فضاءات جنين بورزق

جنين بورزق

فضاء أعلام ورجالات وعوائل

العضو الأكثر فعالية على مستوى الـبلدية
حجيرة ابراهيم ابن الشهيد
مسجــل منــــذ: 2010-10-19
مجموع النقط: 2946.93
إعلانات


ثورة واستقلال وشهادة.. نوفمبر شهر الانتصارات بقلم: د. عبير عبد الرحمن ثابت 2022/11/22

يرتدى نوفمبر بخلاف كل الأشهر عباءة القدر حاملاً فيها مناسبات فلسطينية جزائرية ثلاث، ليبدأ الأول منه بذكرى الثورة الجزائرية الموافق 1 نوفمبرمن العام 1952 التي دحرت المحتل الفرنسي عن أراضيها بمليون ونصف شهيد وبمنتصفه يحمل ذكرى إعلان استقلال فلسطين من قصر الصنوبر بالجزائر في 15 نوفمبرمن العام 1988.

ولِما لهاتين المناسبتين من مكانة في قلب الشهيد ياسر عرفات، أبت روحه إلا أن تتشبث بعباءة نوفمبر لتكون ذكرى ثالثة تستظل بظله وتنتصر للثورة والاستقلال بنيل الشهادة في 11 نوفمبرمن العام 2004 .

وبعد مرور ثمانية عشر عاما على رحيل قائد الثورة الفلسطينية الشهيد ياسر عرفات نستذكر كل من دعم وساند القضية الفلسطينية والأشقاء العرب وأحرار العالم، ولكننا أثرنا الحديث عن دور الجزائر في القضية الفلسطينية لما كان لها من مكانة في قلب شهيدنا البطل أبو عمار وما قدمته الجزائر لنصرة القضية الفلسطينية وما زالت تقدمه.

تاريخ العلاقات الفلسطينية الجزائرية لا يُخفى عن أحد فهو حافل بالمواقف السياسية الشجاعة للجزائر، ولعل استذكارنا له من باب الوفاء للشقيقة الجزائر، فقد احتضنت الجزائر الثورة الفلسطينية وتعاملت معها بأنها ثورتها ودعمتها بالمال والسلاح والخبرات والتدريب العسكري، وقد أطلق هواري بومدين كلمته الشهيرة قبل انطلاق الثورة الفلسطينية عام 1965 “طلقة رصاص على الصهاينة أفضل من خطاب في جمعية الأمم المتحدة”، ولم يترك مناسبة إلا ويعلن عن دعم بلاده للثورة الفلسطينية وأنه معها في كل الخيارات.

كانت للجزائر مشاركة قوية في المواجهة الفلسطينية الصهيونية سواء في الحروب أو السلم، وكان شعار القيادة الجزائرية وما زال أن حرية واستقلال الجزائر لن يكتمل إلا باستقلال فلسطين، فالكرامة الفلسطينية مكملة للكرامة الجزائرية، ولم يتوان رجال السياسة والدين والمجتمع المدني عن تعميق حب القضية الفلسطينية في وجدان وذاكرة الشعب الجزائري بكافة أطيافه الاجتماعية، وحافظت الجزائر على وحدة الشعب الفلسطيني ولم تحاول الاصطفاف مع طرف ضد طرف.

وبعد انتصار الثورة الجزائرية في ربيع عام 1962 حرص الرئيس أحمد بن بلّا على مساعدة الثوار الفلسطينيين، وكان مكتب حركة فتح أول مكتب رسمي للحركة في عام 1963 في الدول العربية، وتمكن الشهيد خليل الوزير -بتوليه مسؤولية مكتب فتح بالجزائر- من توثيق العلاقات مع الحكومة والشعب الجزائري، وعقد في الجزائر أول صفقة عسكرية فلسطينية، وكان مكتب حركة فتح في الجزائر مركز الاتصال بالحركة في أوروبا والعديد من الدول العربية، وكانت أول إذاعة فلسطينية من الجزائر منذ عام 1970 وحتى عام 1995 والتي وصل بثها إلى أوروبا وإفريقيا واستراليا وغيرهم من دول العالم.

وكانت الجزائر أول من احتضن المجلس الوطني الفلسطيني في دورة الاستقلال، وأول من اعترف بدولة فلسطين حينما أعلن الشهيد الراحل ياسر عرفات استقلال دولة فلسطين من أراضيها في نوفمبر 1988. وكانت مقولة هواري بومدين “نحن مع فلسطين ظالمة أو مظلومة ” ركيزة محبة ومساعدة الجزائر شعبا وقيادة لفلسطين.

