فضاءات ميت مسعود

ميت مسعود

فضاء الأخبار والمستجدات

العضو الأكثر فعالية على مستوى الـبلدة
مصطفي جمـال سليــم
مسجــل منــــذ: 2013-08-13
مجموع النقط: 1.4
إعلانات


تريكو شعبي بسعر بسيط.. والأزمة في التمويل

في مواجهة تراجع الإقبال على العمل في الزراعة بالريف المصري بسبب تدني العائد المادي منه، بالإضافة إلى عوامل أخرى، لجأت بعض القرى المصرية إلى توطين أنماط جديدة من الصناعات التي تعتمد على آليات إنتاجية بسيطة ذات بعد جماعي، تستطيع من خلالها توفير الحد الأدنى من سبل العيش.
فعلى بعد مسافة لا تزيد عن مائة كيلومتر من العاصمة المصرية القاهرة تقع قرية "ميت مسعود"، إحدى قرى محافظة الدقهلية بدلتا مصر، وهذه القرية أسست تجربة ذاتية جديدة قائمة على تصنيع البلوفر منذ منتصف الثمانينيات، ونجحت فيها إلى درجة أنها نقلت تجربتها تلك إلى عدد من القرى المجاورة لها.
وبدأت تلك التجربة في ميت مسعود مع الحاج أحمد السنباطي الذي ارتبط بهذه المهنة قبل أكثر من عقدين، عندما كان يرى والده وهو يغزل على ماكينة صوف يدوية تجر باليد، فأحب أن يطور هذه الصناعة، ويدخل عليها تعديلات جديدة.
ورغم أن السنباطي كان موظفًا بالوحدة المحلية بقرية مجاورة لميت مسعود إلا أنه فضل العمل الحر؛ فاستقال من الوظيفة، وتفرغ تماماً لمشروعه، فقام بشراء ماكينة تريكو كهربائية، ثم بعد فترة قام بتوسيع مشروعه بشراء ماكينتين إضافيتين؛ حتى نجح في عمل ورشة صغيرة لتصنيع البلوفر بأسعار مناسبة للسوق في قريته والقرى المجاورة لها.
وأقبل شباب القرية، ممن لم يتمكنوا من الحصول على فرصة عمل، على الالتحاق بمهنة تصنيع البلوفر، لاسيما وأن تمويل المشروع يتركز في الغالب في سعر ماكينة التريكو الذي قد يتراوح ما بين 6 إلى 12 ألف جنيه مصري، حسب ماركتها وإمكانياتها، بينما المادة الخام- وهي الصوف- يتم شراؤها بالآجل من التجار والقيام بالتسديد بعد بيع المنتجات.
ولعل ظروف ضيق فرص العمل، دفعت أحد شباب القرية وهو أحمد أبو الخير الحاصل على بكالوريوس التربية قبل أربعة أعوام إلى أن يعمل معه والده، ويتخصص في إنتاج البلوفر الحريمي، بعد أن اشترى ماكينة إيطالية، وتعلم عليها واجتهد في تطوير أداء المنتج ليتلاءم وكافة الأذواق.
والمفارقة أن الأبناء تفوقوا على الآباء في هذه المهنة- كما يقول الحاج عبد الحميد (أحد أبناء القرية)- فخريجي كليات التربية والعلوم والحقوق بالقرية الذين لم تتح لهم فرصة العمل الحكومي أو العمل في المدينة وجدوا أنفسهم يتقنون هذه المهنة، فاستطاعوا منافسة غيرهم، خاصة على صعيد اختيار الألوان والأذواق.
ولأن البلوفر المصنوع هو من النوع الشعبي رخيص الثمن؛ فقد وجد سوقا ملائمة له في القرى التي يتدنى مستوى الدخل فيها، حيث الأهالي لا يستطيعون اللجوء إلى العاصمة لشراء أنواع أخرى، ربما تكون فاخرة لكنها باهظة الثمن بالنسبة لهم.
أزمة تمويلولكن الصورة ليست وردية؛ فرغم المجهود الذي يبذله أهل القرية تعترضهم مشكلات كثيرة، يعددها لنا الحاج عبد الحميد، وأهم هذه المشكلات هو غياب التمويل المطلوب لشراء الماكينات أو الصوف؛ حيث أن البنك يضع شروطًا صعبة للغاية بالنسبة لهؤلاء الناس، تتمثل في المغالاة للضمانات المطلوبة للحصول على القرض، فضلا عن ارتفاع سعر الفائدة الذي يتراوح ما بين 10 و13 % بالنسبة للبنوك.
