فضاءات أم القرى

أم القرى

فضاء الإبداعات الأدبية والفنية

العضو الأكثر فعالية على مستوى الـمحلية
الصديق محمد
مسجــل منــــذ: 2011-02-09
مجموع النقط: 25.04
إعلانات


الدوبيت السوداني ليس كشعر الحداثة وان لم يتقيد باوزان الشعر العربي

الدوبيت السوداني ليس كشعر الحداثة وان لم يتقيد باوزان الشعر العربي
قبل أن ادخل في هذه المقارنة فليسمح لي القاري الكريم أن احيي شعراءنا السودانيين الذين عرفوا بهذا النوع الخاص من الشعر الذي يحمل في طياته القيم والأخلاق والمثل وتعدي حاجز الزمان والمكان ،رقم انه حافظ علي شكله وطريقته ، والتي قد يقول قائل بأنها لاتتوافق مع أوزان الشعر العربي المعروفة ، ولكنه حافظ علي المعني الجميل الذي يدخل لقلوب المستمع مباشرة وحافظ علي النغمة الموسيقية التي تجعل المستمع ينجذب إليه ،
فلله در شعراءنا شعراء الدوبيت السوداني كلهم الذي قال قائلهم( أنحنا مافينا واحدا ما أنكرب زندو ــ أنحنا أولاد مكارم والكرم جندو ــ والبيت كان وقع بيناتنا بنسندوا ـ وعلي هذه القيم التقوا جميعا ، يتغنوا بالفضائل والشمائل التي أصبحت من خصائص هذا الشعر فالتحية للشاعر عبد الله محمد عمر البناء ولاابنائه الذين ورثوا هذا التراث وعلي رأسهم الشاعر يوسف البنا والتحية للشاعر الحاردلو وللشريف الهندي الذي كتب أمجاد وتراث الأمة السودانية بهذا النوع من الشعر والتحية للأستاذ كابلي الذي تغني به ( باوبريت الشريف الهندي ) والذي احسبه قد سبق به الشاعر يوسف البناء والذي أبدع أيضا في تأصيل التراث لكثير من القبائل بشعر الدوبيت والتحية لكل من أسهم بكلمة جميلة ومعبرة تحمل في ثناياها تراثا لهذه الأمة من شرقنا ومن غربنا ومن جنوبنا ومن شمالنا والتحية للشاعر الدابي وأبنائه وللأخ ياسر الدابي خاصة وكان له معنا مشاركات أدبية بالمملكة العربية السعودية بالدوادمي ، و شعراء الدوبيت كثيرين لا يستطيع الواحد أن يعمهم بالذكر ومنهم من توفي علي رحمة مولاهـ ولازال حيا بيننا بتراثه كالشاعر عوض الكريم أبوسن والشاعر الصديق ود العوض وود شوراني وود شعيت والتحية لهم جميعا والتحية للشاعر سعد ود النصيح ولود البكري ولكل من يجمع تراثهم ولكل من يظهر الوجه المشرق من هذا التراث الذي نفاخر به ، والتحية للاستاذ محمد الفاتح ابوعاقلة وللاستاذ عصام الترابي وللاستاذ عمر حبوشي وللاستاذ شاعر الدوبيت في تورنادو باليابان صديق ود اشيقر وهو يحن لقلوة بن والدته و (لحقصة )جمل أبيه و( لنقزة ) بهم البطانة حيث كان يرسل لنا أبيات شعر الدوبيت بالا يميل وفيها الحنين للوطن والإعجاب بقيم أهل ذاك الشعر والتحية للشاعر علي الكباشي وللشاعر يوسف الشوبلي ولود إدريس ولكل شعراء الدوبيت .
ومن الأسباب التي جعلت العرب يهتمون بالشعر ويتغنون به هو تسجيله لتراثهم وأمجادهم وبالشعر كان الشعراء يدفعون بالكلمة لرفع الهمة ونصرة الحق وللزود عن الأوطان وبالكلمة الشعرية تستطيع أن تحكي عن واقع الناس وتستطيع أن تعرف مايحملونه من قيم وأخلاق فمثلا الشاعر عنترة وهو شاعر جاهلي يقول وهو يعبر عن مكارم الأخلاق والعفة التي يحملها العربي في ذاك الوقت
