فضاءات الصنمين

الصنمين

فضاء القرآن الكريم والسنة النبوية

العضو الأكثر فعالية على مستوى الـبلدة
محمد توفيق الكلش
مسجــل منــــذ: 2011-01-23
مجموع النقط: 10.43
إعلانات


من أساليب التربية في القرآن الكريم: الشهادة والإشهاد

د. عثمان قدري مكانسي
لهاتين الكلمتين معانٍ عدة: فـ""شهد"": أَخبر الخبر القاطع، وأدّى ما عنده من علم بأمرٍ ما، وأقرَّ بما علم، وعاين الشيء، وأكد ما سمع، وأخبر بما رأى. و""أشهد"" على الأمر: جعله يشهد عليه، وأشهد الشيء: أحضره. فلا تكون الشهادة والإشهاد إلا على حقيقة ساطعة، وأمْرٍ بيّن لا إبهام فيه، وقد قيل: "على مثل ضوء الشمس فاشهد".
1 - فرضية الشهادة: وقد أمرنا الله سبحانه وتعالى أن نشهد لإرضائه في إقرار الحق وإبطال الباطل، فقال آمراً بالشهادة:"وَأَشْهِدُوا إِذَا تَبَايَعْتُمْ". وقال أيضاً: "فَإِذَا دَفَعْتُمْ إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ فَأَشْهِدُوا عَلَيْهِمْ". وقال أيضاً: "وأقيموا الشهادة لله". ولذلك كان كتم الشهادة وإغفالها ظلماً وجوراً، لا ينبغي للمسلم الوقوع في إثمها.. قال تعالى: "وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَتَمَ شَهَادَةً عِنْدَهُ مِنَ اللَّهِ"، وقال تعالى: "وَلَا نَكْتُمُ شَهَادَةَ اللَّهِ إِنَّا إِذًا لَمِنَ الْآَثِمِينَ".
2 - مكانة الشهادة:
أ- الشهادة إقرار بالحق.
ب- دعوة إليه وإصرار عليه.
جـ- أصحابها بلغوا ذروة من الشرف والعلم.
قال تعالى: "شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ". ولأن الشهادة إقرار بالحق استنكر القرآن الكريم كفر أهل الكتاب على الرغم من أنهم يشهدون الحق ويعرفونه.. قال تعالى: "يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَكْفُرُونَ بِآَيَاتِ اللَّهِ وَأَنْتُمْ تَشْهَدُونَ، يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ". ويقول الله تعالى موضحاً مكانة الشهادة كي لا يضيّعها أحد: "قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادَةً قُلِ اللَّهُ شَهِيدٌ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآَنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ أَئِنَّكُمْ لَتَشْهَدُونَ أَنَّ مَعَ اللَّهِ آَلِهَةً أُخْرَى قُلْ لَا أَشْهَدُ قُلْ إِنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِنَّنِي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ". وقال: "أَشَهِدُوا خَلْقَهُمْ سَتُكْتَبُ شَهَادَتُهُمْ وَيُسْأَلُونَ".
3 ـ وجوب أداء الشهادة: وحين تشهد على أمرٍ فلتـُلق ِ شهادتك كاملة، ليس فيها نقص أو إبهام، وإلا غاب الحق عن أهله، وطمست معالمه. قال تعالى: "ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يَأْتُوا بِالشَّهَادَةِ عَلَى وَجْهِهَا أَوْ يَخَافُوا أَنْ تُرَدَّ أَيْمَانٌ بَعْدَ أَيْمَانِهِمْ". وإذا طلب أحد لأداء الشهادة لبّى وأداها على أحسن وجه. قال تعالى: "وَلاَ يَأْبَ الشُّهَدَاء إِذَا مَا دُعُواْ وَلاَ تَسْأَمُوْا أَن تَكْتُبُوهُ صَغِيرًا أَو كَبِيرًا إِلَى أَجَلِهِ ذَلِكُمْ أَقْسَطُ عِندَ اللَّهِ وَأَقْوَمُ لِلشَّهَادَةِ وَأَدْنَى أَلاَّ تَرْتَابُواْ".
4 ـ مَنْ يشهد؟: ذكر القرآن أنواعاً من الشهداء وكلـُّهم شهادته مقبولة معتبرة:
أـ طائفة من المؤمنين: "وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ".