وقد فتحت الجزائر أبوابها لمئات البعثات الدراسية وخرّجت آلاف الطلبة الفلسطينيين من كافة التخصصات ومنحتنا العلم والشهادة، واحتضنت الثورة الفلسطينية بعد الخروج من لبنان عام 1982 ووفرت لهم كل سبل الحياة، وسمحت لعقد كافة المؤتمرات الفلسطينية الخاصة باتحادات الطلبة والعمال والمرأة والنقابات وغيرها .

لقد كانت للجزائر مشاركة قوية في المواجهة الفلسطينية الصهيونية سواء في الحروب أو السلم، وكان شعار القيادة الجزائرية وما زال أن حرية واستقلال الجزائر لن يكتمل إلا باستقلال فلسطين، فالكرامة الفلسطينية مكملة للكرامة الجزائرية، ولم يتوان رجال السياسة والدين والمجتمع المدني عن تعميق حب القضية الفلسطينية في وجدان وذاكرة الشعب الجزائري بكافة أطيافه الاجتماعية، وحافظت الجزائر على وحدة الشعب الفلسطيني ولم تحاول الاصطفاف مع طرف ضد طرف كما فعل البعض بل وقفت دور الوسيط المحافظ على وحدة الدم الفلسطيني، وقد دعت الأطراف الفلسطينية المنقسمة طوال فترة الانقسام إلى ضرورة الاتفاق على وثيقة المصالحة الفلسطينية والتمسك بوحدة البيت الفلسطيني ونجحت فيما سعت إليه.

وكانت القضية الفلسطينية وما زالت أهم القضايا في ملف السياسة الخارجية للجزائر، وقد نستذكر مقولة غولدا مائير رئيس الحكومة الإسرائيلية السابقة حينما قالت “نحمد الله أنه لا توجد حدودٌ مشتركة مع الجزائر”، والتي تُثبت مدى اهتمام القيادة الجزائرية بالقضية الفلسطينية وتخوف الكيان الصهيوني من هذا الاهتمام .

في الجزائر لا تشعر بغربة ولا اغتراب على أرض الثورة والثوار لما تجده من معاملة إنسانية من الشعب الجزائري وعدم تفرقة أو تمييز بينك وبين أي جزائري، فالجزائري الذي يدرس تاريخ فلسطين كمقرر أساس كما يدرس تاريخ الجزائر تجده أخا وصديقا لا يتوانى عن تقديم المساعدة والعون لك وتحسيسك دوما أنك في بلدك .

الجزائر هذه البلاد التي أعطت فلسطين وشعبها الكثير ولم تستغل ذلك في ممارسة أي دور إقليمي لها، وفى كل المحطات التي مرت بها القضية الفلسطينية لم تتدخل الجزائر بالشأن الداخلي الفلسطيني، وبالرَّغم من كل المتغيِّرات الدولية من ربيع عربي وهيمنة أمريكية وسقوط أنظمة ومحاولة دولية لتحييد الدور الجزائري في القضية الفلسطينية إلا أن القيادة الجزائرية بقيادة بوتفليقة لم تتخلّ عن الشعب الفلسطيني ودعمته سواء بمواقف سياسية أو اقتصادية، ولم تغير مواقفها تجاه الكيان الصهيوني الذي هرول إليه الكثير من الدول العربية لإقامة علاقة سرية أو علنية بخلاف الجزائر التي ما زالت ترفض أي علاقة مع هذا الكيان، بدون منح الفلسطينيين حقوقهم وإقامة دولتهم المستقلة .

للجزائر وشعبها المعطاء وقيادتها في هذه الذكرى لرحيل قائد الثورة الفلسطينية ننحى اعترافاً وتقديراً لما قدمته وتقدمه للشعب الفلسطيني، وسنبقى حافظين للجميل ومحافظين على الأخوّة الجزائرية، وداعين الله الحفظ والسلام والأمان للشقيقة الجزائر وقيادتها الحكيمة.


تقييم:

0

0
مشاركة:


التعليق على الموضوع


لم يسجل بعد أي تعليق على هذه المشاركة !...

...........................................

=== إضافة تعليق جديد ===
الإسم:

نص التعليق:

انقل محتوى صويرة التحقق في الخانة أسفله:
الصورة غير ظاهرة