فضاءات أكادير (البلدية)

أكادير (البلدية)

فضاء الإبداعات الأدبية والفنية

العضو الأكثر فعالية على مستوى الـجماعة
محمد آيت علو
مسجــل منــــذ: 2020-12-29
مجموع النقط: 14.24
إعلانات


إصدار جديد: لستُ هنا / انتهى الوقت | للكاتب المغربي محمد آيت علو.

إصدار جديد: لستُ هنا / انتهى الوقت...

للكاتب المغربي محمد آيت علو.

حين تصيرُ الكتابة اختيار المترف بالممكنات

المغرب - صدر حديثا عن منشورات مؤسسة " الدار الأوروبية للنشر والتوزيع" عمل جديد للكاتب المغربي محمد آيت علو، والموسوم ب" لستُ هنا/ الزمنُ محدود" أو"انتهى الوقت" ، ويقع المؤلَّف في 88 ثمانية وثمانين صفحة من الحجم المتوسط، ISBN : 78-620-4-96049-49 ضمن جنس القصة القصيرة جدا، تضم مجموعة من القصص القصيرة جدا التي لا تتجاوز الصفحتين، ولقطات قصصية ومتوالية قصصية قصيرة جدا بطبعة جد أنيقة، ويأتي العمل استمرارا للنهج نفسه وللتجربة ذاتها في عملية تجريب محفوفة بالمخاطر والصعوبات التي تواجه عادة كل من يريد الخوض في بحر عوالم القصة والقصة القصيرة جدا كشكل سردي لمَّاح ينمازُ بعمقه وكثافته واختزاله، علاوة عن الترجمة والتي خاض غمارها ثلة من الأساتذة ومن تقديم ومراجعة الأكاديمية والكاتبة “فوجيل إيكاترينا” و”الكسندرا رايش” الجامعة الأوروبية للنشر، والذي جاءت اختياراته من نصوص أدبية آسرة وجادة، رسمت صور الأمل ومتعة الخيال، سعى من خلالها الكاتب: محمد آيت علو إلى توسيع آفاق القراء، وإخراجهم من ظلمات المألوف ، لغة إبداعية مختلفة، ممتزجة بالأمل والآمال والأحلام والخيال، وحالات الإنسان اليوم، حيثُ القلق والعزلة والاضطراب وتوالي الخيبات وأمراض العصر وغياب المعنى والثقة والقيم... وممارسة للحياة من دون إقبال؛ الأكل بلا شهية، النوم في أي وقت، ضعف الرغبة في السفر، شُحوب الطقوس والعادات الجميلة، الميل إلى العزلة، والعدول عن الرفقة في العلاقات الإنسانية، إنه طريق الجنون يتهدد الفرد والمجتمع اليوم، ويجعل الحياة بلا معنى.

حتى أضحى يجد في العزلة عزاءه وملاذهُ الأخير بعد معاشرته الطويلة للناس، عامة الناس. فبقدر ما يمتلك الإنسان أشياء كثيرة بداخله، بقدر ما يشتد استغناؤه عن الناس وعن العالم الخارجي، فتكون عزلته حاجة مُلحة كعزلة إيجابية، وتربية ذاتية، وكانتقاء لنوع من الألم، والتدرب على تصريف أفعال القلب بحرية العصامي ...أو ما يشبه الخلومن الخارج والهبوط الاضطراري في النفس بلا مظلة نجاة... وكاختيار المترف بالممكنات... وكاختيار حر، كما يكثر تأمله وتزداد حاجته للإبداع.

هذا وإن أي قراءة لهذه النصوص ينبغي أن تأخذ بعين الاعتبار سياقاتها المختلفة تكلّف الكاتب عناء التعبير عنها، بجمال الأسلوب وسمو الروح الشعور والاستبصار...وقد جاءت النماذج الأدبية المختارة التي أردنا أن تكون ممثلة و مجسدة لجوانب من عمل الكاتب محمد آيت علو في إطار عام هدفه: الخلخلة والخرق من أجل: "ترسيخ هوية الحداثة"، في محاولة"تحتضن التحول والاستمرارية". وهي نقطة الانطلاق التي ستكون المنفذ الوحيد لفهم علاقات نصوصها ووجود ظاهرة السرد فيها، لأنها عنصر يمنح المبدع حرية التعبير والدقة، ويسعى صاحبها أن يعثر على صوتِه الخاص، ولغتهِ الصافية، غير متقيد بخطة في الكتابة، وقد اشتمل المؤلَّف نصوصا باذخة ذات طابع حداثي تمتح من الواقع المعيش واليومي، نقرأ من أجوائها : "...حالة من التقوقع المخيف التي طحنت رأسه، وجعلته يغوص بين كتفيه، ضاغطا الجزء الأكبر من عنقه تحت ياقة القميص، تاركا معطفه الثقيل، والآن يهبط السلاليم العريضة في خفة طائر رافعا المكان إلى هيأته، فجأة يفتح الباب، ويطل برأسه ثم يقفله بسرعة، وقبل أن يفتح الباب ثانية توقف برهة كمن فطن إلى أن الشارع يعوم في سراب ووهم دائم، وباشتباكات الضغينة والشرور والمآسي...، يفتح الباب أخيراً كأنه نسي شيئا، لكنه لايطل...ويقفل الباب، لم يكن يعلم بأن شيئا قد انصرف من أمام بابه يحاول جاهداً اختلاس النظرات.! "

