فضاءات كفر طبلوها

كفر طبلوها

فضاء أعلام ورجالات وعوائل

العضو الأكثر فعالية على مستوى الـبلدة
رضا
مسجــل منــــذ: 2011-01-16
مجموع النقط: 10
إعلانات


من أعلام كفرطبلوها


لمحات من حياته
محمود الطناحي أحد أعلام اللغة العربية، وواحد من الطبقة العليا من المحققين الأثبات. ورائد من الرواد الذين خدموا التراث النحويَّ وأحبُّوه، وأمضى سني عمره في تعليم أصوله وتحقيقه.
برع في علم المخطوطات قراءة ومعرفة، وانتقاء ووصفاً، وجوَّد في تحقيق المخطوطات، وأفنى عمرَه ناشراً فضائل التراث، مدافعاً عن العلم والعلماء . وأطاب بذلك ذكرَه.
مولده ونشأته وتعليمه:
هو محمود بن محمد بن علي بن محمد الطناحي المصري. ولد بقرية (كفر طبلوها) بمحافظة المنوفية عام 1353هـ 1935 م، وانتقل على القاهرة في الثامنة من عمره، ونشأ فقيراً عصامياً بنى نفسه بنفسه، أتمَّ حفظ القرن الكريم في الثالثةَ عشرةَ من عمره، التحق بالأزهر، ودرس فيه حتى نال الشهادة الثانوية عام 1958م. ثم التحق بكلية دار العلوم جامعة القاهرة.
أحرز الإجازة في علوم اللغة العربية والشريعة الإسلامية عام 1962م، ونال شهادة الماجستير من الكلية نفسها عام 1972م؛ على أطروحته: ( ابن معطي وآراؤه النحويَّة مع تحقيق كتاب الفصول الخمسون). وحاز الدكتوراه من كلية دار العلوم أيضاً عام 1978م على أطروحته: ( ابن الشجَري وآراؤه النحويَّة ) مع تحقيق الجزء الأول من كتاب ( الأمالي النحوية).
وكان منهوماً بالعلم ومجالسة العلماء، فحصَّل من بطون الكتب وأفواه الرجال علماً غزيراً، ووعت حافظتُه أخباراً وشواهد ومعارف قلَّ أن تجدها عند غيره من أبناء جيله.
شيوخه:
تتلمذ الطناحي لمشيخة جليلة من أبناء عصره، وهم: عالم المخطوطات بدار الكتب المصرية فؤاد السيد، و عالم الشريعة الكبير محمد أبو زهرة، و عالم المخطوطات محمد رشاد عبد المطلب، والنحويُّ المتمكن وصاحب الكتاب العظيم ( النحو الوافي) عباس حسن، والفقيه المصري علي حسب الله، والفقيه الأصولي الأزهري عبد الغني عبد الخالق، والنحويُّ اللغوي والمحقق المعروف عبد السلام هارون، والمقرئ المتقن عامر السيد عثمان، وعالم اللغة الأديب المحقق السيد أحمد صقر، وعالم النحو واللغة عبد الله درويش-وهو الذي أشرف على رسالته للدكتوراه-، وإمام أهل اللغة والتحقيق في عصره شيخ العربيَّة محمود محمد شاكر، والعالم اللغوي الدكتور تمام حسان، والنحويُّ المحقِّق محمد بدوي المختون.
نشاطه العلمي:
اتصل بالمخطوطات العربية منذ أن كان طالباً بدار العلوم ناسخاً ومفهرساً ومحققاً، فنسخ كثيراً من المخطوطات المشرقية والمغربية، حين لم تكن آلات النسخ متوافرة، وأعان بعض المستشرقين الذين نزلوا مصر في تحقيق بعض المخطوطات. وعمل مصححاً في مطبعة عيسى البابي الحلبي ثلاث سنوات، فاستفاد من ذلك فوائد جليلة.
