فضاءات العساكرة

العساكرة

فضاء الثقافة والمواضيع العامة

العضو الأكثر فعالية على مستوى الـبلدة
mahmoud sayed ali
مسجــل منــــذ: 2010-11-09
مجموع النقط: 4.6
إعلانات


القلق

يعتبر القلق من أكثر الأمراض النفسية انتشارًا بين العامة من الناس، وتصل نسبة الإصابة في النساء ضعفها عن الرجال. والقلق هو شعور بالخوف والتوتر مع ظهور بعض الأعراض الجسدية ويشمل تغيرات مزمنة في الإدراك الحسي والسلوك والوظائف الجسمية مما يسبب التنبه الزائد والتوتر ولذلك تجد المصابين بهذا الاضطراب قلقين بسبب أشياء بسيطة لا تستحق القلق مما يسبب تعكير دائم لحياة الإنسان أما القلق الطبيعي فهو الذي يحفز الإنسان على النجاح والاستعداد والتبكير في تنفيذ الواجبات مثل أوقات الاختبارات وقبل الزواج وقبل السفر وقبل العمليات الجراحية أما القلق المرضي فهو الذي يؤثر سلبياً على العمل والدراسة والعلاقات الاجتماعية وفيه يشكو المريض من أعراض القلق النفسية والجسدية ولا تتناسب هذه الأعراض في حجمها وشدتها ومدتها مع السبب.وللتعرف على هذا النوع من المرض النفسي دعونا نستعرض كتاب "مرض القلق" للدكتور/ دافيد شيهان والذي تناول فيه هذا المرض بالتفصيل بداية من تعريفه، أنواعه، أسبابه، حتى علاجه، ومراحل الشفاء منه.
ويبدأ الكتاب بتوضيح أنه يوجد نوعان من القلق، الأول هو القلق السوي وهو الذي يحدث في الأحوال العادية كرد فعل طبيعي على الضغط النفسي والخطر، فيبدأ الشعور بالاضطراب والارتجاف وزيادة نبضات القلب والتوتر، والثاني هو القلق المرضي ويبدوا أن ضحاياه قد ولدوا باستعداد وراثي له، وهو يبدأ عادة بنوبات من القلق تدهم المصابين فجأة أو بغتة دون إنذار أو سبب ظاهر، وهذا النوع من القلق يصيب نحو خمسة في المائة من السكان، ويصيب النساء بنسبة أكبر من الرجال، وتبدأ أغلب الحالات في أواخر العقد الثاني وأوائل العقد الثالث من العمر.
ثم يوضح الكتاب بعد ذلك أن هناك سبعة مراحل للمرض، المرحلة الأولى النوبات وهى عبارة عن نوبات تحدث مفاجئة وبدون أي سبب يشعر خلالها المريض بزيادة في ضربات القلب، خفة في الرأس ودوار، تنميل، فقدان التوازن، صعوبة التنفس، آلام الصدر، الإسهال، الصداع، الأفكار التسلطية والأفعال القهرية، استغراب الواقع وتفكك الشخصية.
المرحلة الثانية الهلع وهى تشبه النوبات السابقة ولكنها أكثر سوءا وأشد رعباً، المرحلة الثالثة توهم المرض حيث يتوهم المريض أن الأعراض السابقة تدل على إصابته بمرض بدني خطير، المرحلة الرابعة المخاوف المرضية المحدودة حيث أنه نتيجة لاستمرار نوبات الهلع ينتج لدى المريض نوع من الفوبيا أو المخاوف المرضية وهى تختلف من مريض لأخر، المرحلة الخامسة المراحل المرضية الاجتماعية حيث أنه في هذه المرحلة يتجنب المريض وجوده بين الناس ويفضل الوحدة حتى لايلاحظوا عليه أي أعراض، المرحلة السادسة التجنب الشامل بسبب المخاوف المرضية حيث تزداد قائمة المخاوف المرضية خاصة عند التواجد في الأماكن العامة مما قد يؤدي بالمريض للعزلة التامة، المرحلة السابعة الاكتئاب حيث يغلب التشائم والاكتئاب على المريض والذي تختلف أعراضه من مريض لأخر، وفي هذه المرحلة يشيع

الشعور بالذنب، وانعدام الجدارة، مع سيطرة الاتجاه السلبي المتشائم، كما أن القلق يوجد له مضاعفات أخرى مثل اضطراب النوم، فقدان الشهية، شرب الخمر، الفزع الليلي.
ثم ينتقل الكتاب بعد ذلك لاستعراض أسباب المرض والتي تتمثل في تفاعل قوى ثلاثة هى القوة البيلوجية حيث أنه قد يحدث اضطراب بيولجي أو اضطراب كميائي يكون هو السبب في ظهور المرض مثل أمراض القلب أو الاستعداد الوراثي أو اضطراب النواقل العصبية، القوة النفسية الشرطية فمن شأن العقل أن يستجيب لنوبات القلق التلقائية بأن يحاول تجنبها فيزداد عجز المريض وتقييده، قوة الضغط وتتمثل في الضغوط البيئية.
وتأتي بعد ذلك مرحلة العلاج والتي تتمثل في الوصول إلى التشخيص الصحيح، السيطرة على المرض عن طريق العلاج الدوائي، التغلب على المخاوف الشخصية عن طريق العلاج السلوكي، تناول المشكلات النفسية عن طريق العلاج النفسي، منع النكسات عن طريق توعية المريض ورعايته على المدى الطويل. وتأتي مرحلة الشفاء على عدة مراحل أولها مرحلة الشك في تفهم الطبيب للحالة جيداً ومدى جدوى العلاج، ثم مرحلة السيطرة حيث تزداد ثقة المريض في نفسه ويبدأ في السيطرة على مخاوفه المرضية، ثم مرحلة الاستقلال حيث تزداد قوة السيطرة لدى المريض وتكون لديه رغبة قوية في الانطلاق والاستقلال في كل تصرفاته، ثم مرحلة إعادة التكيف مع البيئة المحيطة والعائلة والأصدقاء
<span>وأخيراً فإنه ينبغي على المريض أن يعرف أن الشفاء التام قد يمتد لفترة طويلة وبالتالي يجب عليه المتابعة المستمرة مع الطبيب والانتظام في البرنامج العلاجي

هكذا نجد أن الكتاب قدم لنا معلومات قيمة جدا عن مرض القلق كأحد الأمراض النفسية التي يعاني منها نسبة غير قليلة من الناس، والذي قد يتسبب في كثير من الأحيان في أن يصل الإنسان إلى مرحلة الاكتئاب أو توقف حياته العملية فيصبح سجين عالمه الخاص، يهرب من أى تجمعات أو مواجهات ويعزل نفسه عن العالم

تقييم:

0

0
مشاركة:


التعليق على الموضوع

| نصرخفاجى | صفط الشرقية | 24/01/11 |
بارك الله فيك على هذه المعلومات القيمه

موفق باذن الله


...........................................

=== إضافة تعليق جديد ===
الإسم:

نص التعليق:

انقل محتوى صويرة التحقق في الخانة أسفله:
الصورة غير ظاهرة