فضاءات جنين بورزق

جنين بورزق

فضاء أعلام ورجالات وعوائل

العضو الأكثر فعالية على مستوى الـبلدية
حجيرة ابراهيم ابن الشهيد
مسجــل منــــذ: 2010-10-19
مجموع النقط: 3327.95
إعلانات


الشهيد هنيّة فيا لها من شهادة ل-أ.د - أ د. عمار طالبي/

فقدنا نحن في العالم الإسلامي مجاهدا مرابطا صابرا، لم يتوقف عن الجهاد يوما، ثائرا حكيما همّه الوحدة بين الفصائل الفلسطينية لتحقيق التحرير، فهو يؤمن بأن الثورة لا تحقق هدفها إلا بوحدة القيادة، ووحدة الوجهة، ووسائل الوصول إلى الحرية، ولهزيمة العدو، ولم يتردد في التنازل عن رئاسة الحكومة من أجل المصالحة الوطنية الشاملة، وتنازل عنها فعلا في يونيو/جوان 2014، وسلمها إلى السيد رامي الحمد الله، وقال عند تسليمه لرئاسة الحكومة: «إني أسلم اليوم الحكومة طواعية، وحرصا على نجاح الوحدة الوطنية والمقاومة بكل أشكالها في المرحلة القادمة».
حياته المجاهدة:
ولد إسماعيل عبد السلام أبو العبد أحمد هنية في 8ماي 1963، الأربعاء 15 ذو الحجة 1382هـ في مخيم الشاطئ بمدينة غزة، عندما كانت غزة تابعة للإدارة المصرية، وهو من أسرة من أسر اللاجئين، سنة 1948 وقد لجأ والده ووالدته من مدينة عسقلان بعد تلك النكبة الكارثية الإرهابية الصهيونية، تلقى تعليمه في غزة، ودرس بالأزهر الشريف، وفي الجامعة الإسلامية بغزة وتخرج منها سنة 1987 بإجازة في الأدب العربي كما حصل على الدكتوراه الفخرية من هذه الجامعة أيضا سنة 2009.
ومنذ أن كان طالبا انخرط في الكتلة الإسلامية فرع طلاب الإخوان المسلمين، الذي انبثقت منه حركة المقاومة الإسلامية حماس، وكان عضوا فعالا في مجلس طلبة الجامعة الإسلامية بغزة بين عامي 1983-1984 وتولى رئاسة مجلس الطلبة وكان هناك خلاف شديد بين الكتلة الإسلامية هذه، والشبيبة الفتحاوية التي كان يرأسها الخائن دحلان بعد ذلك، وتولى هنيّة منصب معيد ثم منصب مدير الشؤون الإدارية، وفي 25يوليو 2009 منحته إدارة الجامعة دكتوراه فخرية تقديرا لجهوده في خدمة القضية الفلسطينية.
سجنه الصهاينة سنة 1989 وبقي مسجونا ثلاث سنوات، ثم نفي إلى مرج الزهور، على الحدود بين لبنان وفلسطين مع جماعة من قادة حماس وهنالك أقام سنة كاملة وهي 1992.
بعد إقامته بمرج الزهور في المنفى رجع إلى غزة، وعيّن رئيسا للجامعة الإسلامية بمدينة غزة، ثم عيّن رئيسا لمكتبة المجاهد الشهيد أحمد ياسين الزعيم الروحي لحركة حماس رحمه الله تعالى وتعزّز موقعه الجهادي في حركة حماس أثناء انتفاضة الأقصى، بسبب علاقته الوطيدة بالشيخ أحمد ياسين، وفي سنة 2005 من شهر ديسمبر أصبح رئيسا لقائمة التغيير والإصلاح، ففازت بالأغلبية في الانتخابات التشريعية الفلسطينية الثانية سنة 2006.
وفي 16 فبراير 2006 رشحته حماس ليتولى منصب رئيس وزراء فلسطين، وتم تنصيبه في 20فبراير 2006، وهددته سلطة الصهاينة باغتياله إذا لم يطلق سراح الجندي الإسرائيلي الأسير، وهو جلعاد شاليط.
وقام رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس بعزله من منصب رئيس الوزراء عندما تولت كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري، لحركة حماس مراكز الأجهزة الأمنية في قطاع غزة، إلا أن الشهيد هنية رفض هذه الإقالة لأنها غير دستورية، فواصلت حكومته مهامها ولم يتخل عن مسؤوليته مع حكومته تجاه الشعب الفلسطيني، وقرر المجلس التشريعي الفلسطيني عدم مشروعية هذه الإقالة فإنها تصرّف غير قانوني، وواصل مهمته رئيسا للحكومة مصرفا للأعمال إلى أن منح المجلس التشريعي ثقته لحكومة أخرى، وفي سنة 2008 لما زرنا غزة صلّى بنا إماما في صلاة العشاء والتراويح، فأنت تراه إماما يصلي بالناس، وأحيانا مؤذنا، وأخرى منشدا لمدح الرسول صلى الله عليه وسلم فهو رجل قرآني مجاهد.
