فضاءات يوب

يوب

فضاء القرآن الكريم والسنة النبوية

العضو الأكثر فعالية على مستوى الـبلدية
enamiyoub
مسجــل منــــذ: 2011-09-09
مجموع النقط: 187.51
إعلانات


عظمة الله جل وعلا

عظمة الله جل وعلا
الشيخ صالح بن فوزان الفوزان
القيوم أي قام بنفسه واستغنى عن غيره وقام بالمخلوقات بمعنى أنه أقامها وخلقها ورزقها ودبرها، وهو القائم على عباده سبحانه وتعالى
إن عظمة الله لا يعلمها إلا الله جل وعلا، ولكن الله جل وعلا بين لنا ما يدل على عظمته بقدر ما تتسع له عقولنا وإلا فإن عظمة الله تعالى لا يحيط بها ولا يعلمها إلا الله سبحانه وتعالى، وقد عرفنا الله سبحانه وتعالى بعظمته في قرآنه الكريم من أجل أن نجله ونعظمه ونعبده حق عبادته.
يقول الإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله - فإذا قيل لك بما عرفت ربك فقل بآياته ومخلوقاته {وَمِنْ آيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ} [فصلت: من الآية37]، ومن مخلوقاته السماوات السبع والأرضين السبع وما فيهن.
ومن مخلوقاته ما ذرأه في هذا الكون من البحار والجبال والبراري والأشجار والأنهار وغير ذلك مما لا تحيط به العقول ولا يعلمه إلا الله سبحانه وتعالى.
فإذا تأملت في هذا الكون وتدبرته عرفت عظمة خالقه وحكمته وقدرته ورحمته {قُلِ انظُرُواْ مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا تُغْنِي الآيَاتُ وَالنُّذُرُ عَن قَوْمٍ لاَّ يُؤْمِنُونَ} [يونس: 101]، أولم يتفكروا فيما خلق الله في السماوات والأرض، فالله جل وعلا أمرنا أن نتفكر وننظر فيما خلق، وأولي الألباب يتفكرون في خلق السماوات والأرض ويقولون: {رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} [آل عمران: من الآية 191]. فعلى العاقل أن يتفكر في خلق السماوات والأرض والبر والبحر بل ويتفكر في خلقه هو {وَفِي أَنفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ} [الذاريات: 21]، وكذلك يتفكر في آيات الله المقروءة في القرآن الكريم ليعرف بذلك عظمة الله سبحانه وتعالى لذي تكلم بهذا القرآن وأنزله وجعله كتابا مشتملا على مصالح العباد ماضيا وحاضرا ومستقبلا {مَّا فَرَّطْنَا فِي الكِتَابِ مِن شَيْءٍ} [الأنعام: من الآية38]، وفي سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم التي هي وحي من الله {وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى .إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى} [النجم: 3 ، 4]، {كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ} [ص: 29].
• الله تعرف إلينا
و ليس الغرض من حفظ القرآن أو تلاوته مجرد التلاوة والتغني بالصوت وإنما المقصود التدبر في آياته وأسراره وما تضمنه من العجائب الدالة على عظمة الله سبحانه وتعالى، الله جل وعلا تعرف إلينا بهذا القرآن وذكر لنا شيئا من أسمائه وصفاته لنعرفه بها ونعبده حق عبادته، قال تعالى: {وَلِلّهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُواْ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَآئِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ} [الأعراف: 180]، فلا تمر على الآيات مرور المستعجل الذي يريد أن يختم القرآن كم مرة أو عددا من المرات دون أن يتأمل ويتدبر ويستفيد ويخرج بنتيجة، فالقرآن لا يمل ولا يحاط بأسراره ولكن كل يأخذ بقدر ما أعطاه الله من الفهم والإدراك، الكل يستفيد من القرآن - العامي والمتعلم والعالم والمتخصص - بحسب مقدرته وما أعطاه الله، ولكن من المهم استحضار القلب {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ} [ق: 37].
• أعظم آية في القرآن
فالله جل وعلا قال: {وَلِلّهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا} [الأعراف: من الآية 180]، وأسماء الله كثيرة لا يعلمها إلا الله ولكنه سبحانه ذكر لنا منها أسماء في القرآن وأخبر عن نفسه جل وعلا من ذلك قوله تعالى: {اللّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ} [البقرة: من الآية 255]، وهذه أعظم آية في كتاب الله لما تشتمل عليه من التعريف بالله عز وجل. وفي آية الكرسي ثمان جمل تشتمل على نفي وإثبات، إثبات الكمال لله عز وجل ونفي النقائص والعيوب عنه سبحانه وتعالى، فقوله: {لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ} [البقرة: من الآية 255]، أي لا معبود سواه جل وعلا وما عداه فإن عبادته باطلة من كل معبود من شجر أو حجر أو حي أو ميت أو جن أو إنس أو ملك أو نبي أو ولي كل ما عبد من دونه فهو باطل، وكما قال الشاعر:
ألا كل شيء ما خلا الله باطل *** وكل نعيم لا محالة زائل
