فضاءات جنين بورزق

جنين بورزق

فضاء الثقافة والمواضيع العامة

العضو الأكثر فعالية على مستوى الـبلدية
حجيرة ابراهيم ابن الشهيد
مسجــل منــــذ: 2010-10-19
مجموع النقط: 3313.36
إعلانات


الرأي الرياح قد تجري بما لا تشتهيه السفن ل-عمار يزلي

يمثّل اليوم التصعيد الصهيوني، بعدوانه على لبنان الوحشي، آخر محطة له نحو رغبة حكومة الكيان في الذهاب سريعا إلى إشعال المنطقة برمتها، طمعا في جر الولايات المتحدة إلى مخططها التدميري، وهي الشريك والداعم للكيان، لكن بتصور ونهج مغاير في الطريقة لا في النتائج والأهداف. الكيان، يدفع بكل ما أوتي من قوة من أجل دفع الولايات المتحدة للتدخل، التي يعرف أنها لن تتخلى عنه أبدا، كونه يمثل رأس حربتها في الشرق الأوسط من أجل الهيمنة على الشرق الأوسط، كما تمثل أوكرانيا اليوم رأس الحربة تجاه روسيا وآسيا، وكما تمثل تايوان والمحيط الهندي والهادي، مركز ثقل مشروع الهيمنة على الصين.
الكيان الصهيوني، بعد فشله في إخضاع المقاومة في غزة، وفتح جبهات عليه من اليمن ولبنان والعراق، يريد أن يصل إلى ضرب إيران التي تمثل التهديد الوجودي الأكبر له، بحسب زعمه، وهو الموقف نفسه بالنسبة للولايات المتحدة التي ترى في إيران قوة مارقة متصاعدة، خاصة مع انخراطها في تعاون استراتيجي مع روسيا والصين، والبريكس كتكتل اقتصادي، قد يجعل منها لاعبا لا يمكن تجاوزه، وقوة إقليمية تصب في بحيرة الحلف الذي يتشكل من جديد: الحلف الشرقي الأسيوي، الذي بدوره قد يمتد إلى أذرع وقوى في أوربا وإفريقيا وأمريكا اللاتينية.
كل الخوف اليوم، أن يجبر الكيان الولايات المتحدة على الدخول، مرغمة، في حرب مدمِّرة يكون هدفها، بحسب الطغمة السياسية والعسكرية الصهيونية المتحكمة في أوصال الكيان اليوم، ضرب إيران وتدمير التراكمات والنجاحات الاقتصادية التي حققتها، رغم الحصار الاقتصادي والعقوبات التي لم تفلح في تدمير هذا البلد الذي يسعى، على العكس، إلى الانخراط مع الدول العربية والإقليمية، بما يحمي مصالح هذه الدول العربية والإسلامية المشتركة، بعيدا عن مصالح روَّجت لها “صفقة القرن” بدعم ومباركة اليمين الصهيوني والإنجيليين الصهاينة، العاملين على ما يسمونه “ليّ يد الإله”، تعالى عما يقولون، واستعجال عودة المسيح المخلّص وبناء الهيكل المزعوم. كل هذه المتغيرات تمثل اليوم ذروة الصلف الصهيوني المتمادي في الوحشية، بعد الإيلام الموجع الذي تكبّده بعد السابع من أكتوبر، حتى أنه لم يعد يستمع حتى لنصائح الحليف الاستراتيجي له، لتحقيق الانتصار، لكن بطرق أخرى، حفاظا عليه وعلى بقائه قوة مهيمنة في الشرق الأوسط.
الكيان الصهيوني، يبدو اليوم، كأيِّ حيوان جريح لا يفكر بعقل ولا يتصرَّف بمنطق، وكل ما يقوم به هو تصرُّف جنوني، وحشي، لا يمكن تقدير عواقبه، ويخشى من تصرفاته الرعناء حتى حلفاؤه المقربون، الذي تعبوا من أمل احتواء جموحه ولجم تصرّفاته وطموحاته المدفوعة من طرف مجانين العقيدة المنحرفة، الباحثين عن نهاية العالم القديم الذي يخلصهم من عالم “الأغيار”، ويمنحهم المُلك الذي ينتظرونه منذ آلاف السنين.
فتح جبهة لبنان، بعد الجنوب وتدمير غزة، من دون التمكن من إخضاع أهلها ومقاومتها، يحاول الكيان أن يعيد تجربة غزة المدمَّرة، خاصة وأنَّ رئيس وزرائه والباقي من حكومته الفاشية، أعلنوا أكثر من مرة، أنهم يعملون على تغيير وجه الشرق الأوسط كله، بكل ما أوتوا من قوة التقتيل والإبادة الجماعية وانتهاك لحقوق الإنسان وإزهاق أرواح آلاف الأطفال والنساء، حتى لا تنجب النساء جيلا آخر من المقاومين. إنهم يحاولون تطبيق نصوص من التوراة منسوبة كذبًا إلى النبيّ يوشع- عليه السلام-، وقد قالها رئيس وزرائهم بعظمة لسانه: “سنحقِّق رؤيا يوشع”، التي تزعم أنه قال: “لا تتركوا بشرا ولا حجرا ولا طفلا”.
لكن الرياح، قد تجري بما لا تشتهيه السفن.

الرأي

الرياح قد تجري بما لا تشتهيه السفن

عمار يزلي

2024/09/27


تقييم:

0

0
مشاركة:


التعليق على الموضوع


لم يسجل بعد أي تعليق على هذه المشاركة !...

...........................................

=== إضافة تعليق جديد ===
الإسم:

نص التعليق:

انقل محتوى صويرة التحقق في الخانة أسفله:
الصورة غير ظاهرة