فضاءات بئر مقدم

بئر مقدم

فضاء الإبداعات الأدبية والفنية

العضو الأكثر فعالية على مستوى الـبلدية
djamel68
مسجــل منــــذ: 2010-11-19
مجموع النقط: 343.35
إعلانات


لا يستقيم الظل والعود أعوج

سؤال هل يستقيم الظل والعود اعوج ؟
الجواب : لا والفاهم يفهم .
بعد الذي حدث في تونس ومصر من ثورة أتت على أخضر الأنظمة ويابسها ما الذي يمكن أن يحدث في الجزائر، خاصة في ظل الحديث عن المصير المشترك والثورات المتسلسلة والسيول الجارفة على الأنظمة الوحشية الفاسدة في الوطن العربي؟.
  • الجواب المبدئي هو أن الحق مع الذين يقولون أن الجزائر ليست تونس ولا هي مصر مع ما هنالك من تفاصيل كثيرة.. أولها أن في أحداث تونس ومصر رغبة شعبية تاريخية جامحة في الانتقال السريع إلى القرن الواحد والعشرين والألفية الثالثة، فيما الرغبة الطاغية هنا والمشتركة بين الشعب والنظام هي البقاء خارج التاريخ.. وثانيها أن حالة الجزائر السياسية والاجتماعية والثقافية واللغوية والاقتصادية عصية على كل شيء وقابلة لكل شيء، وما حدث أول أمس في ساحة أول ماي بالجزائر العاصمة وما لازمه من قمع شديد وصارم يعطي صورة جلية عن الوضع وعما يمكن أن يقع وما لا يمكن ألا يقع.. ألف متجمع ونيف من غير السلطة أو من غير النظام، كما يدعون، مقابل أكثر من ثلاثين ألفا من رجال الأمن المدججين.
  • إنها صورة كاريكاتورية مأساوية لشعب متشرذم عازم على مواصلة الغياب والاستقالة من الوجود والتفريط في المصالح الحيوية وفي الحرية والكرامة مع القابلية للثورة ضد بعضه على الأقل كانعكاس للمعارضة السياسية الجزائرية التي لا تمارس المعارضة إلا ضد بعضها، في مقابل سلطة أو نظام متماسك ومستميت في الدفاع عن وجوده وعن مصالحه غير قابل لا للتجدد ولا للتبدد، حتى بدا أن الذين تجمعوا في ساحة أول ماي -مع بعض الاستثناءات-إنما عادوا للتكفير عن جريمة اقترفوها سابقا في حق الشعب والحريات، نفهم عندما ينادون اليوم برفع حالة الطوارئ لا بد أنهم يتذكرون الضغط الكبير الذي مارسوه على هذه السلطة أو هذا النظام لفرض هذه الحالة في بداية تسعينات القرن الماضي، وأنهم هم أنفسهم الذين ساندوا النظام دون قيد ولا شرط في ممارسة سياسة فرق.. ومن هنا جاءت مبادرة أول أمس وكأنها شكل من أشكال التظاهر لمناصرة النظام وتشجيعه على الثبات على مواقفه الهمجية وبدائيته في ممارسة الحكم والتسلط، ثم إن بعض السياسيين الذين قادوا التجمع للدفاع عن حرية الشعب وليقولوا للنظام "أرحل" أليسوا هم الذين طالبوا الشعب بالرحيل في بداية تسعينيات القرن الماضي بدعوى أنه "شعب ما يعرفش صلاحو" لا لشيء سوى لأنه مارس حقه في الانتخابات الديمقراطية الحرة وهزمهم شر هزيمة، وحتى شعار المناداة برحيل النظام هو شعار في غير محله، لأننا لا نكاد نملك نظاما، ولكننا بصدد مؤسسات وشركات للمقاولة من الباطن والظاهر على رأسها بعض المسؤولين الذين يتصرفون خارج القوانين والأخلاق والقيود من أي نوع كانت، وهذا ما يجعل تحركات هؤلاء المتجمعين تصب في خدمة هؤلاء الأفراد واستمرارهم في ممارسة القبضة الحديدية على الشعب. وبين هؤلاء وأولئك ما بقي للشعب غير طلب الرحمة واستجداء معاملات أقل قسوة وعذابا في انتظار أيام أفضل وفي انتظار أن يغير ما بنفسه ولا يستقيم الظل والعود أعوج.
  • ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بانفسهم .

السلام عليكم تحياتي

تقييم:

0

0
مشاركة:


التعليق على الموضوع


لم يسجل بعد أي تعليق على هذه المشاركة !...

...........................................

=== إضافة تعليق جديد ===
الإسم:

نص التعليق:

انقل محتوى صويرة التحقق في الخانة أسفله:
الصورة غير ظاهرة