فضاءات الشماسية

الشماسية

فضاء الثقافة والمواضيع العامة

العضو الأكثر فعالية على مستوى الـمحافظة
المهـ رحال ـاجر
مسجــل منــــذ: 2011-02-15
مجموع النقط: 4
إعلانات


السعادة


شذرات
قلم
السعادة
السعادة عالم ينشده كل إنسان؛ بل كل مخلوق على وجه البسيطة، وهي الشعور بالراحة والاطمئنان والرضى والبهجة والسرور، وهي المحرك الحقيقي للإنسان للعمل للفوز بالسعادة بالدارين .
يقول الدكتور مصطفى السباعي، في الإرشاد للوصول إلى السعادة : ( أدِّ واجبك على خير ما يرضي الله، واخدم الناس على خير ما يرضي الناس، وتعلَّم أكثر مما تستفيد من العلم به، وافتح قلبك لأكرم ما في الحياة من مباهج، وأغمض عينك عن أقبح ما فيها من أسواء، تكن سعيداً في الأرض وفي السماء) .
فمتى كسب الفرد رضى الله سبحانه وتعالى شعر بالسعادة، ومتى خدم المحتاجين شعر بالسعادة، ومتى تجاوز الزلات وتغاضى عن الهفوات وأحسن الظن شعر بالسعادة .
فالسعادة لا تتحقق إلا بعمل وجهد يستحق الحصول عليها والنعيم بها واقعًا حسيًا ومعنويًا، برسم خطط ووضع أهداف توصل إلى السعادة والتلذذ بها حقيقة والعلم على الحفاظ عليها بشكر الله على الإنعام بها.
السعادة هي مطلب لكل إنسان في حياته الدنيوية والأخروية، وهي التي تقوده إلى النظرة الإيجابية من زاوية التفاؤل والأمل، وهي التي تجعله صادق المشاعر اتجاه الآخرين محب مخلص طيب القلب، لا يعرف الحقد ولا الحسد ولا الغدر والكراهية، وهي التي تجعله يخطط لأهداف راقية وعالية، ويجدد في أساليب حياته للبعد عن الروتين والنمطية، وهي التي تجعله ثابت الخطى متزن في أقواله وأعماله وتصرفاته ومواقفه، بعيدًا عن المزاجية المتقلبة والانفعالية المدمرة، وهي التي تجعله يستمتع بأداء أعماله بنفسه ويشبع رغباته وهواياته، بعيدًا عن الاتكالية والخدمة من الآخرين، وهي التي تجعله يستغني عن سؤال الناس والحاجة إليهم؛ لأنه يملك كنز القناعة الذي يغنيه عن ذل السؤال والحاجة للغير ، وهي التي تجعله يختلط بالناس ويفرح بهم وبوجودهم حوله؛ لأنه لا يحمل لأحد حقدًا أو غلاً في قلبه، وهي التي تجعله يبحث عن الأعمال التي يستمتع بالقيام بها حتى وإن كانت بدون مقابل؛ لأنه لا يفكر بالربح المادي، وهي التي تجعله ينظر للأشياء من حوله بنظره إيجابية؛ لأنه لا ينظر من خلال المنظار السلبي للأمور مطلقًا، وهي التي تجعله ينظم شؤون حياته كلها؛ لأنه لا يحب الفوضى ولا التسويف، وهي التي تجعله يجدد في أمور حياته؛ لأنه لا يحب الركون للروتين والنمطية، وهي التي تجعله يعتني بصحته؛ لأنه يعلم أن الصحة نعمة يجب الحفاظ عليها بالشكر أولاً وبالبعد عن السلوكيات الخاطئة التي تنعكس سلبًا على صحته وسلامته الجسدية، وهي التي تجعله يؤمن بأن الحياة الدنيوية دار ممر وعبور للدار الأبدية فما يكون فيها من منغصات وتعب ونصب وأحزان وأفراح؛ إنما هي للاختبار والابتلاء، فإن شكر كان له الأجر، وإن صبر كان له الأجر كذلك فهو مأجور بكلى الحالتين، ولا يكون منه ذلك إلا لأنه ينشد تحقق السعادة الأبدية في جنة عرضها السماوات والأرض .
لذا فإن من ينشد السعادة نجده ذاكرًا لله مستغفرًا له تائبًا عائدًا إليه في كل شؤون حياته وأحواله، ونجده يرحم الضعفاء والمحتاجين والأيتام والأرامل ويساعدهم، ولا يحمل في قلبه ذرة حقد على أحد، وصدره نقي من الشوائب والموبقات، وتجده حسن المظهر، زكي الرائحة، منور الوجه ، صادق الحديث، منجز الوعد، وفي بالعهد، لا يمل مجلسه .
وهذا فقط لأنه نشد السعادة الربانية، وسار في طريقها، فمكنه الله عز وجل من التلذذ بها والعيش في إطارها في هذه الحياة الدنيوية؛ لينعم بها في الحياة الأخروية بإذن الله سبحانه وتعالى .
وفقني الله وإياكم للسعادة وطريقها، وجعلني الله وإياكم من السعداء في الدارين .
شذرات بقلم
أبوعبدالعزيز
سليمان بن صالح المطرودي
المهـ رحال ـاجر
الرياض
2/2/1432هـ

تقييم:

0

0
مشاركة:


التعليق على الموضوع


لم يسجل بعد أي تعليق على هذه المشاركة !...

...........................................

=== إضافة تعليق جديد ===
الإسم:

نص التعليق:

انقل محتوى صويرة التحقق في الخانة أسفله:
الصورة غير ظاهرة