فضاءات أم القرى

أم القرى

فضاء التربية والتعليم

العضو الأكثر فعالية على مستوى الـمحلية
الصديق محمد
مسجــل منــــذ: 2011-02-09
مجموع النقط: 25.04
إعلانات


بعض صفات المربي

1- الإخلاص
وذلك بأن يخلص المربي نيته لله في كل أمور حياته من عبادات ومعاملات وقول وعمل ونصح وصلة رحم لقول الرسول- صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم-: "إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى.....".
وكذلك في كل عمل تربوي من أمر أو نهي أو نصح أو ملاحظة أو عقوبة، فسوف يشعر الأبناء بهذا الإخلاص في تصرفاتك، مع حرصك على توجيههم لهذا المعنى، وسوف يحاولون أن يخلصوا نياتهم وأعمالهم أيضًا.
فعلينا أن نبثَّ فيهم هذا المعنى ونلاحظهم فيه، ونُفهمهم أننا نربيهم لله حتى يقوموا بعبادة الله في الأرض وتوحيده والجهاد في سبيله ولو كان مهندسًا أو طبيبًا أو مدرسًا، فهو مهندس مسلم يعبد الله ويخدم الإسلام والمسلمين، كذلك الطبيب والمدرس، فيعز الله بهم الإسلام والمسلمين، وتكون الغلبة لهم على أعدائهم، فهذا هو الإخلاص لله في تربية الأبناء، وليس لأجل الدنيا، أو لنتباهى للناس بهم، أو ليكونوا أحسن من أولاد الجيران أو الأقارب، ولكنهم قوة للإسلام نعدّها لعل الصلاح يجري بين يديهم ويؤيدون الحق والصدق وينفع الله بهم العباد والبلاد.
مثال واقعي للتربية وهو من واقعنا وحاضرنا وليس في عهد الرسول صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم ولا الصحابة رضوان الله عليهم؛ وذلك عندما تلقَّت أمٌّ خبرَ وفاة ابنها في حادثٍ وكان عمره عشر سنوات، ماذا قالت؟ قالت: يا رب إني ربيت ابني من أجلك وأنت أخذته.
هكذا.. إنما الصبر عند الصدمة الأولى وهكذا النية، وثواب مَن تُوفي له ابن فصبر واسترجع وحمد الله بُني له بيت في الجنة اسمه بيت الحمد.
كذلك امرأة عمران (أم السيدة مريم) قالت: ?رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا فَتَقَبَّلْ مِنِّي? (آل عمران: من الآية 35) إنه الإخلاص لله، فإذا كنا مخلصين لله في تربية أبنائنا فسوف يتقبل الله هذا العمل ويأجرنا عليه ونكون أيضًا محبوبين من أبنائنا ومؤثرين فيهم، فإذا ما نصحناهم بإخلاص فستدخل النصيحة وكذلك الأعمال في قلوبهم وعقولهم ويستجيبون إن شاء الله.
2- التقوى
هي "ألا يراك الله حيث نهاك وألا يفتقدك حيث أمرك"، أو اتقاء عذاب الله بصالح الأعمال وخشيته في السر والعلن.. قال تعالى: ?يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ? (آل عمران: من الآية 102)، ?وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا (2) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ? (الطلاق: من الآيتين 2، 3) وسُئل الرسول- صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم-: مَن أكرم الناس؟ قال صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم: "أتقاهم"، وسُئل عن أكثر ما يدخل الجنة قال: "تقوى الله وحسن الخلق".
فعلينا أن نتقي الله في جميع أعمالنا، فنحن قوة مؤثرة في الأبناء، وإذا انحرف المربي عن التقوى انحرف الأبناء فينشأ الأبناء وليس لهم من الله رادع وليس عندهم مراقبة ولا ضمير، فعلى المربي أن يفهم هذا الأمر جيدًا إذا أراد الخير لنفسه ولأبنائه، وأن يربي في أبنائه استشعار معنى (الله معي، الله ناظري، الله شاهد علي) يربي الرقابة الذاتية والانضباط الذاتي الصادر منهم- ونحكي لهم قصصًا مثل بائعة اللبن التي أرادت أن تغشه بالماء فأخبرتها ابنتها بأن (إن لم يكن عمر يرانا فالله يرانا).