واغض طرفي إن بدت لي جارتي حياء" *** حتى يواري جارتي مأواها
إني امروء سمح الخليقة ماجد *** لا اتبع النفس اللجوج هواها
فانظر كيف رياء بنفسه عن الدناءة وعن صفة الخيانة ولو بنظرة يسترقها بعينه علي مفاتن امراءة مهما كانت وخاصة إذا كانت تلك جارته !وكذلك يقول عنترة يخبرك من شهد الوقيعة إنني *** اغشي الوغى واعف عند المغنم،
وكذلك شاعرنا شاعر الدوبيت السوداني حينما يقول الشاعر يوسف البنا في قوله شاور مخك آالخواجة قولو تلف *** نحنا ولدنا عند جمع الغنيمة بعف
فالشعر العربي الذي أصبح فخرا للأمة العربية هو الشعر العربي الفصيح والذي جمع مع فصاحته وبيانه وجزالته المعني الجميل المعبر عن القيم والأخلاق والمثل وليس الشعر الذي يحمل السفور ويدعو إلي التبرج والي الخروج عن المألوف والتمرد علي موروثات الامة وعلي أمجادها
فالشعر يعبر بلسان الناس وعن واقعهم فمتي ما بعد الناس عن النطق باللغة العربية الفصحى في حديثهم وفي التخاطب فيما بينهم يصبح شعرهم كعاميتهم تماما بعدا وقربا ،ومتى مابعد الناس عن قيمهم أصبح لسان شاعرهم يحكي عن واقعهم فانظر إلي شاعر الحداثة
الذي يقول ، ياأحلي جارة *** سلمي ولو بالإشارة ــ ويامعاين من الشباك وياأحلي زول شفناك .
واحسب أن الدوبيت وان كان بالعامية إلا انه أصبح قريبا من وجدان الأمة ومعبرا عن قيمها وعن أمجادها وشعراء الدوبيت ظلوا يتغنون بالحماسة وبالفخر وبالمدح لقبائلهم ويسجلون تراثهم بكلماتهم البسيطة والمعبرة عن واقعهم بالطريقة التي تجعل شعرهم متميزا" حتى ولو لم يوافق أوزان الشعر العربي
ورغم إني ( زول بادية ) ومن ناس البطانة ومن أهل الدوبيت وأحب هذا النوع وأدافع عنه إلا إني أري أن هذا الشعر يحتاج إلي نقله تتناسب مع روح هذا العصر خاصة وان الدوبيت أصبح يسجل بالانترنت ويتغني
به كثير من الشباب المثقفين ولازال أخوانا من شعراء الدوبيت ينظمونه بلهجة معينة ودارجة وإلا إذا قلته بالصورة التي لاتعجبهم يقولوا لك قد ( هوسكت ) أي خربت علينا شعر الدوبيت وقال لي مرة احدهم
المدائح مما أصبحت تشبه الغناء خرجت من المعني ! فقلت له ولو قيلت كلماتها بمعاني سامية ؟ فقال لي ، أصبح الناس يعيشون مع النغمة والموسيقي ومالحق بالمديح من آلات للطرب والغناء ابعد المديح كثيرا من نفوس محبيه الحقيقيين والذين يحبونه واخشي أن يصبح شعرنا شعر الدوبيت يوم من الأيام خارج من مضمونه بدعوة مواكبته لبعض المفردات التي يستعملها أصحاب شعر الحداثة والشعر الحلمنتيشي عندنا فله موسيقي شعرية ولكنه فقد المعني لعدم التزام معظم القائلين به بالمعاني الفاضله ولتمردهم علي القديم بصورة تظهره كله بالي .
واعزي هذا للمواجه التي تحدث أحيانا بين بعض الكتاب الذين يدافعون عن اللغة العربية ويهاجمون أصحاب شعر الحداثة لان فيهم من تنكر للغة العربية ، مما جعل المدافعين عن اللغة العربية يهاجمون شعر الحداثة وكأنه شر كله ، ويجب أن يهاجم الكتاب الإسلاميين والحريصين علي استقامة اللسان ويدافعون عن اللغة العربية أن يحثوا الناس بصورة عامة بان لايتكلموا باللغة الدارجة وان لا ينحصر نقدهم للشعراء ولا يتكلمون علي لسان العامة في الحديث دون الشعر ولماذا لايعاب علي الناس تحدثهم بالعامية الدارجة ويوجه النقد لشعر الحداثة ،
