فضاءات وليد السيد مصباح

خبار بلادي

وليد السيد مصباح

فضاء الثقافة والمواضيع العامة

مسجــل فــــي: كفر حجازى | الغربية | مصر |
مسجــل منــــذ: 2011-03-01
آخـــر تواجــــــد: 2011-11-17 الساعة 19:13:12
محموع النقط: 8.8

إعلانات


>> وليد السيد مصباح >> فضاء الثقافة والمواضيع العامة
الصفحة: 1 من 1

كفر حجازى | 02/03/11 |

يا أبتي: إني أشكو إليك من نفسي التي ما قدرت على مقارعة الخطوب ولا مواجهة الحياة. فهي مطيتي في حال الرخاء، لكنها عدوتي في حال الشدة. وأجدني أسير بدونك- يا أبتي- في مضمار الدنيا كمقاتل يحارب في ساح المعركة بدون سلاح، أو كهشيم تذروه الرياح، أو كقارب صغير يعاني من لطم الأمواج وفقد الملاح. وأعود بالذاكرة للوراء قليلاً وأفتش في صفحات الماضي، فأجد السبب في هذا الضعف الذي أعيشه وهذا الخور الذي أعاني منه هو: تدليلك الزائد لي . فقد عودتني على أن تكون طلباتي مجابة ورغباتي...



كفر حجازى | 02/03/11 |

يا أبتي: هل رأيت يوماً قارباً صغيراً تصارعه أمواج البحر في عتو واستكبار؟! أو أبصرت زهرة ندية تقاوم- على ضعفها- سطوة إعصار؟! أو لمحت طائراً ضعيفاً مكسور الجناح تطارده سباع وضباع في نهم وسعار؟! إني- يا أبتي- أضعف من هؤلاء جميعاً في جو الفتن والشهوات والشبهات الذي أعيشه ليلاً ونهاراً.. فالعين لا ترى إلا ما يسحرها.. والأذن لا تسمع إلا ما يطربها.. والجوارح لا تعيش إلا ما يغريها.. والقلب لا يشعر إلا بما يفتنه.. والعقل لا يدرك إلا ما يضله.. ومن رعى غنماً في أرض مسبعة ونام عنها...



كفر حجازى | 02/03/11 |

يا أبتي: دعني أقدم لك الشكر كله على ما بذلته من أجلي وفي سبيل راحتي وسعادتي.. فأنت قد جلبت لي أفضل المطايب والمشارب والمراكب.. وأسكنتني أجمل وأهنأ المساكن.. وبذلت لي أسباب الراحة والرفاهية على قدر جهدك وطاقتك.. ولكنك- يا أبتي- قد قصرت في أهم الجوانب وأعظم المطالب.. إنها مطالب الروح والقلب والإيمان، وكل هذه الأمور غذاؤها الطاعة وزادها التقوى ووقودها العبادة، وبلسمها العمل الصالح. فهل قمت بحقوقها كما قمت بحقوق الجسد؟! يا خادم الجسم كم تسعى لراحته أتعبت نفسك فيما فيه...



كفر حجازى | 02/03/11 |

يا أبتي: استمع إلى شكواي أبثها إليك. ومشكلتي أضعها بين يديك.. فمشكلتي.. يا أبتي.. أنك مشكلتي.. فأين أنت.. يا أبتاه؟! بيتك الذي بنيته.. يناديك.. عشك الذي رعيته.. يناجيك.. ابنك الذي نسيته.. يبحث عنك.. ليدنو منك.. أعمالك.. شركاتك.. عقاراتك.. رفاقك.. إنهم جميعاً ألد أعدائي.. لأنهم أخذوك مني وأبعدوك عني، بالرغم من علمي أنك لا تعمل بها ولا فيها إلا من أجلي وإخوتي.. ولكن يا أبتي "إن لربك عليك حقاً، ولنفسك عليك حقاً، ولأهلك عليك حقاً، ولولدك عليك حقاً، فأعط كل ذي حق حقه " "وكفى...