كذلك نتقي الله في تعاملنا مع التلفاز فلا ننهى أطفالنا ونجلس نحن، نتقي الله في أسماعنا وأبصارنا، نتقي الله ولا نطعمهم إلا من حلال؛ وذلك مثال للزوجة التي قالت لزوجها: "اتق الله فينا ولا تطعمنا إلا من حلالٍ فإننا نصبر على الجوع ولا نصبر على النار"، نتقي الله فيهم بالعدل بينهم ماديًّا ومعنويًّا ونفسيًّا واجتماعيًّا لحديث الرسول- صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم-: "اتقوا الله واعدلوا بين أولادكم" حتى في القُبَل.
فإذا ما جعلنا التقوى نصب أعيننا في كل عمل تربوي فسوف يجعل الله التربية أمرًا يسيرًا: ?وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا? (الطلاق: من الآية 4)
3- العلم:
ينبغي على المربي أن يكون عالمًا بالحلال والحرام ليفيد نفسه وأبناءه، ولقد حثنا الرسول الكريم على العلم حيث قال: "مَن سلك طريقًا يلتمس فيه علمًا سهل الله له به طريقًا إلى الجنة".
فالعلم يجعل المربي حكيمًا يضع الأشياء في مواضعها ويربي على أسس متينة، كما أن الأم هي منبع المعرفة للطفل فعليها أن تلم المعلومات التي تنفع بها أبناءها، فبالإضافة إلى أنها تُعلمهم مبادئ الإسلام من صلاةٍ وصيامٍ تستطيع أيضًا أن تبرز لهم القضايا الإيمانية أثناء الحياة العملية، فمثلاً عند نزول المطر تقول لهم: من الذي أنزل المطر؟ ولماذا؟ وكيف يُسقى منه الإنسان والحيوان والنبات؟ وأنه مصدر الحياة.. فيجب أن نشكر الله عليه.
كذلك يكون لدى المربي معلومات عن أصول التربية حتى يكون لديه خبرة بالعوامل النفسية للأبناء، ويميز بين كل مرحلة ويتعامل معها بما يناسبها أما إذا لم يكن لديه علم بالتربية فإن فاقد الشيء لا يعطيه.
فلا بد من الاطلاع على الكتب وشرائط الكاسيت والمحاضرات وخبرات الآخرين، حتى يكون لديه كم من المعرفة والخبرة يستطيع أن يربي به أبناءه؛ وذلك من أجل تربية جيل إسلامي يحقق عز الإسلام.
كذلك معرفتها بما يدرسه الابن في المدرسة قدر الإمكان، خاصةً في المدارس الأجنبية وترشدهم إلى الصواب إذا رأت هناك خطأ وتناقش معهم أحوالهم في المدرسة ويمكن استغلال وقت الغداء في هذه المناقشات عندما تكون الواجبات كثيرة وليس هناك وقت للمناقشة.
4- الحِلم:
وهذا من الصفات الأساسية جدًّا التي تساعد المربي على إنجاح مهمته التربوية وهي عكس الغضب والعصبية التي تشتكي منها كثير من الأمهات.
فالحلم من أعظم الصفات النفسية والخلقية فبه ينجذب الأبناء نحو المربين ويستجيبون لأقوالهم ويستطيع فهم الأمور في حالة الهدوء، وليس معنى هذا أن الحلم والرفق يكون دائمًا حتى يؤدي إلى التدليل ولكن يكون بحكمة وأن يضبط نفسه دون الغضب الضار.
وقد يكون من المصلحة في بعض الأحيان العقوبة أو الضرب مثلاً، فعليه ألا يتأخر في المعاقبة حتى ينصلح أمره ?وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا? (البقرة: من الآية 269)، ولقد حدثنا الله تعالى عن كظم الغيظ?وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنْ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ? (آل عمران: من الآية 134)، ?وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الأُمُورِ (43)? (الشورى).
