فضاءات المعازيز

المعازيز

فضاء الأخبار والمستجدات

العضو الأكثر فعالية على مستوى الـجماعة
mohmed maaziz
مسجــل منــــذ: 2011-02-07
مجموع النقط: 8.8
إعلانات


الفيسبوك .. من اقتناص الفتيات إلى اقتناص الأنظمة العربية

الفيسبوك .. من اقتناص الفتيات إلى اقتناص الأنظمة العربية
أزعج الأفراد باختراق معلوماتهم الشخصية والشركات بهدر وقت موظفيها
كان هدف مارك زوكربيرغ وهو في غرفته في جامعة هارفارد الأمريكية العريقة، تصميم موقع جديد على شبكة الانترنت، الهدف منه تسهيل اللقاء بين طلبة وطالبات الجامعة ويجمع زملاءه ويمكنهم من تبادل أخبارهم وصورهم وآرائهم ويسهل التعارف واللقاءات الحميمية. إلا أن «فايس بوك» تمكن اليوم من جمع أكثر من 450 مليون منخرط من بينهم 15 مليون في فرنسا وحوالي مليوني منخرط في المغرب منذ انطلاقته في 4 فبراير 2004. كما وضع مالكه «مارك زوكربيرغ» البالغ 26 سنة في الرتبة 212 في سلم أثرياء العالم بثروة تفوق أربعة مليار دولار جمعها في ظرف ست سنوات.
بدايات مقتنص الفتيات
كان زوكربيرغ الذي أنشأ موقع "فايس بوك" مشهورا بين الطلبة بولعه الشديد بالانترنت، فأطلق موقعه في عام 2004، وسرعان ما لقي الموقع رواجا بين طلبة جامعة هافارد، الذين كان يسعى جلهم إلى ربط علاقات حميمة مع زملائهم، واكتسب شعبية واسعة بينهم، الأمر الذي شجعه على توسيع قاعدة من يحق لهم الدخول إلى الموقع لتشمل طلبة جامعات أخرى لتسهيل التعارف أكثر أو طلبة مدارس يسعون إلى التعرف على الحياة الجامعية.
واستمر موقع "فيس بوك" مقتصرا على طلبة الجامعات والمدارس الثانوية لمدة سنتين. ثم قرر جوكربيرج أن يخطو خطوة أخرى إلى الأمام، وهي أن يفتح أبواب موقعه أمام كل من يرغب في استخدامه، وكانت النتيجة طفرة في عدد مستخدمي الموقع.وفي الوقت نفسه، قرر أيضا أن يفتح أبواب الموقع أمام المبرمجين ليقدموا خدمات جديدة لزواره، وأن يدخل في تعاقدات مع معلنين يسعون للاستفادة من قاعدته الجماهيرية الواسعة.
وكان من الطبيعي أن يلفت النجاح السريع الذي حققه الموقع أنظار العاملين في صناعة المعلومات، فمن ناحية بات واضحا أن سوق شبكات التواصل الاجتماعي عبر الانترنت ينمو بشكل هائل، ويسد احتياجا هاما لدى مستخدمي الانترنت خاصة من صغار السن. ومن ناحية أخرى نجح موقع "فيس بوك" في هذا المجال بشكل كبير.
وكانت النتيجة ان تلقى جوكربيرج عرضا لشراء موقعه بمبلغ مليار دولار العام الماضي، ففاجأ زوكربيرغ كثيرين من حوله برفض العرض.
مزعج للأفراد
الكثير من المنخرطين في فايس بوك غاضبون ومستاؤون من غياب حماية صارمة لحياتهم الحميمية ومعلوماتهم الشخصية التي يتقاسمونها مع الأصدقاء والخلان الحقيقيين والمفترضين. ويتجمع الناقمون بشكل أكثر فأكثر تنظيما وفعالية من أجل التنديد بتهاون الفايس بوك، ومالكه "مارك زوكربورغ"، بل منهم من رفع دعاوى قضائية وجند جيشا من المحامين لهذا الغرض الأمر الذي يهدد فايس بوك بغرامات عالية جدا.
صحيح أن للفايس بوك حسنات كثيرة منها أنه يساعدك على لقاء أصدقاء ومعارف قدامى اختفى أثرهم، أو انقطعت أخبارهم، ولم تعد تعرف عنهم شيئا، وبنقرة واحدة، تجد معلومات عنهم وتتعرف على جديدهم، وتنظر إلى صورهم بعد أن تغير شكلهم ونهش الزمن ملامحهم.
إلا أن هذا المعلومات المتداولة نفسها تصبح نقمة على المنخرطين، إذ أن المؤسسة المسيرة للشبكة الاجتماعية تقوم ببيعها إلى كبريات الشركات حتى تركز حملاتها الإشهارية على شرائح معينة وتستهدف الأشخاص المناسبين بالسلعة المناسبة. وهو الأمر الذي دفع ب35 ألف منخرط في الفايس بوك، في 31 ماي الماضي، إلى الإقلاع عن هذه العادة السيئة وتركهم الموقع إلى الأبد دفعة واحدة.
مزعج للشركات
ليس للشبكة الاجتماعية "فايس بوك" معجبون ومنخرطون يقدرون بالملايين حول العالم فحسب، بل لها أيضا أعداء أشداء يكرهون هذا الدخيل الجديد، ويتوعدونه بالمنع ويقمعونه ب"الحديد والنار" ويمارسون عليه شتى أنواع التعتيم والتشويش.