وفي ماي 2017 أصبح رئيسا للمكتب السياسي لحركة حماس، انتخب خلفا للأستاذ خالد مشعل، وهو عضو القيادة السياسية لحركة حماس، وكان رئيس نادي الجمعية الإسلامية لغزة، لمدة عشر سنوات، وتولى أمانة سير مجلس أمناء الجامعة الإسلامية بغزة، كما تولى إدارة الشؤون الأكاديمية في الجامعة الإسلامية وهو عضو لجنة الحوار العليا للحركة مع الفصائل الفلسطينية، والسلطة وعضو لجنة المتابعة العليا للانتفاضة ممثلا لحركة حماس، وحاولت أشرار الصهاينة وإرهابيوهم اغتياله مرة، وحاولت حركة فتح اغتياله مرتين، ولكن فشلت هذه المحاولات الثلاثة، وتعرض لغارة إسرائيلية ضد قادة حماس وجرح أثناء ذلك، كما جرح إثر الغارة اليهودية التي استهدفت الشيخ أحمد ياسين، وأطلقت عليه النار لدى عبوره معبر رفح فقتل أحد مرافقيه، وهو عبد الرحمن نصار وإصابة خمسة أشخاص من مرافقيه أيضا منهم ابنه عبد السلام، وأحمد يوسف مستشاره السياسي، وقصفت طائرة الاحتلال في معركة العصف المأكول منزله في مخيم الشاطئ ودمّر المنزل تماما.
ثم اغتيل يوم الأربعاء 25محرم 1446هـ/ 31 يوليو 2024م في طهران، بمقذوف في مكان إقامته، فكتب الله له الشهادة بعد استشهاد بعض أبنائه وأحفاده، إنها أسرة الشهداء، والمجاهدين فهذا الذي أصابه من غدر الصهاينة ومكرهم وجرائمهم، وصرحت جهات أمريكية أنها لا علم لها بهذا، إلا أنها بررت ذلك بأن الصهاينة لهم الحق في الدفاع عن أنفسهم، وهذا تشجيع لذلك الذي صفقوا له في الكونجرس، ما لم يصفقوا لأحد من رؤساء أمريكا لذلك انتفخ ناتنياهو، وملئ دماغه بالغرور، وظن أنه يفعل ما يشاء، ولا يسأل عما يفعل من إجرام، فأمريكا تحميه، فأمرت البوارج البحرية والمدمرات والطائرات وحاملاتها بالتحرك للدفاع عن أمن الصهاينة وأصبحت بلاد العرب مستعمرة برضاها لأمريكا.
إنه جعله ذلك التصفيق يطغى، وتسوّل له نفسه أن يصر على الحرب والقتل، قتل الأطفال، والأجنة للقضاء على جيل جديد، ولإبادة هؤلاء المجاهدين ولكن هيهات هيهات.
دفن الشهيد العظيم، صاحب الخلق الرفيع والزعامة العالية، بعد أن صلى عليه صلاة الجنازة كثير من قادة العالم العربي الإسلامي رحمه الله، وأنار قبره في مقبرة المؤسس لدولة قطر في الدوحة التي شرفها الله بمقامه الشريف، وجثمانه الطاهر، كلما استشهد بطل خلّفه أبطال، فهذا القسام أصبح جيشا يقاتل ويدوس على رقاب الصهاينة، ويدمر أجهزتهم الأمنية والاستخباراتية، فزالت هيبة جيشهم وأصابته الذلة والهوان أمام العالم.
كان يقول: «نحن قوم نعشق الموت كما يعشق أعداؤنا الحياة، نعشق الشهادة على ما مات عليه القادة، شدة الموت ولا الذلة».

كلمة حق

الشهيد هنيّة فيا لها من شهادة

المطور أرسل بريدا إلكترونيا2024-08-14

أ د. عمار طالبي/


تقييم:

0

0
مشاركة:


التعليق على الموضوع


لم يسجل بعد أي تعليق على هذه المشاركة !...

...........................................

=== إضافة تعليق جديد ===
الإسم:

نص التعليق:

انقل محتوى صويرة التحقق في الخانة أسفله:
الصورة غير ظاهرة