فضاءات بشار

بشار

فضاء القرآن الكريم والسنة النبوية

العضو الأكثر فعالية على مستوى الـبلدية
ابو زكرياء ابراهيم
مسجــل منــــذ: 2010-10-15
مجموع النقط: 1623.45
إعلانات


عبرة ..من يوم الهجره… : 2022-08-15 أ. عادل بن جغلولي*/

إن المتأمل ليوم هجرة المصطفى العدنان من مكة بلاد الكفر والوثنية إلى رحاب المدينة المنورة حيث الأمن والإيمان، وإذ نتكلم عن هذا الحدث العظيم الذي أراده الله تعالى أن يكون المنعرج الحاسم أو نقطة انعطاف في تاريخ البشرية نريد أن نسلط الضوء على جوهرة من جواهره وعبرة من العبر المتعددة التى نستمدها من هذا اليوم المبارك الأجل .
فالنبى عليه الصلاة والسلام لما بعثه الله تعالى لم يبعثه لكي يعلم الناس الصلاة والزكاة وغيرها من فرائض الإسلام فحسب، وإلا بقي في غار حراء يتعبد ويأمر الناس وكفى، وإنما بعثه كذلك ليقيم شعائره وشريعته على الناس كافة ﴿ إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ﴾(سورة النساء)…
لذلك لما ضاقت على رسولنا الحبيب مكة ومحيطها ولما ضايقه قومه ولم يجد الحرية لجأ إلى المدينة ليكمل البناء الذي أرسى قواعده في مكة فكانت المهمة التالية بعد مرحلة بناء النفس والعقيدة وهي بناء الدولة وإرساء قواعدها وتنظيم هياكلها، فعلى صعيد المجتمع عمل على تماسك المجتمع وتكاتفه فآخى بين المهاجرين والأنصار ووأد فتنة الأوس والخزرج، ثم قام بإبرام معاهدات ومواثيق مع اليهود والقبائل المحيطة بالمدينة…
فديننا ليس دين رهبنة ولا صوامع فلا رهبانية في الإسلام كما قال صلى الله عليه وسلم، وشريعتنا ليست شريعة دع مالله لله وما لقيصر لقيصر، يقول الإمام أبو حامد الغزالي “الدين والسلطان توأمان الدين أصل والسلطان حارس وما لا أصل له فمهدوم ومالا حارس له فضائع” ، ويقول صاحب الظِلال -رحمه الله-: (ولن يكون الإسلام شعائر وعبادات أو إشراقات وسبحات، أو تهذيباً خُلُقياً وإرشاداً روحياً، دون أن يتبع هذا كله آثاره العملية ممثلة في منهج للحياة موصول بالله الذي تتوجه إليه القلوب بالعبادات والشعائر والإشراقات والسبحات، والذي تستشعر القلوب تقواه فتتهذب وترشد.. فإن هذا كله يبقى معَطلاً لا أثر له في حياة البشر ما لم تنصب آثاره في نظام اجتماعي يعيش الناس في إطاره النظيف المضيء(…..(في ظلال القرآن ص78 ).
إذا كان الإسلام هو العبادات والشعائر فقط، فما قيمة آيات الأحكام وآيات الحدود وآيات التشريع إذن؟..{وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُصِيبَهُمْ بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ * أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ} … الآية
فرسولنا الكريم إنما بعثه الله ليقيم الدين ويسوس الدنيا وما دون ذلك فإنما هو تناقض صريح في فهم الدين الصحيح:{أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ…} الآية، وإننا نخشى أن نكون قد نقضنا جميع عرى الإسلام كما أشار إلى ذلك الرسول صلى الله عليه وسلم : (لتنقضن عرى الإسلام عروة عروة، فكلما انتقضت عروة تشبث الناس بالتي تليها، وأولهن نقضاً الحكم وآخرهن الصلاة) رواه أحمد
إنما أردنا أن نذكر الأمة والذكرى تنفع المؤمنين بمسألة الاعتماد على الشريعة كمرجعية رئيسية وأساسية يحتكم إليها الناس في كل شؤونهم دقيقها وجليلها وهي مسألة عقدية تعبدية بالدرجة الأولى ولها انعكاساتها الاجتماعية والسياسية من ناحية أخرى وما الهرج والمرج الذي أصاب أمتنا إنما هو نتيجة لزحزحة الشريعة من مكانها الأصلى السيادي (…وما لم تحكم أئمتهم بكتاب الله ويتخيروا مما أنزل الله إلا جعل الله بأسهم بينهم (…حديث صحيح رواه ابن ماجة والحاكم.
ردنا الله جميعا إلى دينه ردا جميلا- آمين-

عضو ب ج ع م ج شعبة ولاية المسيلة مكلف بالإعلام


تقييم:

0

0
مشاركة:


التعليق على الموضوع


لم يسجل بعد أي تعليق على هذه المشاركة !...

...........................................

=== إضافة تعليق جديد ===
الإسم:

نص التعليق:

انقل محتوى صويرة التحقق في الخانة أسفله:
الصورة غير ظاهرة