فضاءات دوقره

دوقره

فضاء أعلام ورجالات وعوائل

العضو الأكثر فعالية على مستوى الـبلدة
محمد سليمان الشلول
مسجــل منــــذ: 2011-01-29
مجموع النقط: 12
إعلانات


تضحيات أبناء عشيرة الشلول في سبيل فلسطين

تحدث الوكيل محمد سالم علي الشلول احد جرحى عام 48 الذي زرناه في منزله عن مشاركته قائلا : تسألني كيف كانت الحرب في فلسطين عام 1948? انا فرد من افراد القوات المسلحة الاردنية ومن الكتيبة السادسة - سرية الامن الاولى وقائد الكتيبة هو المرحوم عبد الله التل وقائد السرية الاولى من الكتيبة السادسة محمود موسى ومعاونوه هما مصطفى ابراهيم الشوبكي وحسن ابو دنيا وهذا من نابلس, ودخلنا القدس ليلا عن طريق جبل الطور وحسب الترتيبات العسكرية, طوقنا حارة اليهود وبقينا عدة ايام والقتال مستمر بيننا حتى استسلم اليهود لقوات الجيش العربي وبعد ذلك توزعت القوات العربية الموجودة داخل القدس على اسوار القدس. والقدس القديمة لمن لا يعرفها لها عدة ابواب منها باب الروضة (باب الاسباط) وباب النبي داوود وباب المغاربه وباب العامود وباب الزاهرة وبقيت الحرب مستمره وكان الجيش العربي يصول صولات ترفع الرأس وعندما تشتد المعركة يبدأون بالزغاريد.
ويضيف الشلول توزعنا على الاسوار وكانت منطقتنا دير الارمن وكنت من مرتب باب النبي داوود وكان الجيش العربي يناور اليهود حيث نقوم بالقاء سطل (تنكه) على اليهود فيقومون باطلاق النار عليه بكميات كبيرة من الذخيرة حيث نعرف اين يختبىء اليهود ومن اين يطلقون النار. وكان يشارك (يساند) اليهود افراد اخرون كثيرون لا نعرف جنسيتهم. وكانوا مدربين ومنظمين. ولكن بسالة الجيش العربي وصلابته جعلتهم يتقهقرون وينهزمون.
وتابع قائلا: كنت في منطقة النبي داوود وكان فيها كنيستان احداهما تسمى الجرسية والاخرى تقع من الجهة الشرقية ويوجد بينهما دار حجر لون الحجر احمر مكونة من طابقين, وكانت وكرا ومستودعا للذخائر اليهودية ومحصنة تحصينا جيدا وكانوا يسيطرون على سلوان وعلى طريق بيت لحم وكانوا يحاولون قصفنا عن طريق القناصة وقد تبرعت بنفسي على ان انسف هذه الدار بالمتفجرات وجهزوا لي صندوقا مليئا بالمتفجرات عن طريق الهندسة لا يستطيع حمل هذا الصندوق شخص وحده وفوجئت بشاب يدعى سليمان عبد الله من ابطال شباب السلط وكان احد افراد الجيش العربي وحاولت بكل امكانياتي ان لا يحمل معي المتفجرات ولكن رفض وقال لي انا طالب الشهادة وبقينا ننتظر اوامر الدخول الى المنطقة اليهودية وكان ذلك الى منتصف الليل وقد سمعنا هنا ان قائد الهاجاناه ينوي احتلال مدينة القدس وبدأت المعركة منذ فجر هذا اليوم واشتد القتال من جميع الجهات واثرنا على انفسنا ان نقبل بالشهادة راضين مرضيين بحب الله من اجل القدس ودخلنا تحت القصف الشديد بين الاشجار الحرجية حتى وصلنا الى الدار والتي تسمى كما قيل بيت عارف باشا وكان وزن الصندوق 23 كيلو غراما وانا مدرب على تفجير الالغام ومدة الانفجار 15 ثانية فقط ينفجر صندوق الالغام.
ولجأنا تحت شجرة رمان حيث لا يوجد ملجأ او حاجز نختبئ به من شدة الانفجار وقد استشهد زميلي السلطي سليمان عبد الله فورا حيث اطلقوا علينا النيران من كل الجهات. اما انا فقد فقدت مرفق يدي اليسرى وبقيت بيد واحدة تساعدني وكان اقرب باب لنا هو باب المغاربه وبدأنا نزحف في المنطقة المنحدرة الى ان وصلت الى مسعف من اسعاف الجيش العربي واسمه سميح من الكرك وحملوني الى مستشفى الهوس بيس او مستشفى الروضة وعند وصولي للمستشفى ادخلوني الى غرفة مليئة بالجرحى ووجدت شابا يدعى حمدان عبدالله الشلول كان في داخل الكنيسة مع مجموعة من الجنود وقد سقطت على الكنيسة قنبلة مورتر انفجرت داخل الكنيسة ادت الى فقدان عينه مباشرة ومعصم يده اليسرى, وشخص اخر يدعى علي بكر الشلول استشهد بنفس اللحظة وفي اليوم الثاني اعلنت هيئة الامم المتحدة هدنة 28 يوما بوساطة الكونت برنادود (وسيط هيئة الامم).
وقال الشلول تشهد على معارك باب الواد التي قادها حابس المجالي واللطرون شجاعة افراد الجيش العربي واسأل قادة اسرائيل ولو كان الجيش العربي يملك الاسلحة التي كان يملكها العدو الصهيوني لوصل الجيش العربي الى تل ابيب خلال 48 ساعه. هؤلاء هم جنودنا البواسل الذين صنعوا المعجزات وتحقيق الانتصارات رغم الاوضاع الصعبة التي كانت سائدة انذاك. كانت معنوياتهم عالية ترتفع مع كل انتصار يحققوه وصيحات التهليل والتكبير والنداء على الجهاد والاستشهاد في سبيل الله والقدس والاراضي المقدسة ارض فلسطين. كانت الزغاريد وين النشامى وعليهم يا نشامى ويا اخو خضرا وابن عدوان ويا الاصخور ويا الاردنية تزيد من معنويات النشامى وتدفعهم الى الموت الى ملاقات العدو وجها لوجه بالسلاح الابيض. رحم الله كل الشهداء الذين استشهدوا دفاعا عن الارض العربية. وامد الله في اعمار الذين ما زالوا على قيد الحياة يسترجعون الماضي ويضعون انفسهم غب الطلب لتلبية نداء الواجب جنودا مجندة للدفاع عن كل ذرة تراب طهور.
لقد امضيت اياما مع الابطال اتنقل هنا وهناك ابحث عن عنوان محارب من محاربي الجيش العربي القدامى وما زلت ابحث راجيا من الجميع التعاون معي للالتقاء مع هؤلاء الابطال لتكريمهم عبر الحديث معهم عن تلك الحقبة الزمنية التي ما زالت محفورة في وجدانهم لكي يطلع عليها الجيل الحاضر والمستقبل لكي يدافعوا عن ابائهم امام كل من يحاول التطاول على هذا الوطن وجيشه المقدام

تقييم:

0

0
مشاركة:


التعليق على الموضوع


لم يسجل بعد أي تعليق على هذه المشاركة !...

...........................................

=== إضافة تعليق جديد ===
الإسم:

نص التعليق:

انقل محتوى صويرة التحقق في الخانة أسفله:
الصورة غير ظاهرة