وشارك في نشاط معهد المخطوطات العربية بالقاهرة، على امتداد ثلاثةَ عشرَ عاماً، وانتُدب عضواً في بعثات إلى دول إسلامية لدراسة المخطوطات وتصويرها، ومن تلك البلدان: تركية عام 1970، والمغرب الأقصى، مرتين عام 1972 و1975، والسعودية عام 1973، وشمال اليمن عام 1974.
وعمل خبيراً بمجمع اللغة العربية بالقاهرة، بمركز تحقيق التراث بدار الكتب المصرية، واختير عضواً بالهيئة المشتركة لخدمة التراث العربي، وشارك في ندوات كثيرة وكتبَ عشرات المقالات العلمية الجيِّدة المفيدة.
أعماله:
عمل عقب تخرُّجه في دار العلوم معيداً بمعهد الدراسات العربية الأمريكية بالقاهرة 1963-1965، ثم عيِّن خبيراً بمعهد المخطوطات العربية بجامعة الدول العربية حتى أواخر 1978م، حيث انتُدب أستاذاً بقسم الدراسات العليا العربية بكلية الشريعة؛ جامعة الملك عبد العزيز بمكة المكرمة ( جامعة أم القرى حالياً)، وفيها أنزلوه منزلاً كريماً وعومل هناك تحت بند يسمَّى (كفاءة نادرة)، البند الذي أظلَّ الشيوخ: محمد متولِّي الشعراوي، ومحمد الغزالي، والسيد أحمد صقر، والسيد سابق، ومحمد قطب.
وعمل في جامعة أم القرى باحثاً بمركز البحث العلمي وإحياء التراث الإسلامي إلى أن استقال منها عام 1409هـ/ 1989م.
وعيِّن أستاذاً بكلية الدراسات العربية والإسلامية بجامعة القاهرة فرع الفيُّوم بين عامي 1991-1996م، ثم انتقل أستاذاً ورئيساً لقسم اللغة العربية بكلية آداب جامعة حلوان 1996م ، وفيها بقي حتى وفاته.
واختير أستاذاً زائراً بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، عام 1991م، وجامعة الكويت عام 1994م، وجامعة العين بالإمارات العربية المتحدة عام 1997م.
وفاته:
انتقل إلى جوار ربه صباح يوم الثلاثاء الواقع في 6 من ذي الحجة عام 1419هـ - الموافق 23 آذار 1999م، إثر نوبة قلبيَّة مفاجئة.
شخصية الطناحي العلمية:
وقف الطناحي حياته ووهب ثمرة قلمه وعطاء قريحته الفيَّاضة لثبيت اللغة في النفوس والتنبيه على فضلها لأدنى مناسبة وأوهى ملابسة.
فبرز في علوم اللغة العربية لغوياً يرى أن اللغة ليست للتفاهم وقضاء المصالح وحسب، وإلا لكان القَدْر اللازم لنا منها محدوداً جداً، وقد احتفل باللغة وغريبها احتفالاً زائداً، ودعا إلى استحياء الغريب من اللغة.
وبرز نحوياً وقف يبيِّن قيمة النحو وأثره، ويشجِّع على دراسته، ويذود عن حياضه، ويعرِّف بآثاره وأعلامه، ويدافع عنهم.
وعَروضيّاً، يغار على بحور الشعر، يحرُسها من أن يُنال من أصالتها واستمرارها.
وفي علم التحقيق و المخطوطات برز الطناحي محقِّقاً دخل ميدان تحقيق التراث بثقافة عالية، وقراءة محيطة، لم تتيسَّر لكثير من أبناء جيله، فانغمس في نصوص التراث وامتزج بها امتزاجاً عجيباً، وجعل التراث همَّه وسَدَمَه، وأطعمه لحمه، وسقاه دمه، فأبدع في تحقيقاته كلِّها.
