسائل الإعلام، وخاصة التلفاز، فالأطفال يشاهدون ما يناسبهم وما لايناسبهم، بل إن الأمهات يعتمدن على التلفاز كجليس للأطفال أثناء قيامهن بالأعمال المنزلية، وتكمن الخطورة هنا في أمرين:
أولهما: أن الأطفال يشاهدون في الغالب المواد التلفازية المعدة للكبار.
وثانيهما: أن الأطفال يجلسون بمفردهم أمام التلفاز؛ نظراً لانشغال الأمهات عنهم، والطفل كقطعة الأسفنج التي تمتص كل ما تتعرض له.
مضامين ثقافية
ويتفق د. محمد رأفت عثمان عميد كلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر، وعضو مجمع البحوث الإسلامية مع معظم النتائج التي توصلت إليها الدراسات العلمية، ويطالب بتكوين لجنة استشارية لتخطيط الإعلانات التلفازية لضمان تحقيق الفائدة المرجوة منها، بحيث تضم متخصصين في التربية الدينية، وعلم النفس، والاجتماع، والآداب، والفنون.
ويطالب بالاستفادة قدر الإمكان من إقبال الأطفال على الإعلانات التلفازية، وذلك بتضمين هذه الإعلانات مضامين ثقافية ودينية لأهميتها في البناء الثقافي للطفل، وترسيخ القيم الإيجابية، وأساليب التفكير العلمي السليم، مما يسهم في تحقيق الأهداف الثقافية للمجتمع.
كما يطالب بضرورة الإكثار من الموضوعات التي يرغب الأطفال في معرفة المزيد عنها من خلال الإعلانات التلفازية مثل: الحرص على تعلم الكمبيوتر، وأصول العبادات، وشعائر الدين، وأصول التغذية السليمة، وكيفية تنمية المواهب الشخصية، وغير ذلك من الاحتياجات المفيدة التي حض عليها ديننا الحنيف.
رأي آخر
لكن الدكتور أحمد علي الكبير أستاذ الصحة النفسية بجامعة الأزهر يشير إلى بعض الإيجابيات للإعلانات فيقول: إن الإعلانات يمكن أن تسهم في نشر الوعي الثقافي لدى الطفل، وذلك عن طريق الفقرات المتعلقة بالمكتبات، وبالمعارض الثقافية. كما يمكن الاعتماد بصفة أساسية على اللغة العربية الدارجة في تقديم معظم الإعلانات، مما يؤدي إلى بساطتها، والاهتمام بها من جانب القاعدة العريضة من المشاهدين، وخاصة جمهور الأطفال.
إلا أنه يطالب بأن تكون هناك مصداقية وأمانة في الإعلانات عن المنتجات ليتعلمها الأطفال بدورهم، وضرورة وضع الفقرات الخاصة مثل: "أضف إلى مكتبتك"، والفقرات المشابهة في الأوقات التي يتجمع فيها أكبر عدد من المشاهدين، وخاصة من الأطفال، وأن تتسع مساحتها الزمنية لتستعرض أكبر عدد ممكن من الخدمات الثقافية المقدمة من كتب وصحف ومجلات.
ويشير إلى ضرورة أن تعمل الإعلانات على تحقيق عدد من القيم الجمالية والفنية حتى تصل إلى المستوي الذي يؤدي إلى الارتفاع بمستوى الإحساس بالجمال والتذوق الفني لدى الأطفال. كما ينبغي أن تظهر المرأة من خلال الإعلانات المقدمة في نماذج تسهم في تكوين صورة إيجابية عن دور المرأة في الحياة الأسرية، وفي النهوض بالمجتمع ككل.

تقييم:

0

0
مشاركة:


التعليق على الموضوع


لم يسجل بعد أي تعليق على هذه المشاركة !...

...........................................

=== إضافة تعليق جديد ===
الإسم:

نص التعليق:

انقل محتوى صويرة التحقق في الخانة أسفله:
الصورة غير ظاهرة