فضاءات جنين بورزق

جنين بورزق

فضاء الثقافة والمواضيع العامة

العضو الأكثر فعالية على مستوى الـبلدية
حجيرة ابراهيم ابن الشهيد
مسجــل منــــذ: 2010-10-19
مجموع النقط: 3045.7
إعلانات


عاداتنا الرمضانية.. هل آن لها أن تتغيّر؟

كثير ممّن يسمعون الكلام عن التوبة في بداية رمضان، يظنّ الواحد منهم أنّه غير معنيّ بها، لأنّه يصلّي الصّلوات الخمس في المسجد، ويفتح المصحف كلّ يوم، وفوق ذلك فهو قد حجّ أو اعتمر والنّاس من حوله ينادون: “يا حاجّ”! وهذا من تلبيس إبليس، لأنْ لا أحد من بني آدم يسعه أن يستغني عن التوبة، وجميعنا معنيون بالتوبة إلى الله في رمضان وفي غير رمضان، امتثالا لأمر الله تعالى: ((وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُون)).
إذا كنت تصلّي في بيت الله الصلوات الخمس؛ فأنت في حاجة إلى التوبة من إضاعة الخشوع في الصلاة، وفي حاجة إلى إصلاح قسوة قلبك وجفاف عينك.. في حاجة إلى إصلاح لسانك الذي لا يتوقّف عن غيبة النّاس من حولك.. في حاجة إلى التوبة من النظر إلى الحرام بين الحين والآخر.. في حاجة إلى التوبة من الشُّح وإمساك المال.. من التقصير في حقّ والديك، من إخلاف عهودك، ومن المماطلة في سداد ديونك.. أنتِ أيتها المؤمنة في حاجة إلى التوبة من التهاون في شروط الحجاب وآدابه، ومن إضاعة الوقت في تفاهات مواقع وسائل التواصل…
وما دمنا أحوج ما نكون إلى التوبة وإلى مغفرة ذنوبنا وعتق رقابنا من النّار، فلا يليق بنا أبدا أن نصرّ على عاداتنا الخاطئة قبل شهر الغفران، ونصرّ فيه على معاص نقترفها قبله. لا يصحّ أبدا أن نصرّ على السّهر إلى وقت السّحر، ثمّ النّوم عن صلاة الفجر.. منكر وبيل أن يصرّ العبد في شهر التوبة والغفران على إضاعة صلاة الفجر، ومنكر أن يصرّ على أكل الحرام في مكان عمله بحجّة أنّه بات ساهرا ولم ينم بالليل! التهاون في العمل حرام في كلّ وقت وهو أشدّ حرمة وإثما في رمضان.
حرام أن نصرّ في شهر الصيام والتقلل من الدّنيا على الإسراف والتبذير وعلى شراء ما يزيد على حاجتنا وحاجة أسرنا.. حرام أن نرضخ لشهوات أنفسنا، فنحمل إلى بيوتنا ما تعجز الأيدي عن حمله إلا بمشقّة، ونشغل زوجاتنا وبناتنا في المطابخ، ونملأ الموائد بشتى الأصناف، ثمّ لا نأكل منها إلا قليلا، والباقي يرمى في المزابل.. تشير بعض الإحصاءات أنّ كمية الخبز الذي جمعه عمال النظافة من المزابل في رمضان العام الماضي في العاصمة وحدها، بلغ 40 طنا، أمّا حجم المخلفات فقد تجاوز في رمضان العام الماضي في العاصمة وحدها 90 ألف طنّ! أ هذا شهر الصيام أم شهر الإسراف والتبذير؟ نفقات البيوت تتضاعف مرتين وفي بعضها 3 مرات.. من كان ينفق قبل رمضان 3 ملايين، ينفق في شهر الصيام 6 ملايين أو أكثر! التاجر الذي يكسب 5 ملايين قبل رمضان ربحا، تتجاوز أرباحه في رمضان 15 مليونا، وهكذا.
والله لو كانت الأمّة الإسلامية مكتفية في كلّ بلدانها وأقطارها، وكان المسلمون كلّهم يشبعون، لكان حراما علينا أن نبذّر، كيف وكثير من إخواننا يشكون إلى الله الجوع والعري والفقر والحاجة، في مخيمات اللجوء في سوريا وفي بورما وفي الصومال وفي بلدان أفريقية كثيرة؟! كيف نبذّر وبيننا أسر فقيرة لا تكاد توفّر ضروريات العيش؟! كيف وبيننا أسر قد أرهقتها الديون؟! كيف وبيننا أطفال أبرياء يبكون الليل والنهار من الأمراض والآلام ينتظرون صدقاتنا ليخضعوا لعمليات جراحية تخلصهم من الآلام والمعاناة؟!

عاداتنا الرمضانية.. هل آن لها أن تتغيّر؟

سلطان بركاني

2023/03/20


تقييم:

0

0
مشاركة:


التعليق على الموضوع


لم يسجل بعد أي تعليق على هذه المشاركة !...

...........................................

=== إضافة تعليق جديد ===
الإسم:

نص التعليق:

انقل محتوى صويرة التحقق في الخانة أسفله:
الصورة غير ظاهرة