"..."...أنا لا أحب أحداً، فأحبابي ماتُوا من زمن، بعتهم في المزاد وبالعلن، بعتُهم بلا ثمن، وبلا كفن. أنا مقرف مثلكم، لأننا نعرف ملامس الأفعى، فإنها

وإن لانت، فهي تتقلب مثل الأحباب، والأصحاب، والحبـال، والزمان، كأي شيء فيه حركة، وفيه "دغل" مثل الحارة، والسيجارة، وكربطة عنق، كأسوار مدينة قديمة، كموسيقى صاخبة، كالوردة الذابلة، ومثل المال،كجناح ذبابة تعبث بها نملة، ككل شيء يورث الإحساس بالملل.

...أنا مقرفٌ، ومقرفةٌ الأيامُ التي جمعتنا، كم هي مقرفةُ كل الحقائق، تبا لكل الآمال، ولكل ماض، وكل آت، لا شيء غير الوهم، فلا ثقة بيننا، إني أحذرك مني ومنك، ومن كل شيء، وأعرف بأنك منافق ومخادع، ومع ذلك أتعامل معك، لأنني ليس لي عنك مهرب، فأنت كالهواء كالنار كالماء وكالتراب. أركلك أشربك أتنفسك ولكن، أحترق حين أتعامل معك! وياله من تعامل، مستحيل هذا التعامل مع البشر!؟"

كما تصوّر هذه النصوص الصراعات الحادة، وتختصر الواقع في سردٍ متخيّلٍ يحاكي الإشكاليات المتعددة برمزيةٍ تنضاف إليها الواقعية المعبّر عنها بأسلوبٍ ينطوي على أشكالٍ شتى من المتناقضات مثل الوجود والعدم والموت والحياة، ومصاير ضائعة مضطربة، وكما جاء في الدراسة للأستاذ “نور الدين النوني" ظاهرة السردية في كتابات الكاتب:محمد آيت علو."... إذ بمجرد انتهائك من قراءتها تحس إحساسا لا مثيل له بأنه لا طعم للحياة ما لم يكن الإنسان متشبعا بالأمل، متمسكا بروح المبادرة، إنه السرد بمقوماته وأساليبه زرع فينا ذلك، ولعلنا بذلك أمام متمكن من تقنياته متمرس بخباياه الفنية عارف بأساليبه الجمالية، لهذا جاءت نصوصه غاية في الجمال والمتعة، يجد فيها القارئ المبحر المتفسح ما يسعده…

إن ما يمكنه استخلاصه من هذا التحليل السردي لنصوص الكاتب المغربي محمد أيت علو أنه لم يغفل عن توظيف المقومات السردية، من أحداث وشخصيات وأزمنة وأمكنة...، وهذا إن دل على شيء إنما يدل على معرفة الفذة بأدبيات السرد الفني الراقي، الذي يحقق المقصود، وينفتح على تأويلات وتفسيرات متجددة، وما ذلك إلا لأنه عبر بلغة مختلفة، لغة يكثر فيها الجمال والسحر، ثم بالبنية السردية وما تكتنفه من أحداث وشخصيات وبيئة زمكانية، نكاد نقول إن أيت علو أضحى ممن ينبغي أن نعكف على كتبهم رصدا لكل ما يساهم في رقي اللغة والسرد على وجه عام.

معلومات إضافية:

الكاتب: محمد آيت علو.

مجال الكتاب: القصة.

تاريخ الصدور: 2023

Éditions U. Européennes دار النشر:


تقييم:

1

0
مشاركة:


التعليق على الموضوع


لم يسجل بعد أي تعليق على هذه المشاركة !...

...........................................

=== إضافة تعليق جديد ===
الإسم:

نص التعليق:

انقل محتوى صويرة التحقق في الخانة أسفله:
الصورة غير ظاهرة