فضاءات الإبراهيمية القبلية

الإبراهيمية القبلية

فضاء أعلام ورجالات وعوائل

العضو الأكثر فعالية على مستوى الـبلدة
محمد حسن عبد السلام
مسجــل منــــذ: 2011-05-08
مجموع النقط: 54.78
إعلانات


محمد عبد السلام - عاشق مصر جمال حمدان

طالب المشاركون بندوة "فيلسوف الجغرافيا" (العالم المصري الراحل جمال حمدان)، بفتح ملف الشبهات حول اغتيال الموساد للعالم الكبير، وضرورة إعادة طباعة كتبه ودراسة فكر حمدان بنظرة نقدية، والاستفادة منه في إعادة بناء الوطن.
نظم الندوة هيئة قصور الثقافة أمس الأول، الاثنين، بقصر ثقافة بنها بمحافظة القليوبية، إحياءً لذكرى ميلاد حمدان في مسقط رأسه (4 فبراير 1928- 17 إبريل 1993) وتحدث فيها الدكتور عاصم الدسوقي، أستاذ التاريخ المعاصر بجامعة حلوان، والدكتور فتحي مصيلحي، أستاذ الجغرافيا بكلية الآداب بجامعة المنوفية، والناقد الأدبي الدكتور محمد السيد إسماعيل، وأدارها الكاتب الصحفي جمال العسكري، كما قدم الشاعر والكاتب الصحفي مصطفي عبادة قراءة لعدة مقاطع من كتابه الأشهر "شخصية مصر".
كما جدد الدكتور عاصم الدسوقي الدعاوى التي أطلقتها أسرة الراحل الكبير، باتهام الموساد باغتياله في حادث حريق في شقته، حيث أكدت الشواهد حينها أنه لم يمت بسبب الحريق، وهو ما كان أكد عليه أيضًا رئيس المخابرات السابق أمين هويدي، والكاتب يوسف القعيد. الدسوقي قال إن حمدان في مخطوطه الأخير "الصهيونية واليهودية"، الذي اختفى بعد الحادث وكان على وشك الطباعة، كان يفضح جرائم إسرائيل، تمامًا كما فند كتابه الأول "اليهود أنثروبولوجيا"، الصادر 1967، الدعاوى التي قامت عليها دولة إسرائيل حول الحق التاريخي في عودة اليهود إلى أرض فلسطين، مؤكدًا أن اليهود الذين هاجروا إلى فلسطين لإنشاء دولة إسرائيل لا علاقة لهم بيهود الشتات الذين عاشوا في أرض فلسطين القديمة.
بينما استنكر الدكتور فتحي مصيلحي تجاهل حمدان رسميًّا، طويلاً، وهو ما لمسه في لجنة الجغرافيا في المجلس الأعلى للثقافة حيث التغاضي عن تقديم عمل بحثي يليق بالإبداع الفكري لحمدان كأحد رواد المدرسة الجغرافية المصرية، مضيفًا أن حمدان لم يكن فقط عالمًا موسوعيًّا تجاوزت عبقريته رفاق جيله وتميز بقدرته على استكشاف القوانين وصياغة مناهج تمثل إضافة للبحث العلمي وتأسيسًا لخصوصية وطنية لعلم الجغرافيا، مشيرًا إلى أن إسهام حمدان الفكري الذي وصل إلى 29 كتابًا والكثير من الأبحاث والمقالات يعكس تحولات اختياراته، ففيما ركز في المرحلة الأولى من حياته العلمية في الإنجاز العلمي الأكاديمي في كتاباته التنظيرية في الجغرافيا السياسية، انتقل في النصف الأول من الستينيات إلى مرحلة التفكير الوطني الذي تميز بتوظيف الجغرافيا لصالح قضايا الوطن، خاصة لإيمانه بتوجه نظام عبد الناصر القومي الاشتراكي، فيما ركز في المرحلة الأخيرة من إنتاجه على كتبه الموسوعية الكبرى وانشغل بعدة قضايا عربية وإسلامية، وأضاف مصيلحي أن حمدان ظل في تطوره الفكري ملتزمًا بقضايا الوطن.
و هو ما أكد عليه أيضًا الدكتور عاصم الدسوقي الذي أوضح أن حمدان رغم اختياره الانعزال عن المجتمع في شقته الصغيرة البسيطة والابتعاد عن مغريات الحياة إلا أنه ظل شديد التأثر بهموم و قضايا الوطن لذا كرس حياته للتأصيل العلمي لفكرة عظمة و عبقرية مصر من خلال كتابه العظيم " شخصية مصر، عبقرية المكان " و غيره من كتاباته ، كما واكبت كتاباته القضايا و الهموم الوطنية كمقالاته التي كتبها قبل هزيمة 1967 عن كيفية مواجهة إسرائيل و كتابه الهام "اليهود انثروبولوجيا " مضيفًا أن مواقف حمدان السياسية كانت تحركها بوصلة وطنية فرغم اعتباره انتصار أكتوبر علامة فارقة في السياسة الدولية حتي قسم تاريخ العالم إلي ما قبل و ما بعد حرب السادس من أكتوبر في كتابه عن حرب أكتوبر في الاستراتيجية العالمية وتأييده للرئيس السادات حينها إلا أنه تراجع عن هذا التأييد حين بدأ السادات مرحلة التنازلات عن الحقوق الوطنية.
وعن لغة حمدان التي تتميز بصياغة القواعد العلمية الرصينة في لغة أدبية بليغة، أكد الناقد الدكتور محمد السيد إسماعيل أن حمدان قدم إبداعه الفكري لعموم المثقفين و ليس فقط المتخصصين و كان أحد القلائل من العلماء المصريين الذين خرجوا من سجن التخصص العلمي إلي رحابة التحاور بين العلو، كما كان نموذجًا للمثقف العضوي المتفاعل مع كل قضايا وطنه رافضًا ما يقال عن عزلة حمدان الاختيارية حيث اعتبر إسماعيل أن اختيار حمدان أن يتواصل مع العالم من خلال متابعته للأحداث من خلال الراديو ومشاركته فيها بإبداعه تنفي عنه فكرة العزلة لأنه لم ينعزل يومًا عن هموم وطنه و ظل في قلبها و هو ما عبر عنه في إبداعه الفكري.

تقييم:

0

0
مشاركة:


التعليق على الموضوع


لم يسجل بعد أي تعليق على هذه المشاركة !...

...........................................

=== إضافة تعليق جديد ===
الإسم:

نص التعليق:

انقل محتوى صويرة التحقق في الخانة أسفله:
الصورة غير ظاهرة