ب- أهل الحق: "وَلَا يَمْلِكُ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ الشَّفَاعَةَ إِلَّا مَنْ شَهِدَ بِالْحَقِّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ".
ج- أهل العدل: "وَأَشْهِدُوا ذَوَيْ عَدْلٍ مِنْكُمْ".
د- كل مؤمن بالله: "وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى مِثْلِهِ فَآَمَنَ وَاسْتَكْبَرْتُمْ". وابن سلام رضي الله عنه من اليهود الذين أسلموا وشهدوا بنبوّة محمد صلى الله عليه وسلم، وكان سيد بني إسرائيل، فغاضبوه وخاصموه لإسلامه.
هـ- مَـنْ لا تردُ شهـادته لقربه من المتهم وهو أدعى أن يصدَّق: "وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ أَهْلِهَا".
و- الصالحون، فهذا سيدنا عيسى شاهد على قومه ما دام حياً: "وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ".
ز- مَنْ عنده علم من الله تعالى صادقٌ: "قُلْ كَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ".
ح- وأولاً وأخيراً يشهد الله تعالى كما مرَّ معنا قبل قليل وكما في الآية التالية ومعه ملائكته الكرام: "لَكِنِ اللَّهُ يَشْهَدُ بِمَا أَنْزَلَ إِلَيْكَ أَنْزَلَهُ بِعِلْمِهِ وَالْمَلَائِكَةُ يَشْهَدُونَ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا".
5 ـ مكانة الشهداء: إنَّ للشهداء الذين يشهدون الحقَّ وبالحقِّ مكانة كبيرة، فقد ذكرنا قبل قليل أنواعهم، وكلهم عدول، يتمنّى كل واحد منا أن يكون مشهوداً له بمثل ما شهد الله لهم، وهنا نذكر أنَّ مكانتهم من الله تعالى قريبة.
6 ـ علام نشهد؟:
أ - الصادق لا يشهد إلا بما علم وتأكد، وإلا كان كاذباً، فإخوة يوسف نصح بعضهم بعضاً بالعودة إلى أبيهم لإخباره أن ابنه سرق، "وَمَا شَهِدْنَا إِلَّا بِمَا عَلِمْنَا وَمَا كُنَّا لِلْغَيْبِ حَافِظِينَ"، ولا يزيد ولا ينقص ولا يقـْلِب الأمور فيكون- والعياذ بالله- من أهل الزور قال تعالى: "وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا".
ب- نشهد بـالإيمان والإسلام، "وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ"، هـذا ما قاله الحواريون، وأطاعوا أمر ربهم حين أكدوا مكررين "وَإِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى الْحَوَارِيِّينَ أَنْ آَمِنُوا بِي وَبِرَسُولِي قَالُوا آَمَنَّا وَاشْهَدْ بِأَنَّنَا مُسْلِمُونَ". وشهد النبيون جميعاً على التبشير بالرسول الكريم محمد عليه الصلاة والسلام، واتباعه، ونصرته إنْ بُعث وهم أحياء، فأقروا وشهدوا "قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُوا أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ".
جـ- ونشهد على وحدانية الله وربوبيته: "وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آَدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ".
د- والشهادة على الأمن والأمان، وعدم الإساءة إلى الآخرين، فقال تعالى مخاطباً اليهود: "وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ لَا تَسْفِكُونَ دِمَاءَكُمْ وَلَا تُخْرِجُونَ أَنْفُسَكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ ثُمَّ أَقْرَرْتُمْ وَأَنْتُمْ تَشْهَدُونَ، ثُمَّ أَنْتُمْ هَؤُلَاءِ تَقْتُلُونَ أَنْفُسَكُمْ وَتُخْرِجُونَ فَرِيقًا مِنْكُمْ مِنْ دِيَارِهِمْ تَظَاهَرُونَ عَلَيْهِمْ بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ".