القيوم أي قام بنفسه واستغنى عن غيره وقام بالمخلوقات بمعنى أنه أقامها وخلقها ورزقها ودبرها، وهو القائم على عباده سبحانه وتعالى، وهو الغني في ذاته المغني لغيره، وما سواه فقير إلى الله سبحانه كل الناس فقراء إلى الله {يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنتُمُ الْفُقَرَاء إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ} [فاطر: 15]، {يَا أَيُّهَا النَّاسُ} [فاطر: من الآية 15] هذا عام للملوك والصعاليك والأغنياء والفقراء والجن والإنس كلهم فقراء إلى الله ولو كان عندهم الأموال الطائلة. وعلى هذين الاسمين: الحي القيوم جميع الأسماء والصفات، فالحي يشتمل على جميع صفات الذات من السمع والبصر والحياة والقدرة، والقيوم يشتمل على جميع صفات الأفعال من الخلق والرزق والإحياء والإماتة، فجميع الأسماء والصفات تدور على هذين الاسمين الحي القيوم، ولهذا قيل إن هذا هو الاسم الأعظم الذي إذا دعي الله به أجاب.
• هذا ما توجبه معرفة الله
• معرفة الله توجب شكره
• لماذا يتجرأ هؤلاء على الله؟
و الإنسان إذا جهل عظمة الله جل وعلا فإنه يتجرأ على ربه جل وعلا {وَكَانَ الْكَافِرُ عَلَى رَبِّهِ ظَهِيراً} [الفرقان: من الآية 55]، فالمشرك حينما دعا غير الله وعبد غير الله هذا لم يقدر الله حق قدره {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ} [الزمر: من الآية 67]، ولذلك عبد غيره معه سبحانه، وكذلك كالذي يجحد أسماء الله وصفاته وينكرها كالجهمية والمعتزلة والأشاعرة ويؤولونها على غير معناها ويحرفونها، هؤلاء ما قدروا الله حق قدره وتجرأوا على الله وتنقصوه سبحانه وتعالى، وقد حذر الله جل وعلا من الإلحاد في أسمائه {وَذَرُواْ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَآئِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ} [الأعراف: من الآية 180]، {إِنَّ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي آيَاتِنَا لَا يَخْفَوْنَ عَلَيْنَا أَفَمَن يُلْقَى فِي النَّارِ خَيْرٌ أَم مَّن يَأْتِي آمِناً يَوْمَ الْقِيَامَةِ} [فصلت: من الآية 40].
وكذلك الذي يظن أن الله يرفع الباطل على الحق وأن الحق يزول ويذهب وأن الباطل يستمر هذا ما قدر الله حق قدره، فإن الله جل وعلا لا يليق بحكمته أن يرفع الباطل على الحق رفعا مستمرا وإن حصل شيء على أهل الحق من الهزيمة أو من النكبة فإن هذا شيء مؤقت، فإذا تابوا ورجعوا إلى الله أعاد الله لهم العزة والكرامة، فالباطل لا يعلو على الحق دائما، والذي يظن ذلك ما قدر الله حق قدره لأنه اتهم الله بالعجز أن ينصر الحق وأن ينصر أولياءه، لكن قد يصل شيء على أهل الحق من النقص والهزيمة والفتنة إذا حصل منهم خلل، فإذا أصلحوا خللهم عادت إليهم عزتهم وعادت إليهم مكانتهم، والباطل يزول ويضمحل وإذا ارتفع فهو مثل الدخان يعلو ثم ما يلبث أن يذهب وينقشع لكن الحق يبقى دائما وأبدا {وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ} [القصص: من الآية 83]، {وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى} [طه: من الآية 132].
ولما تخلف المنافقون على الغزو مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وجاءوا يعتذرون إليه{شَغَلَتْنَا أَمْوَالُنَا وَأَهْلُونَا فَاسْتَغْفِرْ لَنَا يَقُولُونَ بِأَلْسِنَتِهِم مَّا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ قُلْ فَمَن يَمْلِكُ لَكُم مِّنَ اللَّهِ شَيْئاً إِنْ أَرَادَ بِكُمْ ضَرّاً أَوْ أَرَادَ بِكُمْ نَفْعاً بَلْ كَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيراً . بَلْ ظَنَنتُمْ أَن لَّن يَنقَلِبَ الرَّسُولُ وَالْمُؤْمِنُونَ إِلَى أَهْلِيهِمْ أَبَد} [الفتح: من الآيات 11 ، 12]، فالذي يظن أن الله ينصر الباطل على الحق وأن الحق زائل والباطل باق فهذا ظن بالله ظن السوء ولم يقدر الله حق قدره.
وكذلك الذي يجحد البعث والنشور وينكر ذلك ويجحد الحساب والجنة والنار ويقول ما فيه إلا الحياة الدنيا هذا ما قدر الله حق قدره.
ومثل هذه الأمور تذكر بعظمة الله سبحانه وتعالى وتذكر عظمة الله ليس هو المقصود لذاته وإنما مقصود لغيره وله ما بعده فإذا تذكرت عظمة الله فماذا تعمل؟ تعمل في الطاعات والأعمال الصالحة والإكثار من فعل الخير ومن ذكر الله وتجنب المعاصي والسيئات، وهذه هي فائدة عظمة الله سبحانه وتعالى

تقييم:

0

0
مشاركة:


التعليق على الموضوع


لم يسجل بعد أي تعليق على هذه المشاركة !...

...........................................

=== إضافة تعليق جديد ===
الإسم:

نص التعليق:

انقل محتوى صويرة التحقق في الخانة أسفله:
الصورة غير ظاهرة