فضاءات جنين بورزق

جنين بورزق

فضاء أعلام ورجالات وعوائل

العضو الأكثر فعالية على مستوى الـبلدية
حجيرة ابراهيم ابن الشهيد
مسجــل منــــذ: 2010-10-19
مجموع النقط: 3327.95
إعلانات


الشهيد إسماعيل هنية بداية العظماء

الافتتاحية

الشهيد إسماعيل هنية بداية العظماء

المطور أرسل بريدا إلكترونيا2024-08-05

أ.د. عبد المجيد بيرم
رئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين/

لا تبْكِهِ فاليومَ بدْءُ حياتِهِ *** إنّ الشهيد يعيشُ حين يموت
إنّ في تاريخ الشعوب والأمم محطات مفصلية تمثل مصدر إلهام لكل من يريد أن ينعتق من ظلم الاستعمار ويتحرر من حياة الذل والمهانة ويسترجع الحرية والكرامة

وفي تاريخ الشعب الفلسطيني من هذه المحطات الكثير، فأبناء فلسطين لم يبخلوا بدمائهم لتحرير الأرض المقدسة من رجس المحتلين الصهاينة، وقدّموا القوافل تلو القوافل من الشهداء، ولا يزالون من غير منّة ولا استكثار، فزهرة المدائن «القدس» والأقصى والأرض المباركة يهون في سبيلها كل غال، ولم تبدأ القرابين مع طوفان الأقصى، بل بدأت من زمن بعيد، منذ محاولات الطامعين من الصليبيين، إلى زمن أم الاستعمار (بريطانيا) مع الصهاينة المعتدين، فكان منهم عزالدين القسّام و شيخ المجاهدين أحمد ياسين والدكتور فتحي الشقاقي والدكتور عبدالعزيز الرنتيسي والمجاهد يحيى عياش وأبو على مصطفى …والقائمة طويلة إلى أن وصلت إلى شهداء طوفان الأقصى والشهيد الرمز القائد إسماعيل هنية –رحمهم الله جميعا -الذي اغتالته يد الغدر والاجرام عصابات الصهاينة .
إنّ الاغتيالات التي تقوم بها دولة الاحتلال لشخصيات بارزة في المقاومة هي محاولة لإحراز نصر وهمي حينما عجزت عنه في الميدان، وهي دليل على الهزيمة والضعف؛ وهذا الكيان الصهيوني الغاصب لا يتورع عن القتل والتدمير بذريعة وبغير ذريعة، ويضرب بعرض الحائط كل القيم والمواثيق التي تواضعت عليها الإنسانية، وسيظل الفلسطينيون يدفعون ثمن انفلات وسعار هذا الاحتلال ما بقيت الأمة الإسلامية على هذه الحال من الضعف والهوان، فما من جدوى من استجداء دول وكيانات لا تؤمن إلاّ بحق القوة، لا بقوة الحق.

الأمة بين الحرص على الدنيا وتحقيق الكرامة
إنّ التعلق المفرط بالدنيا وملذاتها يجعل الأمم كالأفراد يؤدون ضريبة الذل من دمائهم وأموالهم وسمعتهم وكرامتهم …
ذلك أن «للذل ضريبة كما أنّ للكرامة ضريبة، وأنّ ضريبة الذل أفدح دون ريب، لأنّ أصحاب النفوس الضعيفة تختار الذل والمهانة هربا من التكاليف الثقال، فتعيش عيشة تافهة رخيصة». والحقيقة أنّ عزة الأمة وكرامتها وحريتها إنّما تكون ببذل الأرواح رخيصة من أجل تحرير المقدسات، والانتصار للمستضعفين والعيش بكرامة وعزة، وقديما قال المتنبي:
عش عزيزا أو مت وأنت كريم  بين طعن القنى وخفق البنود
وأطلب العز في لظى ودع  الذل ولو في جنان الخلود
إنّ العالم الإسلامي اليوم يعاني من انفصال في وحدته، وتنافر في وِجهته وتبلدٍ في مشاعره، ولم يعُد كما وصفه رسول الله صلى الله عليه وسلم: «كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى»، ذلك أنّ كل من يشدّ من عضد الفلسطينيين ويسندهم في محنتهم ويحاول أن يردّ العدوان عنهم في بعض البلاد العربية، لبنان واليمن، يطاله القتل والتدمير على أيدي الصهاينة، ومن شايعهم من الغرب المنافق، ومن تواطأ معهم من بني جلدتنا، دون اعتبار لأي قانون دولي أو إنساني، مع غياب وعجز تام للهيآت الدولية.

نموذج من التاريخ
لقد ألّف ابن حزم الأندلسي رسالة في الردّ على إسماعيل ابن النغريلة اليهودي الذي تجرأ على الطعن فيما هو من أقدس المقدسات عند المسلمين القرآن الكريم، ناقدا في مقدمة رسالته أهل زمانه، لانشغالهم عن نصرة دينهم وقرآنهم، وانكفائهم على الدنيا حتى تجرأ عليهم أهل القلة والذمة، يقول ابن حزم: «اللهم إنا نشكو إليك تشاغل أهل الممالك من أهل ملتنا بدنياهم عن إقامة دينهم، وبعمارة قصور يتركونها عما قريب عن عمارة شريعتهم اللازمة لهم في معادهم و دار قرارهم ، وبجمع أموال ربّما كانت سببا في انقراض أعمارهم، وعونا لأعدائهم عليهم، وعن حياطة ملتهم التي بها عزّوا في عاجلهم، وبها يرجون الفوز في آجلهم حتى استشرف أهل القلة والذمة، وانطلقت ألسنة أهل الكفر والشرك…»
واليوم قد داس الصهاينة على مقدسات المسلمين واستباحوا دماءهم وكرامتهم و حرماتهم، ولم ينل هذا الكيان الغاصب ما يستحقه من الجزاء …فالعلل التي أصابت المسلمين جرأت أعداء ملتهم أن ينالوا من مقدساتهم، وعلى رأسها أرواح المسلمين التي تزهق، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم حينما كان يطوف بالكعبة: «ما أطيبك وأطيب ريحك، ما أعظمك وأعظم حرمتك، والذي نفس محمد بيده لحرمة المؤمن أعظم عند الله حرمة منك، ماله ودمه»، ولا يقتضي هذا، التهوين من حرمة المقدسات كما يحلو لبعض المثبطين توجيهه.

الشهيد إسماعيل هنية رمز الوحدة والمقاومة
إنّ القائد أبا العبد الشهيد الحي بأعماله ومواقفه سيظل في ذاكرة الأجيال يستمد منه معاني البطولة والتضحية والوفاء والصبر والتواضع والحرص على وحدة الكلمة وجمع الشمل، وسيبقى رمزا للثبات والصمود على أن تتحرر فلسطين ويرحل الكيان الغاصب من غير رجعة، فرحمه الله رحمة واسعة وتقبله شهيدا وألحقه بالنبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا».
«من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدّلوا تبديلا»(الأحزاب: 23)
وفي موت قادتنا بعث لأمّتنا  هنيةٌ إن قضى فالجيش جرار
فاهنأ شهيدا بدار الخلد مغتبطا  سيفتدي قدسنا جندٌ وأبرار


تقييم:

0

0
مشاركة:


التعليق على الموضوع


لم يسجل بعد أي تعليق على هذه المشاركة !...

...........................................

=== إضافة تعليق جديد ===
الإسم:

نص التعليق:

انقل محتوى صويرة التحقق في الخانة أسفله:
الصورة غير ظاهرة