ويصرف الحانقون والحاقدون على هذا العدو الالكتروني أموالا طائلة، ويرصدون الميزانيات الضخمة مستعينين ب”جدران النار” و”مراقبات الولوج” من أجل التصدي إلى “الفايس بوك” والإطاحة بالمتسلل الذي يكبدها الخسائر.
فبعد الانتشار الواسع الذي حققته الشبكة الاجتماعية “فايس بوك” ومثيلاتها على الانترنيت، أصبحت الشركات الخاصة والمؤسسات العمومية تحارب هذا الدخيل الذي تتهمه بإهدار وقت الموظفين على حساب القيام بمهامهم وخدمة المواطنين وهو الأمر الذي يكبدها خسارة كبيرة. إذ يقوم العديدون بتصفح صور أصدقائهم وأفراد عائلاتهم وزملائهم كما يتبادلون الحديث والدردشة لساعات طويلة على الموقع الشهير.
أكثر من هذا يتهم “الباطرونات” ومدراء المؤسسات الفايس بوك بتحطيم الحدود والوقار اللازم بين الرئيس والمرؤوس، الموظف والمدير، العامل والباطرون، التلميذ والأستاذ، الذي يمكن أن تنشأ بينهما “صداقة وهمية أو افتراضية”.
ولا يغفل المتذمرون الحديث عن أن “الفايس بوك” ليس مجالا للعلاقات الطيبة واسترجاع الصداقات الحميمة بل هو أيضا ساحة مفتوحة للحقد والضغائن والضرب تحت الحزام، وتكوين المجموعات المناوئة ل”رئيس في العمل” أو النيل من “زميل مزعج” أو الإطاحة ب”مسؤول بارز”.
وتؤكد الإحصاءات أن لكل منخرط في الشبكة الاجتماعية ما معدله 130 صديقا يضيع برفقتهم يوميا فترة زمنية بمعدل 50 دقيقة!
وتنفق المؤسسات والشركات أموالا باهظة، وترصد ميزانيات كبيرة في إطار حربها الضروس على شبكة الفايس بوك وأخواتها أو ما يسمى ب”سوشيال نيتووركينغ”. وتلجأ إلى اقتناء أجهزة مراقبة من صنف “الفاير وور”، تتكفل بإغلاق منافذ التحميل وتتحكم في الولوج إلى “فايس بوك”. وتتم هذه العملية إما بتحديد لائحة للعناوين الممنوعة من طرف المستعمل أو تحديد صنف معين من المواقع تمنع جميعها دفعة واحدة (مدونات، شبكات اجتماعية ...).
وتبدأ أسعار هذا النوع من الأجهزة انطلاقا من 30 ألف درهم إضافة إلى المتابعة بشكل شهري التي يتراوح سعرها بين 3000 و 5000 درهم شهريا، من أجل المراقبة والتحيين وإستخلاص الإحصاءات الدقيقة عن المستعملين والمخترقين والموظفين العاقين.
وتختار مؤسسات أخرى اللجوء إلى “برانم معلوماتية” تقوم بالمهمة ذاتها تسمى “فاير وول” أو “جدار النار” تتراوح أسعارها بين 20 ألف و30 ألف درهم، تمنع الاختراق أو ولوج المواقع الممنوعة التي وضعت في لائحة سوداء على غرار “فايس بوك” و”تويتر” و”يوتيوب”.
أما المؤسسات الأقل حظا فتضع مصيرها بين يدي برانم مجانية أو ما يسمى “أوبن سورس” إلا أنها محدودة الكفاءة والاختصاصات، وتطالب بشراء الحقوق عند دخول الخيارات المتقدمة.
مقتنص للأنظمة العربية
وكما أزعج فايس بوك الأفراد والشركات، تحول الموقع الاجتماعي الشهير إلى قناص للأنظمة العربية ومجال لتنظيم الثورات والانتفاضات، إذ يعج بالمجموعات التي لها قاسم مشترك هو البحق عن الحرية ومزيد من الديمقراطية والمطالب الاجتماعية والسياسية.
وكانت ثورة الياسمين الني أطاحت بالرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي فاتحة نصر لكل هؤلاء من أجل التنظيم وأعطت دفعة من أجل الانتشار ووضع أنظمة أخرى هدفا لها وما يقع اليوم في مصر هو استمرار لانتقاضه شباب الفايس بوك الذين وضعوا النظام المصري في المحك.
هكذا إذن تحول الموقع الشهير من مجال لاقتناص الفتيات إلى اقتناص الأنظمة العربية المريضة التي تعيش حالات الاستثناء وقانون الطوارئ على مدى عشرات السنين، وكأن لسان حال الملايين من المنخرطبن هو "فايسبوك حتى النصر".

تقييم:

0

0
مشاركة:


التعليق على الموضوع


لم يسجل بعد أي تعليق على هذه المشاركة !...

...........................................

=== إضافة تعليق جديد ===
الإسم:

نص التعليق:

انقل محتوى صويرة التحقق في الخانة أسفله:
الصورة غير ظاهرة