فضاءات جنين بورزق

جنين بورزق

فضاء الثقافة والمواضيع العامة

العضو الأكثر فعالية على مستوى الـبلدية
حجيرة ابراهيم ابن الشهيد
مسجــل منــــذ: 2010-10-19
مجموع النقط: 3047.38
إعلانات


نباح فرنسي

كانت فرنسا المجرمة تعتبر اللغة العربية في وطنها الجزائر لغة “أجنبية” ( !!!) فتمنع تدريسها وتغلق مدارسها، وتسجن معلميها الأحرار وتغرّمهم وتنفيهم من بلدانهم. وكانت حجة فرنسا الداحضة في ذلك المنع والتحريم هي أن اللغة العربية ثلاثة لغات، لغة “جاهلية” قديمة لا تصلح لهذا العصر، ولغة دارجة قاصرة عن التعبير عن الحضارة، ولغة عربية معاصرة، وهي “أجنبية”، فلعنة الله والملائكة والناس أجمعين على فرنسا وعملائها إلى يوم الدين..
إن الخطوة الرمزية التي أقدمت عليها الجزائر بالكتابة على الورقة النقدية الجديدة من فئة الألفي دينار باللغتين العربية والإنجليزية فقط جعلت الفرنسيين يتميزون من الغيظ، ويعضون على الجزائر الأنامل، لأنهم مايزالون يحلمون بالجزائر التي كانوا يعتبرونها (Trois départements) تابعة لوزارة الداخلية الفرنسية، وأن الجزائر لا يفصلها عن فرنسا إلا البحر المتوسط، كما يقسم باريس نهر السين.
لقد أصيب بعض الفرنسيين بـ”السّعار”، فنبحوا كثيرا حتى تردد نباحهم عندنا، ومن هذا “النباح” ما تقيّأه أحدهم، وهو: متى سيكون رد فعل من حكّامنا؟ متى سيتوقفون عن الخضوع للجزائر؟”، (الجريدة الشروق اليومي 3/11/2022، ص6).
وبلغ “نباح” أحدهم درجة عالية جعلته يقول: “إن البلد الذي كرّرنا له الاعتذارات والتوبة هو الجزائر، التي يبدو أنها تستمتع بإهانتنا خلال زيارة الوزيرة الأولى إليزابيث بورن قبل أسابيع رفقة 15 وزيرا، تمت إهانتنا بوضع لافتات بالعربية والإنجليزية دون أي كلمة بالفرنسية”. (جريدة الشروق اليومي 3/11/2022 ص6)، والأعجب هو أن بعض هذا النباح صادر عمّن يسميهم “بعضنا”: “أصدقاء الجزائر ( !!!)، والمفروض أن كل الجزائريين، لو كانوا يسمعون أو يعقلون، هم على مذهب إمامهم محمد البشير الإبراهيمي القائل: “وإلى الآن لم يرزقنا الله حاسة ندرك بها الفرق بين فرنسي وآخر من الطراز الذي أدركناه، بل الذي أدركناه وشهدت به التجارب القطعية أنهم نسخ من كتاب” (آثار الإمام الإبراهيمي ج 3 ص 95)، وهانحن أبناء وأحفاد الإمام الإبراهيمي أدركنا من لم يدركهم هو من الفرنسيين فإذا هم نسخ عن أسلافهم.
وإذا كان الأمير المجاهد عبد القادر قد استثنى نابليون الثالث من حكمه على كل الفرنسيين فأنا لا أستثني منهم أحدا، فنابوليون الثالث إذا كان قد أطلق سراح الأمير من السجن فإنه ظل مستعبدا للجزائريين حتى أتاه ملك الموت. (انظر رأي الأمير في الفرنسيين الذي رواه عنه الرحالة الألماني هاينريش فون مانتسن في كتابه: ثلاث سنوات في شمال غربي إفريقيا، ج1 ص 261).
يتداول الجيجليون مقولة للأستاذ المناضل العربي غولة الذي شهد غضب أحد الفرنسيين لأن تاجرا لم يفهم ما يريد، فقال له: أنت “غبي” لأنك لم تتعلم الفرنسية وقد عشت طول عمرك تحت حكمنا. فرد عليه الأستاذ العربي بلسان فرنسي أفصح من لسانه قائلا: أنت أكثر غباء لعدم تعلمك لسان قوم تتديّر أرضهم طول عمرك، فمتى يتوقف الفرنسيون عن هذا “التعاظم” الكاذب ويدركون أن لغتهم نفسها لم تبق فرنسية صافية بل صارت كما قال أحد الظرفاء “Franglais” لكثرة ما دخلها من مفردات الإنجليزية.

نباح فرنسي

محمد الهادي الحسني

2022/11/09


تقييم:

0

0
مشاركة:


التعليق على الموضوع


لم يسجل بعد أي تعليق على هذه المشاركة !...

...........................................

=== إضافة تعليق جديد ===
الإسم:

نص التعليق:

انقل محتوى صويرة التحقق في الخانة أسفله:
الصورة غير ظاهرة