هـ- وتكون الشهادة لنفي التهمة كذلك، فلما قالت ثمود لنبيهم هود عليه السلام: "إِنْ نَقُولُ إِلَّا اعْتَرَاكَ بَعْضُ آَلِهَتِنَا بِسُوءٍ قَالَ إِنِّي أُشْهِدُ اللَّهَ وَاشْهَدُوا أَنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ". ويوم القيامة يسأل الله المشركين عن آلهتهم المزعومة "وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ أَيْنَ شُرَكَائِي قَالُوا آَذَنَّاكَ مَا مِنَّا مِنْ شَهِيدٍ".
و- ويشهد الكفار على أنفسهم وكفرهم، قال تعالى: "إِنَّ الْإِنْسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ، وَإِنَّهُ عَلَى ذَلِكَ لَشَهِيدٌ"، وقال سبحانه: "حتّى إِذَا جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا يَتَوَفَّوْنَهُمْ قَالُوا أَيْنَ مَا كُنْتُمْ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ قَالُوا ضَلُّوا عَنَّا وَشَهِدُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُوا كَافِرِينَ".
ز- وقد يشهد الإنسان لدرء العذاب عنه- في قضيّة الملاعنة بين الزوجين "وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ شُهَدَاءُ إِلَّا أَنْفُسُهُمْ فَشَهَادَةُ أَحَدِهِمْ أَرْبَعُ شَهَادَاتٍ بِاللَّهِ إِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ، وَالْخَامِسَةُ أَنَّ لَعْنَةَ اللَّهِ عَلَيْهِ إِنْ كَانَ مِنَ الْكَاذِبِينَ، وَيَدْرَأُ عَنْهَا الْعَذَابَ أَنْ تَشْهَدَ أَرْبَعَ شَهَادَاتٍ بِاللَّهِ إِنَّهُ لَمِنَ الْكَاذِبِينَ، وَالْخَامِسَةَ أَنَّ غَضَبَ اللَّهِ عَلَيْهَا إِنْ كَانَ مِنَ الصَّادِقِينَ".
7 ـ عدد الشهداء: وينبهنا القرآن الكريم أن أقلَّ الشهادة في المعاملات الدنيوية شاهدان من الرجال، قال تعالى: "وَاسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ مِنْ رِجَالِكُمْ"، وقد يكون الشاهد رجلاً معه اثنتان من النساء: "فَإِنْ لَمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ مِمَّنْ تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاءِ أَنْ تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الْأُخْرَى". وفي حوادث الزنا يشهد أربعة رجال: "وَاللَّاتِي يَأْتِينَ الْفَاحِشَةَ مِنْ نِسَائِكُمْ فَاسْتَشْهِدُوا عَلَيْهِنَّ أَرْبَعَةً مِنْكُمْ". "وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلَا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا وَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ"، وقد جُعل للزنا أربعة شهداء من الذكور لمنع الفاسقين من ثلم أعراض المسلمين ونشر الفاحشة بينهم.
8 ـ إقامة الحجة: وقد يُكثِر الكاذب، وصاحب الهوى، والمفسد، وأقرانهم من أهل السوء، الكذبَ فيكون الإشهاد للتكذيب وإقامة الحجة على المفسدين أيّاً كانوا: "وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِدًا ضِرَارًا وَكُفْرًا وَتَفْرِيقًا بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَإِرْصَادًا لِمَنْ حَارَبَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ مِنْ قَبْلُ وَلَيَحْلِفُنَّ إِنْ أَرَدْنَا إِلَّا الْحُسْنَى وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ"، فكانت شهادة الله فيهم أنهم أهل الكذب والفساد.. وعرَّاهم فبانوا على حقيقتهم. وشهد سبحانه وتعالى في المنافقين "إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ"، حين ادّعَوا أنهم مؤمنون بالله ورسوله.
