فضاءات الكلاحين

الكلاحين

فضاء المرأة وشؤونها

العضو الأكثر فعالية على مستوى الـبلدة
موسى ابراهيم آدم
مسجــل منــــذ: 2011-07-06
مجموع النقط: 34.3
إعلانات


>> الكلاحين >> فضاء المرأة وشؤونها

الصفحة: 2 من 3
المشاركة في فضاءات الكلاحين ممكنة للأعضاء المسجلين أو المشتركين في صفحاتها !...

إن الحضارة في أبسط معانيها اجتهاد يقوم على تصور معين للوجود وللإنسان، يؤدي إلى الترقي المادي والمعنوي، أي أنها «ظاهرة إنسانية عامة موجودة ما وجـد الإنسان، الذي أنعم عليه الله بالعقل والإرادة والبيان». وبالنسبة للحضارة الإسلامية فقد تضمن الإسلام «القيم الكفيلة بتأسيس حضارة راسخة شامخة أصلها ثابت وفرعها في السماء، نامية متجددة تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها، فأكدت كرامة الإنسان، وأهمية ما أنعم الله به عليه من عقل وإرادة وواجب الجد في العمل في هذه الدنيا...



في خضم الهجمات الشرسة التي تستهدف وجود الإنسان المسلم وهويته وقيمه وأسس مبادئه، يصبح استقراء واقع المرأة المسلمة ومكانتها في مجتمعاتنا الإسلامية ضرورياً وملحاً، لأنه جزء مهم من الواقع الذي نتخبط فيه. والناظر لأحوال المرأة المسلمة اليوم، سواء كانت متعلمة أو أمية، غنية أو فقيرة، بدوية أو حضرية، يرى أنها تعيش واقعاً مزرياً في معظم الأحيان، إلا من رحم الله.. وإذا حاولنا تقصي ذلك ورصده نجد أنه ينبع بالأساس من عدم وعيها واستعمال عقلها في ما يصون كرامتها وشخصيتها...



إن تفصيل القول في وضعية المرأة في الإسلام، وطبيعة ما يمكن أن تكون عليه مكانتها في مجتمعاته، وعرض مسؤولياتها وأهم حقوقها، أمر ضروري من أجل الولوج إلى أهم الإشكاليات التي تتعرض لها المرأة في واقعها الراهن، وذلك من أجل مقارنته بما وصلت إليه حالتها في غياب تفعيل مجموعة من القضايا الجذرية والمصيرية، ابتداءً من وظيفة وجودها على وجه البسيطة نفسه، ومسؤوليتها الإنسانية والاجتماعية والسياسية المكلفة بها، إلى طبيعة التحدي الحضاري وغيره الذي عليها مواجهته. من هنا كان...



كثرت الكتابات التي تبين ما وصلت إليه مكانة المرأة في المجتمعات الإنسانية قبل الإسـلام، سواء بأقلام مسلمة أو بغيرها، كما كثرت الكتابات التي تتحدث عنها في ظل الإسلام، وكل منها يتبنى مواقف مختلفة حسب مرجعيتها، إلا أنها قليلة تلك الكتابات التي قارنت بين حريتها، أو بمعنى أصح بين تحريرها وتحسين وضعيتها في ظل مختلف الحضارات، وبين تحريرها من مختلف العبوديات وإعلاء مكانتها وشأنها في ظل حضارة الإسلام. وبما أنه لا يمكن تجاوز هذا الأمر لتبيين حقيقة وضعية المرأة، وما خسرته...



قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ دَعَا إِلَى هُدًى كَانَ لَهُ مِنَ الأَجْرِ مِثْلُ أُجُورِ مَنْ تَبِعَهُ، لا يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْئًا، وَمَنْ دَعَا إِلَى ضَلالَةٍ كَانَ عَلَيْهِ مِنَ الإِثْمِ مِثْلُ آثَامِ مَنْ تَبِعَهُ لا يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ آثَامِهِمْ شَيْئًا» ، وإني أرجو من الله عز وجل أن أساهم ببعض المـلامح لرؤية تأصـيلية حـول قضية المرأة، وأن أكون بذلك داعـية إلى الهـدى في الدنيا، متقية بذلك من حر يوم الحسـاب، يوم لا ظل إلا...



الحمد لله الذي جعل ميزان الكرامة، التقوى والعمل الصالح، فقال تعالى: ((يأَيُّهَا ?لنَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَـ?كُم مّن ذَكَرٍ وَأُنْثَى? وَجَعَلْنَـ?كُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَـ?رَفُواْ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عَندَ ?للَّهِ أَتْقَـ?كُمْ)) (الحجرات:13)، وبذلك اقتضى عدل الله المطلق، أن يكون ميدان المفاضلة كسبياً، من قِبل الإنسان، وليس قسرياً، مما لا يد للإنسان فيه، كالذكورة والأنوثة، واللون، والعرق، والقوم، والنسب، والعشيرة، والقبيلة، لأنها جميعاً أمور قسـرية، لا يد...