ومفهرساً اعتنى بصُنع الفهارس وهو عمل جاف يابس، غير أن الطناحي في إخراجه للفهارس لم يكن جافاً، بل إنك تحسُّ فيه بدقة العالم وتصرُّف المتثبِّت.
أما أسلوبه فكان السهلَ الممتنع، وكان ذا بيان آسر واطِّراد متدفِّق، عبارتُه يسيرة سمحة، متأثراً بالقرآن الكريم. وكان يستشهد في كتاباته بالأحاديث والشعر والأمثال وأقوال العرب الفصيحة.
كما كان للنقد والتصحيح نصيب وافر عند الطناحي، من باب أن النقد يجبُر النقص ، ويُقيم العِوَج، ويُصلح المنآد. فكان يتقبَّله بقَبول حسن أيّاً كان مصدره، طيبة به نفسُه زاكياً به علمه.
أما أمانته العلمية فلا تحتاج إلى بحث واستقصاء وشواهد، فكلُّ ما كتب حافل بها، ينسب الكلام إلى قائله قليلاً كان أم كثيراً.
ويتمثَّل وفاؤه فيما كتبه عن مشايخه في كتبه، خصوصاً كتابه (مدخل إلى تاريخ نشر التراث العربي)، حيث أفاض في الحديث عن الشيخ محمد محيي الدين عبد الحميد، وعبد الغني عبد الخالق، والسيد أحمد صقر، ومحمود محمد شاكر.
وتمثل فيما أفرده من مقالات في شيوخه، منها: فؤاد السيد العالم الذي فقدناه، محمد رشاد عبد المطَّلب والديار التي خَلَت، محمود محمد شاكر ومنهجه في تحيق التراث، وغيرهم.
لقد كان الطناحي كريم الخلق وفياً، موقِّراً لأهل العلم، مترفِّعاً عن الماديات والمنصب التي تكالب عليها كثيرٌ من الناس، يأنس بحديثه محدِّثُه، ويستطيب فُكاهته ونوادرَه. وصفه الدكتور عبد العظيم الدِّيب بقوله: " إن في محمود الطناحي لرقةً وحلاوة، تجعلني أجزم بأن كلَّ من رآه ولم يقع في حبِّه وعشقه فاسدُ الذوق، مختلُّ المزاج، سيئ النفس، وتلك هبةٌ يهبها الله لمن يشاء من عباده".
تعريف بآثاره تأليفاً وتحقيقاً:
مؤلفاته:
1 - مدخل إلى تاريخ نشر التراث العربي.
2 - الموجز في مراجع التراجم والبلدان والمصنَّفات وتعريفات العلوم.
3 - فهارس كتاب غريب الحديث لأبي عبيد القاسم بن سلَّام.
4 - فهارس كتاب الأصول في النحو لابن السرَّاج.
5 - ديوان المعاني لأبي هلال العسكري، وشيءٌ من التحليل والعَروض والفهرسة.
6 - الفهرس الوصفيُّ لبعض نوادر المخطوطات بالمكتبة المركزيَّة بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.
7 - الكتاب المطبوع بمصر في القرن التاسعَ عشرَ.
8 - مُستقبل الثقافة العربية.
9 - وله عشراتُ الأبحاث والمقالات نُشرت في مجلَّات عدة.
تحقيقاته:
1 - النهاية في غريب الحديث والأثر لابن الأثير الجَزَري، (خمسة أجزاء).
2 - طبقات الشافعية الكبرى لابن السُّبكي، (عشرة أجزاء) بالاشتراك مع الدكتور عبد الفتاح الحلو.
3 - العِقد الثمين في تاريخ البلد الأمين، لتقيِّ الدين الفاسي ( الجزء الثامن).
4 - الغريبين، غريب القرآن والحديث، لأبي عُبيد الهَرَوي ( الجزء الأول).
5 - الفصول الخمسون في النحو، لابن معطي.
6 - تاج العروس شرح القاموس للزَّبيدي ( الأجزاء 16، 18، 20).