وقول الرسول- صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم- للأشج: "إن فيك خصلتين يحبهما الله: الحلم والأناة"، رواه مسلم، كذلك الرفق لحديث الرسول- صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم-:"إن الله رفيق يحب الرفق في الأمر كله"، وقوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم: "ليس الشديد بالصرعة إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب"، وقوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم: "ما كان الرفق في شيء إلا زانه وما نزع من شيء إلا شانه" رواه مسلم.
علاج الغضب والعصبية
علاج نظري:
استشعار أن لحظة الغضب هي لحظة يتملكنا فيها الشيطان، كما أنها لحظة يغضب الله علينا وقتها، كما أنها قد تؤدي إلى بعض الأمراض من ضغط وسكر، كما أن شكل الشخص يكون وقتها غير مقبول، وإذا تصرفنا وقتها خطأً مع مَن أمامنا فنستشعر أن الله أقدر علينا منا على من أمامنا؛ وذلك كما قال الرسول صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم لأبي مسعود البدري عندما كان يضرب غلامًا له: "اعلم أبا مسعود أن الله أقدر عليك منك على هذا الغلام".. إذا استشعرنا هذه المعاني السابقة وقت الغضب ربما تكون رادعًا نسبيًّا للشخص.
العلاج العلمي:
1- الاستعاذة من الشيطان الرجيم- الوضوء أو الاغتسال كما أمرنا صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم؛ لأن الماء يطفئ النار والشيطان خلق من النار- تغيير الوضع أو المكان، ذكر الدعاء الذي وصَّى به الرسول صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم السيدة عائشة عند الغضب وهو: "رب اغفر لي ذنبي وأذهب غيظ قلبي وأجرني من مضلات الفتن".
2- لا تتخذي أي قرار وقت الغضب لأنه غالبًا سيكون قرارًا خاطئًا والرجوع فيه ضعف أمام الأبناء أو ندم لكِ بعد ذلك، إذا أردتِ أن تعاقبي ابنك وقتها بالضرب مثلاً فلا تضربيه ولكن قولي له: سوف يكون لك عقاب ما فسيذهب ذهنه إلى أي عقاب ثم قدري له العقاب المناسب بعد ذلك، أما إذا ضرب في هذه اللحظة وأنت غاضبة فسيكون الضرب وقتها للانتقام والغيظ والتشفي وليس التربية، وقد يكون العقاب أكثر مما يستحق فتكونين ظالمة له أو تندمين أو تبكين بعد ذلك.
5- استشعار المسئولية:
وهي أن يستشعر المربي مسئوليته في تربية أبنائه في جميع الجوانب الإيمانية والخلقية والاجتماعية والصحية؛ وهذا يدفعه إلى مراقبة وملاحظة الابن وتوجيهه وتعويده- فإذا غفل عنه لحظة أن تساهل فربما يتدرج الابن إلى الفساد خطوةً خطوة ووقتها يندم الأب وتبكي الأم ولكن بعد ماذا؟
فعلى المربي أن يستشعر هذه المسئولية ويعلم أن الله سبحانه سيسألهم عنها يوم القيامة: ?وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْئُولُونَ (24)? (الصافات)، ?وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا? (طه: من الآية 132)- كذلك حثنا الرسول- صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم- وقال: "كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته" متفق عليه، "إن الله سائل كل راع عما استرعاه حفظ أم ضيع حتى يسأل الرجل عن أهل بيته".
فعلى المربي أن يتحمل هذه المسئولية وينهض بها على أكمل وجه وبعزيمة قوية، وأن الله سيغضب عليه إذا فرط وأن الحساب عسير يوم القيامة.
وعلى المربي أن ينتبه إلى المخططات العلمانية والصهيونية التي تستهدف الشباب والأسر المسلمة، ونكون على بينةٍ فلا نترك أبناءنا ينخدعون ويجرون وراء هذه المخططات المغرية ونسلحهم بتقوية علاقتهم بالله وبسيرة الرسول صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم والصحابة الكرام.
6- الليونة والمرونة والاعتدال:
وذلك بالقدرة على فهم الآخرين بشكلٍ متكاملٍ لا بمنظار ضيق وإعطاء فرصة للأخذ والعطاء والحوار بين المربي والأبناء وليس معنى هذا الضعف والهوان وإنما التيسير الذي أباحه الشرع فلا نتشدد مع الأولاد حتى لا يضيقوا مما نأمرهم به وينفروا منا ولكن بالاعتدال في كل الأمور فما بالك بالعملية التربوية؟
لذلك كره الرسول- صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم- للإمام أن يطيل في الصلاة حتى لا يسأم المأموم كما أنه صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم أخبرنا بقوله: "أخبركم بمن يحرم على النار- أو بمن تحرم عليه النار-، تحرم على كل قريب هين لين سهل".
7- أن يكون ذا قدوة حسنة:
وهي من أهم الصفات والوسائل التي يتأثر بها الأبناء فهم يتأثرون بالإيحاء فلا بد أن يكون المربي على مستوى القدوة المؤثرة التي لا تحتاج من المربي جهدًا كبيرًا في التأثير على الأبناء، ولنا في رسولنا- صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم- المثل الأعلى في القدوة، فالكلام والوعظ الكثير لا يؤثر مثل ما يؤثر الأب أو الأم اللذان يتصفان بالقدوة الحسنة.
8- أن يكون ذا عاطفة فياضة:
هذا هو الأصل لأن الله سبحانه جلب هذه العاطفة مع جلب الولد، خاصة مع الأم، فعلى الأم وكذلك الأب أن تشعر كل أفراد الأسرة حتى الكبار منهم بهذه العاطفة، وكل على قدر سنه، إن إظهار هذه العاطفة لها مفعول مؤثر جدًّا على الأبناء.
فإن المحب لمَن يحب مطيع، وكذلك قول الرسول- صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم-: "اتقوا الله واعدلوا بين أبنائكم حتى في القُبَل".
9- التفاؤل:
التفاؤل قوة نفسية فعالة ينظر صاحبها للغد بابتسامة: ?إِنَّهُ لا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الكَافِرُونَ? (يوسف: من الآية 87)، فالله عز وجل يحثنا على التفاؤل وعدم اليأس كذلك الرسول- صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم- يقول: "بشروا ولا تنفروا" ويشجعنا سيدنا عمر فيقول (تفاءلوا للخير ترزقوه).
فلا تقولي "أولادي متعبين جدًّا، وفيهم كذا وكذا، وأنهم لا يتغيرون"، بل على العكس لربما تثبت هذه الصفات السيئة فيهم، ولكن استبشري خيرًا فإن الله سيهديهم وينصلح أمرهم.
10- أن تتصف الأم بصفات الداعية:
فهي داعية ومربية في أولادها في آن واحد فمن صفات الداعية مثل الصبر والثبات والتضحية والبذل والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والجهاد حتى يهديهم الله وتؤجري على ذلك لحديث الرسول- صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم- لسيدنا علي: "لأن يهدي الله بك رجلاً خيرًا لك من حمر النعم" فما بال بأن يهدي الله لنا اثنين أو ثلاثة أو أربعة.. من الأبناء.
11- الاستعانة بالله والدعاء:
فالله سبحانه هو المعين والتربية من أشق المهام ويحثنا الرسول- صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم-:"إذا سألت فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله"؛ وذلك في كل كبيرة وصغيرة فهو خير معين على حسن تربيتنا لأبنائنا فعلينا أن ندعوه في صلواتنا، وكل لحظة أن يربي لنا أبناءنا كما كان الصحابة يدعون بهذا الدعاء، وأن نُصلي ركعات في جوف الليل لصلاح أولادنا وندعو لهم بالهداية وبكل خير لهم ولأبناء المسلمين.
(اللهم رب لنا أولادنا) اللهم آمين.

تقييم:

0

0
مشاركة:


التعليق على الموضوع


لم يسجل بعد أي تعليق على هذه المشاركة !...

...........................................

=== إضافة تعليق جديد ===
الإسم:

نص التعليق:

انقل محتوى صويرة التحقق في الخانة أسفله:
الصورة غير ظاهرة