يضاف إلى ذلك أن السلطات المحلية بالمحافظة لا تدعمهم، وذلك رغم أن المحافظ زار بنفسه القرية، وأشاد بهؤلاء الناس المكافحين، وطالب بتوفير كافة التسهيلات لنجاح تلك المشروعات، وتذليل العقبات أمام أصحاب الصناعات الصغيرة، كما يقول الحاج عبد الحميد؛ بل إن هذه الزيارة جرّت أمورا أخرى لم تلق قبول أهل القرية؛ فبعدها حصرت السلطات المحلية أعداد المصانع، وفرضت رسوم نظافة وضرائب على المصانع؛ مما رفع من تكلفة المنتج، وهو الأمر الذي أضر بتسويقه في الأماكن المختلفة في الداخل وفي الخارج على حد سواء، والأمر الآخر الذي يهدد هذه التجربة هو المنتجات الصينية التي تغرق الأسواق المصرية، وتنتشر في معظم المحافظات، ومع رخص هذه المنتجات يصبح من الصعب منافستها لاسيما في ضوء ارتفاع تكلفة سعر الصوف، وكذلك أسعار ماكينات التريكو في مصر.
مشكلة التسويقولأن معظم أهل القرية البالغ عددها 25 ألف نسمة يعملون في مشروعات التريكو حيث يوجد ألف ماكينة؛ فقد نشأ ازدحام في المعروض، وضعف في الطلب، ومن هنا بدأت مشكلة التسويق تطفو على السطح في السنوات الأخيرة، كما أن الفترة الكبيرة ما بين الإنتاج والحصول على عائد الإنتاج من المحلات التي تبيع الإنتاج هو ما يؤدي لخلق أزمة سيولة لدى أصحاب المشروعات، بالإضافة إلى أن عمليات التصدير التي تتم من منتجات القرية هي عمليات محدودة للغاية، ولا ترقى إلى المستوى المطلوب.
وفي هذا السياق يقول عطا سعد: " أنا كصاحب مشروع.. في الوقت الذي أكون فيه ملتزما بدفع أجور العمال والصوف لا تتوافر معي سيولة بشكل دائم؛ حيث أحصل على أموالي في آخر العام بعد بيع المنتج، وتسلم المرتجع أيضًا".
ويعتبر سعد توسيع السوق وفتح فرص للتصدير هو الحل الوحيد أمامهم للتخلص من المخزون الراكد لديهم في المصانع.
وفي المقابل يرى المسئولون المحليون مسألة الرسوم المفروضة على المصانع الصغيرة أمرا طبيعيا؛ بل إن المهندس سيد عيسى - عضو مجلس محلي المحافظة بقرية أخطاب المجاورة لميت مسعود والتي تتبعها القرية إداريا- يشير إلى أنه تم حل بعض المشكلات لميت مسعود، على رأسها تركيب خطوط تليفونية جديدة، وتحسين شبكة المياه والصرف الصحي بالقرية، كما أن المحافظة تحرص على توفير الأمن الصناعي لمصانع ميت مسعود، خاصة أن المادة الخام التي يتم استخدامها في التصنيع، وهي الصوف، هي مادة سريعة الاشتعال.
ورغم أن تجربة ميت مسعود نجحت في حل مشكلة القرية على صعيد البطالة؛ فإن عدم مواجهة المشكلات التي تعانيها حاليا قد يجعل التريكو ليس هو الحل لهؤلاء الناس، لذلك فلابد من وضع حلول لمواجهة ما يعترض هذه الصناعة بالقرية .
ومن تلك الحلول:أولا:
بالنسبة لأزمة التمويل يمكن أن يقوم بذلك المستثمرون في صناعة النسيج عبر تطوير القرية، واتخاذها كخطوط إنتاج أمامية أو خلفية بالاتفاق على مواصفات للمنتج، بما يساعد في حل أزمة التسويق والتمويل في آن واحد؛ وهو ما يوفر لرجل الأعمال نفسه تكلفة الإنتاج المرتفعة داخل المصانع.
ثانيا:
ضرورة أن يتم التنسيق في الإنتاج وعمليات التسويق؛ حتى لا يحدث حرق أسعار بسبب تماثل المنتجات وقلة الطلب عليها.
ثالثا:
إيجاد رابط أو جمعية أهلية يمكن أن يلعب دورًا في التنسيق بين أهل القرية في الإنتاج والتسويق، وكذلك التواصل بين القرية والجهات الرسمية.
بيانات:
- مشروعات تصنيع البلوفر التريكو بقرية ميت مسعود.
- قرية ميت مسعود تابعة لمحافظة الدقهلية، يقطن بها 25 ألف نسمة، يعملون على ألف ماكينة.
- الخامات اللازمة: ماكينة تريكو كهربائية + صوف.
- سعر مكينة التريكو: يتراوح ما بين 6 إلى 12 ألف جنيه.
- صاحب فكرة المشروع: الحاج أحمد السنباطي.
الان صار كل البلده تعمل فى هذا المجال ولا سيما بعض الأشخاص يعملون فى مجالات اخرى لكن بنسب بسيطه جدا
ارجو ان ينال اعجابكم
أحمدحسن البحراوى
ميت مسعود-أجا-دقهليه

تقييم:

1

0
مشاركة:


التعليق على الموضوع


لم يسجل بعد أي تعليق على هذه المشاركة !...

...........................................

=== إضافة تعليق جديد ===
الإسم:

نص التعليق:

انقل محتوى صويرة التحقق في الخانة أسفله:
الصورة غير ظاهرة