7 - مَنال الطالب في شرح طُوال الغرائب لابن الأثير الجَزَري.
8 - كتاب الشعر- أو شرح الأبيات المشكلة الإعراب- لأبي علي الفارسي ( جزآن).
9 - أمالي ابن الشَّجَري (ثلاثة أجزاء).
10 - ذكر النِّسوة المتعبِّدات الصوفيَّات، لأبي عبد الرحمن السُّلَمي.
11 - أعمار الأعيان ، لابن الجوزي.
12 - أُرجوزة قديمة في النحو لليَشْكُري.
بعض أقوال العلماء في الطناحي: مقتبسة من كتاب ( محمود الطناحي، ذكرى لن تغيب).
• لقد كان محمود الطناحي -أينما حلَّ- زينةَ المجالس التي تشنَّف لها الأسماع وتَشخَص لها الأبصار بحبٍّ وإعجاب وتقدير واحترام. (د. أحمد عرفات القاضي)
• عرفتُ فيه صفاء الطبع وكرم الخُلق والطبيعة المرحة، وروح الفُكاهة والظَّرف، وحسن الحديث وطلاوته. (د. أيمن فؤاد السيد).
• إن الراحل الكريم كان سفينةَ نحو وصرف وأدب ولغة، مكتظاً بالفرائد و الفوائد والنوادر. (حامد البحراوي).
• العلماء العاملون قليلون ، وأقلُّ منهم الزهَّاد الصادقون الذين يتحلَّون بالتواضع الخالص وساماً، ويتَّخذون الوفاء لأصدقائهم وأساتذتهم شعاراً، ويقدِّمون نفائس الأعمال العملية، وهم يرون أنفسهم مقصِّرين في حقِّ العلم عليهم وفي حقوق طلابهم عليهم، ومن هؤلاء الندرة كان أخونا الحبيب الأستاذ الدكتور محمود الطناحي، رحمة الله وغفر له. (د. محمد سليم العوَّا).
• من سَجاياه الخلقية: حسن الخلق وطيبة القلب ، وصفاء النفس ، ونقاء السريرة حبُّ الناس وإخلاص المودَّة والتوقير لأهل العلم ، وذلك مع جميع أساتذته وبخاصة أستاذه العلامة محمود شاكر رحمه الله، وعُرف عنه: عزَّة النفس والتواضع ولين الجانب، وطلاقة الوجه، وكان ذا روح مرحة هاشَّة باشَّة، يجمع بين الجدِّ وروح الدُّعابة، وجلسته لا تُمَلُّ في الجانبَين، فإن فاتحتَه بمسألة علميَّة تتصل بدائرة اختصاصه أفاض فيها ما يُشبع نهمك، وإذا أردت الطُّرفة والنُّكتة سمعت منه مايدخل في نفسك السرور والبهجة. (د. عبد الله عسيلان).
• كان عليه رحمة الله عالماً مثابراً صبوراً لا يملَّ من البحث والتنقيب، يعرف قيمة الوقت، ويحرص عليه كأنه يسابق الزمن. (د. فراج عطا سالم).
• وجهود محمود الطناحي في هذه المصادر التي قام بتحقيقها تضعه في مصافِّ كبار العلماء الذين نهضوا بهذه الرسالة الجليلة. (د. محمود علي مكي).
كتاب (محمود الطناحي، عالم العربيَّة وعاشق التراث)، للأستاذ أحمد العلاونة، وهو الكتاب رقم (9) في سلسلة: (علماء ومفكرون معاصرون، لمحات من حياتهم وتعريف بمؤلفاتهم) التي تصدرها دار القلم بدمشق، الطبعة الأولى، 1422هـ - 2001م.
المرجع:

تقييم:

0

0
مشاركة:


التعليق على الموضوع


لم يسجل بعد أي تعليق على هذه المشاركة !...

...........................................

=== إضافة تعليق جديد ===
الإسم:

نص التعليق:

انقل محتوى صويرة التحقق في الخانة أسفله:
الصورة غير ظاهرة