كفر الكوادى

روحه طيبة ما كنت تلقاه الا مبتسما مسلما على الكبير والصغير ينادي اغلب الشباب بلقب الجد او العائلة (كيف حالك يا ابو فتحي- السلام عليكم ابو حسن ...........) هكذا كان يمشي بين الناس عمي الشيخ قاسم رحمه الله محبا للناس ومحبا للدين .... لا اظن ان هذا الرجل كان يحمل في صدره غلا لاحد ولا اظن ابدا أنه كان يذكر احدا في غيبته بسوء ... لا تراه الا وتذكر الله أو يذكرك هو بالله .... الرضى كان في قلبه والاسلام كان في كيانه والرحمه كانت في قلبه ..... كان لا يفوته اي اعتكاف في رمضان بالمسجد القبلي يحمل متاعه من قرية ابوعصا الى المسجد وهناك بعد صلاة التراويح وفي غرف الاعتكاف يذكرنا الشيخ قاسم بالله ثم يحكي لنا مواقف طريفة .... وكان من عادته اذا صلى بالناس اماما ان يذكرهم بالخشوع وكان يقول (صلوا صلاة المودع فان النفس يخرج ولا يعود ....) رحمه الله كان يخرج داعيا الى الله في بلاد كثيرة مع اخوة التبليغ والدعوة وذكر لي الشيخ عمده ان الشيخ قاسم رحمه الله كان في قرية من القرى يدعو فيها ودخل بيتا ليدعو صاحبه الى الصلاة وبينما هو يذكر الرجل بالصلاة ويذكر له الايات والاحاديث اذا به يرى صورة عبد المسيح معلقة خلف الرجل واتضح انه مسيحي ......رحمك الله يا صاحب القلب التقي النقي ... رحمك الله ما مررت بقرية ابو عصا وتذكرتك رحمك الله يا صاحب اللسان الرطب بذكر الله ..... اظنك الان والله حسيبك مع حبيبك محمد وقرة عينك ابي بكر وعمر أظنك الان في مقبرتك تنعم بكل لحظة ذكرت فيها الله وبكل تكبيرة رفعت بها صوتك وبكل تسبيحة تهلل بها وجهك وبكل استغفار تحركت بها شفاهك واناملك .... اذا خلت الدنيا من الطيبين وازدحمت بالماكرين ...بالعصاة كيف يكون حالها ... هكذا بكيت كثيرا على فقد هذا القلب النقي .... لم يكن الرجل يأنس الا بالله ومع الله وفي سبيل الله وبين بيوت الله ومع عباد الله ... لم يقرأ فقه الشافعي ولا الامام احمد ولا ابي حنيفة ولا مالك حتى يتعلم كيف يحب الناس ... لم يتخرج من معاهد الادارة واكاديميات التنمية البشرية حتى يتعلم كيف يعامل الناس ...لكنه تخرج بتقدير ممتاز من جامعة محمد بن عبد الله فحاز على ماجستير الرضى ودكتوراه في التقوى واستاذية في الدعوة الى الله مع مرتبة الشرف المحمدية
رحمك الله والدنا الحبيب وسلام الله عليك في قبرك في روضاتك ...اللهم أحشرني معه مع الصالحين والنبين والشهداء والصديقين ..... ابوخلاد هشام فتحي