اعتقد انتشار العلمانيين وسط الحداثيين وتمردهم علي القيم هو الذي جعل شعر الحداثة فاقدا للمضمون والقيمة وحتى الدوبيت لايتم الاعتراف به إلا في حدود ضيقة
واطرح سوال ارجوا آن احد إجابته عند أخوانا ناس الدوبيت ؟
الم يتغير الفهم لكثير من المعاني المستعملة ؟ الم يتغير النمط لمعيشة الناس واختفت أشياء كانت عند أجيال فتغيرت عند هذا الجيل ؟ إذا قلت مثلا فلان جمل الشيل يفهم المستمع الكبير مقصودك من كلمة جمل بأنك مدحته بقوة عزيمته وبجلدة وبمقدرته علي تحمل الصعاب ومكابدته علي الشدائد .
ولكنك إذا قلتها لواحد من أبناء الجيل الجديد إذا فهم انك لم تقصد هجاءه لكنه يعتبرك بأنك شبهته بالجمل ولا يعتبر هذا مدحا ، ألا يري أخوانا شعراء الدوبيت إننا بحاجة إلي تجديد ؟ في المفردات المستعملة ؟
وإذا كان أهل الشعر الحداثي قد واكبوا بعباراتهم للمعاني المستعملة عند هذا الجيل فأري أن أهل الدوبيت قد اهتموا بالقيم وأهملوا التطور الذي حدث في مفردات اللغة حتى إني قد سمعت احد المثقفين مرة عندما قدم إلينا الشاعر يوسف البناء للمملكة العربية السعودية وكنا في جلسة شعرية بالدوادمي عن جقلة وأصبح يقول الشاعر يوسف البناء
البلاء فيكي يالشنقاء البهبهب عرفك ***مارقة ردوف مسعبتة راعية غمبار جرفك بودر سيدو لابد في المكاتل ظرفك *** بطلب ربي ليك يام الحوار مايصرفك
فسأل احد الحضور وكان من اخوانا المهندسين أخونا مقدم البرنامج ( عمر حبوشي) عن جقلة دي شنو فقال له أخونا عمر بعدين سوف اشرحها لك وقال له من قبل سألتني احدي الأخوات المزيعات مرة عن جقلة هذه ، فضحكت عليها في أول الأمر وقلت لها مؤسسة أجنبية وأخيرا قلت لها هي الناقة
وبما إني من ناس البطانة وناس الدوبيت الا اني اتحفذ في شعري للشباب واذا قلت لاي واحد من الشباب الصغار أنت الدود النتر فيقوم يزعل علي أو أذا قلت له أنت تمساح فداسي الكسرو مابتجبر فيقوم يزعل علي وأقول إني
اعتبرته تمساح بياكل حق الناس بالباطل وليس بمعني القوي الشجاع ،
فبقول لاخونا ابوسفيان الامين مالك
مرحبتين بي رفقتك وثقتنا فيكا مابتنهزا * بالصادق الكريم في نفسي ليكا معزا * أبوك فارس حوبة يوم الكتال مافزا ** وأنت رفيقنا والمتلك دوام بنعزا .
وحيث إني معجب بتراث أهلنا ناس البطانة وبشعرهم شعر الدوبيت فأصبحت انظم به بعض القصائد وأقولها في بعض المناسبات وكما قيل تشبه بالكرام وان لم تكن منهم فان التشبه بالكرام فلاح وأحيانا أرد بالشعر علي بعض الأخوان وكذلك في المناسبات ، واسأل الله سبحانه وتعالي لبلدنا أن يتوحد وأحث أخوانا شعراء الدوبيت أن يعبروا عن وجدان هذه الأمة العظيمة بشعرهم شعر الدوبيت وللحديث بقية مع تحيات عبد الجليل ابوعاقلة

تقييم:

0

0
مشاركة:


التعليق على الموضوع


لم يسجل بعد أي تعليق على هذه المشاركة !...

...........................................

=== إضافة تعليق جديد ===
الإسم:

نص التعليق:

انقل محتوى صويرة التحقق في الخانة أسفله:
الصورة غير ظاهرة