فضاءات أم دينار

أم دينار

فضاء الإبداعات الأدبية والفنية

العضو الأكثر فعالية على مستوى الـبلدة
عزالدين الحريرى
مسجــل منــــذ: 2011-01-22
مجموع النقط: 54.37
إعلانات


بداية شتائى

رفع الغطاء عن عينيه، نظر إلى الساعة فتفاجأ أنه تأخر عن موعد استيقاظه بعشر دقائق. قفز من السرير مسرعاً.وجه عينيه اللائمتين نحو المطبخ حيث تقف زوجته أمام "المجلى" تستمع لصوت المذياع.
يتكلم مع زوجته بصوت عال :
- ألم أقل لك ألا تغادري الفراش قبل أن توقظيني، لقد تأخرت، أه، خمسة وثلاثون عاماً ولا تفهمينني .
- النهار طويل و لا يزال في ساعاته الأولى يا رجل…. اذكر الله .
يقف أمام المرآة يمارس الواجب اليومي الأحب لقلبه؛ حلاقة ذقنه، فهو منذ العقد السابع من القرن الماضي يُمارس هذا الواجب يومياً وبالنوع نفسه لتلك الماكنة الكلاسيكية التي يضع فيها الشفرات المطبوع عليها شكل تمساح، يُحدق في هذا الوجه الذي صار مليئاً بالتجاعيد والتي تُفسد عليه متعة تحريكها بسلاسة.
يتذكر أجمل أيام حياته التي شاركته بها هذه الماكنة؛ أول يوم حلق فيه ذقنه، أول يوم التحق فيه بالجامعة، أول يوم للوظيفة، يوم الزفاف،حيث كان يشعر أنه عازف مايسترو وهو يحركها على وجهه !
يجلس على مائدة الطعام ، يتناول قطعة صغيرة من الخبز الأسمر، بعد أن فرض عليه مرض "السكري" أحكاماً قاسية بالامتناع عن بعض الأصناف التي توضع على المائدة.
يُمعن النظر في وجه زوجته، الذي كان مثل حبة "تفاح لبناني" قبل أن يُعلن الزمن تمزيقه بثنيات الجلد ، يحاول أن يعبر بذاكرته ليتخطى تلك التجاعيد التي تشوه وجهها، حتى يتسنى له أن يوقع عليه قبلة بسيطة، ولكنه يضحك على نفسه أيضاً ،فأي قبلة من شفتين تقفان على طقم أسنان صناعي ؟!
يرتدي ثي

تقييم:

0

0
مشاركة:


التعليق على الموضوع


لم يسجل بعد أي تعليق على هذه المشاركة !...

...........................................

=== إضافة تعليق جديد ===
الإسم:

نص التعليق:

انقل محتوى صويرة التحقق في الخانة أسفله:
الصورة غير ظاهرة