وتعال معي إلى شهادة من نوع عجيب غريب- وما ذلك على الله بعزيز- فيوم القيامة ترى، وتسمع شهادةً ما بعدها من إنكار "وَيَوْمَ يُحْشَرُ أَعْدَاءُ اللَّهِ إِلَى النَّارِ فَهُمْ يُوزَعُونَ، حَتَّى إِذَا مَا جَاءُوهَا شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصَارُهُمْ وَجُلُودُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ، وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنَا قَالُوا أَنْطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنْطَقَ كُلَّ شَيْءٍ". فيشهد الإنسان على نفسه، ويشهد بعضُه على بعض! نعوذ بالله من هكذا مصير.
9ـ بعض الشاهدين كاذبون: وفي الدنيا تجد كثيراً من الكفار والمنافقين وأهل الأهواء يشهدون كذباً، ويحلفون كذباً، وهذا ديدنهم، وعليه جبلوا. فمن أمثلة المنافقين قوله تعالى: "إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ، اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ".
ومن أمثلة الكافرين المدعين أنهم يحبون الخير، ويكرهون الفساد قوله تعالى: "وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ، وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ، وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ". يدّعون الصلاح وهم فاسدون، ويغضبون إذا جوبهوا بذلك وقيل لهم: أصلحوا.
وبعض المسلمين ذوي الإيمان الضعيف يرمون أزواجهم بالزنا، وعددهم هذه الأيام كثير فعقوبتهم اللعنة- والعياذ بالله- ومن النساء من يزنين، وينكرن ذلك، ويكذبن أزواجهن الذين رموهنّ، فعقوبتهن الغضب من الله- والعياذ بالله- وقد ذكرت آيات من سورة النور تحت عنوان: "علامَ نشهد"؟.
وعلى هذا لا يؤذن يوم القيامة لهؤلاء الكاذبين الذين ذكرنا بعضهم بالحديث، ولا يقدرون عليه قال تعالى: "وَيَوْمَ نَحْشُرُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجًا مِمَّنْ يُكَذِّبُ بِآَيَاتِنَا فَهُمْ يُوزَعُونَ، حَتَّى إِذَا جَاءُوا قَالَ أَكَذَّبْتُمْ بِآَيَاتِي وَلَمْ تُحِيطُوا بِهَا عِلْمًا أَمْ مَاذَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ، وَوَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ بِمَا ظَلَمُوا فَهُمْ لَا يَنْطِقُونَ".
10ـ الشاهد لا يؤذى: وكثير من غلاظ الأفئدة مغلّفي القلوب يظلمون الناس، ويسيئون إليهم، وقد يضطرون لإشهاد بعض الناس في أمرٍ، فإذا جاء وقت الشهادة لاستعادة الحقّ، وشهد هؤلاء نالهم السوء من العتاة المجرمين، فهددوهم وأرهبوهم كي يسكتوا... ولا يرضى اللهُ سبحانه وتعالى مثلَ هذا التصرف المشين، فقال سبحانه: "وَلَا يُضَارَّ كَاتِبٌ وَلَا شَهِيدٌ وَإِنْ تَفْعَلُوا فَإِنَّهُ فُسُوقٌ بِكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ".
نسأل الله أن يجعلنا من المتقين الذين يشهدون الحقَّ ولا يخافون الباطل.

تقييم:

0

0
مشاركة:


التعليق على الموضوع


لم يسجل بعد أي تعليق على هذه المشاركة !...

...........................................

=== إضافة تعليق جديد ===
الإسم:

نص التعليق:

انقل محتوى صويرة التحقق في الخانة أسفله:
الصورة غير ظاهرة