فضاءات غور الصافي

غور الصافي

فضاء الثقافة والمواضيع العامة

العضو الأكثر فعالية على مستوى الـبلدة
خالد عطية الحشوش
مسجــل منــــذ: 2011-01-02
مجموع النقط: 11
إعلانات


طواحين السكر


طواحين السكر .. ارث معماري راسخ في غور الصافي منذ عهد الايوبيين
الدستور - يوسف خليفات
في الوقت الذي الذي تتعدد فيه المواقع والأماكن الأثرية في مناطقالاردن ، فإن الشواهد والوقائع تدل على أن منطقة غور الصافي تزخر بمثل تلكالمواقع
التي كانت عامرة ومأهولة بالاستيطان البشري على مر العصورالقديمة بحسب المراجع والدراسات التاريخية ، وعلى بعد كيلو متر واحد جنوب بلدة غورالصافي هناك موقع (طواحين السكر) أو (تل الشيخ عيسى) الذي يعد من الأماكن الأثريةوالسياحية البارزة إلى جانب موقع كهف نبي الله لوط علية السلام المطل من الجهةالشرقية على بلدة غور الصافي.
وكشفت الحفريات الأثرية التي جرت من قبل دائرة الآثار العامةوالبعثات الأجنبية عام 1986 في هذا الموقع وجود 40 معملا كمصنع لتكرير قصب السكرإبان الفترتين الأيوبية والمملوكية (القرن 11 - 12 ميلادي) إذ يحتوي على بقايالقنوات ري ومراجل تستخدم لغلي الماء وغرف لطحن وتخزين قصب السكر والشمندر
ويشكل هذا الموقع من الناحية التاريخية الأثر البارز والمتبقي مننوعه في أخدود وادي الأردن إذ تشير الدلائل أن منطقة غور الصافي وحتى منتصفالستينيات كانت تشتهر بزراعة قصب السكر والشمندر بكثرة نظرا لوفرة المياه وخصوبةالتربة ، ما أدى إلى ازدهارها بصناعة السكر وجعلها مركزا تجاريا هاما
و كشفت الحفريات قبل خمسة سنوات عن وجود موقع بطول 500 مترببمحاذاة تل الشيخ عيسى او طواحين السكر يحتوي على أعمدة ذات أشكال هندسية تشبهالأعمدة التي تستخدم في بناء الكنائس الدينية ، يعتقد أنها تعود للعهد البيزنطي ،ما يدلل على ان هناك كنيسة في تلك الحقبة الزمنية القديمة إضافة لوجود الأدواتالنحاسية والقطع الفخارية والزجاجية تشكل بمحتواها حضارة تاريخية لأناس سكنوا تلكالمنطقة.
وعلى بعد أمتار من موقع طواحين السكر هناك بناء قديم مصنوع منالطين والحجارة الهندسية على شكل بيضاوي من الداخل يتوسطه حجر كبير ومثقوب يطلق 3
على هذا المبنى (المشنقة) يروى انه كان يستعمل لإعدام الفارين منالخدمة في تلك الحقبة الزمنية إضافة لوجود مقبرة أثرية بمساحة 200 دونم يعوداستخدامها منذ العصور البرونزية ولغاية الفترة البيزنطية تشتمل على الآلاف منالمدافن الفردية والجماعية.
وإذا أردنا أن نفهم ماهية هذه الطواحين المائية وطريقة عملهافيجب القول انه حين لم تكن هناك آلات تدار بواسطة الكهرباء أو الوقود فإن الإنسانعلى مبدأ الحاجة أم الاختراع قد بنى الطواحين لإنتاج الطحين و البرغل والتي تعملبقوة الماء الذي كان متوفرا بكثرة في ذلك الوقت ، ولهذا فقد بنيت الطواحين علىجوانب الأنهار.
وتتكون من جب قُطْرُه حوالي المتر وعمقه من أربعة إلى خمسة أمتاريتم تحويل جزء من المياه الجارية في النهر إليه عن طريق ساقية عريضة
بعد أن يتم حصر الماء وتجميعه ضمن سد صغير يعرف باسم السكر لتصبفيه بحيث يمتلئ الجب إلى أعلاه بالماء ويكون في أسفله فتحة صغيرة ليخرج منها الماءمضغوطا بتأثير ثقله بسبب ارتفاع الجب ليصطدم بزعنفة خشبية على شكل الناعورة ولكنهاأفقية وفي وسطها محور معدني يرتفع إلى الأعلى ليخترق الغرفة التي تعلوه والتي يتوضععلى أرضها حجر الطاحون الثابت على ارض الغرفة ، وهو مفرغ من الوسط ليمر ضمنه المحورالمعدني ويكون مستديرا وكبيرا وبقطر لا يقل عن المتر
ويعلوه حجر الطاحون الثاني المتحرك الذي يخترقه المحور المعدنينفسه ويحركه بتأثير ضغط الماء ويكون في أعلاه فتحة ليوضع فيها القمح ويدخل مابينالحجرين وكما كانت المسافة بين الحجر الثابت والمتحرك قليلة يخرج القمح على شكلطحين من على جوانب الحجر الثابت أما إذا كان المطلوب البرغل فإن القمح الذي يكونأصحابه قد قاموا بسلقه ثم تجفيفه في الشمس قبل فترة فإنه يعاد نقعه في الماء وتزادالمسافة بين الحجرين قليلا ليخرج منها البرغل الذي كان المونة الأساسية والوجبةالرئيسية في ذلك الوقت لأغلب الأهالي ، والبرغل الناتج بهذه الطريقة يكون خليطا منالأجزاء يسمى الكبير جدا منها الحرابة ثم يأتي البرغل الخشن ومن ثم الناعم أماالجزء الناعم جدا فيسمى الفريفيرة ويتم فصل هذه الأجزاء عن بعضها في البيوتوبالطريقة اليدوية ولكل جزء منها الأكلات التي تناسبه.
أما الجزء الأكبر من هذه الطواحين فقد جف الماء في سواقيه حيثتراكمت الأتربة حتى سدتها كما في الطاحونة التي بجانب نبع العروس أما عند جسر بيتعواد فكانت طاحونة احمد إدريس التي تهدمت ونمت عليها النباتات المتسلقة والشجيراتالتي تمنعك من الوصول إليها.. أما الطاحون التي حافظت على شكل البرج الذي يحوي الجبومن تحتها الغرفة التي فيها حجر الرحى فهي في قرية المهيري على النهر بينالحارتين.
واكبر هذه الطواحين والتي لم يتبق منها سوى الساقية الطويلة التيرفعت على جدار على شكل أقواس وبطول حوالي المائة متر فهي طاحون بولس في قرية مجيدلولازال الجدار الحامل لها قائما لغاية اليوم.

تقييم:

1

0
مشاركة:


التعليق على الموضوع


لم يسجل بعد أي تعليق على هذه المشاركة !...

...........................................

=== إضافة تعليق جديد ===
الإسم:

نص التعليق:

انقل محتوى صويرة التحقق في الخانة أسفله:
الصورة غير ظاهرة