فضاءات بشار

بشار

فضاء المتغيبين وقدماء الأصدقاء

العضو الأكثر فعالية على مستوى الـبلدية
ابو زكرياء ابراهيم
مسجــل منــــذ: 2010-10-15
مجموع النقط: 1579.48
إعلانات


.. بل هو واجب**/ ل-أ -د-محمد الهادي الحسني 2022/06/2

.. بل هو واجب

قبل أن أعلّق على أحد أسس النماذج التربوية في العالم الذي أشار إليه الأخ الكريم الدكتور مصطفى عشوي، أودُّ أن أهنِّئه بعودته إلى الجزائر حبيبه الأول على مذهب القائل:
نقِّل فؤادك حيث شئت من الهوى فما الحبُّ إلا للحبيب الأول
كم منزل في الأرض يألفه الفتى وحنينه أبدا لأول منزل
ذلك لأنَّ الأخ مصطفى خطّت الأقدار في صحيفته أن يعيش بضع سنين في دولة الكويت الشقيقة مقدِّما لها تجربته الغنية في الميدان الذي يسره إليه الله -عزّ وجل- وهو ميدان التربية وعلم النفس، ولا يحتاج الأمر إلى التأكيد على أهمية هذا الميدان، إذ هو ميدان أخير خلق الله -عز وجل- وهو سيد محمد -عليه من الله أفضل صلاة وأزكى السلام- فمرحبا بالأخ مصطفى في وطنه، الذي ينتظر منه.
لا أعلّق على محتوى ما كتبه، لأنني لست من أهل الذكر في هذا الميدان، ولكنني وددت أن أعلّق على أحد النماذج التربوية كما نظّر لها بعض الغربيين، الذين قسَّموا نماذج التربية والتعليم إلى ثلاثة نماذج هي: نموذج الرأسمال البشري، ونموذج حقوق الإنسان، ونموذج القدرة أو الكفاءة. (أنظر جريدة الشروق اليومي ليوم 27-6- 2022 ص 16).
إذا كانت الدولُ المتقدِّمة تعتبر العلم “حقا” من حقوق الإنسان، فإنَّ الإسلام يرفعه إلى درجة “الواجب والفرض”، وذلك في أول آيةٍ كريمة أنزلها رب العالمين، وهي قوله عز وجّل: “اقرأ باسم ربِّك الذي خلق، خلق الإنسان من علق…”، وما أجمل قول الشاعر أحمد شوقي في هذا الشأن:
ونودي “اقرأ”، تعالى الله قائلها لم تتصل قبلَ من قيلت له بفم
فالحقُّ يمكن للإنسان أن ينزل عنه دون أن يحاسَب على ذلك، وأما الواجب فهو مما لا يمكن للإنسان أن ينزل عنه، والتخلي عنه يستوجب المساءلة والجزاء.. فالعلم “فريضة” على كل مسلم ذكرا كان أو أنثى.. والأمر بالعلم جاء قبل الأمر بالإيمان وأركانه وبالإسلام وقواعده.
لم يكتفِ الإسلامُ، الدّينُ القيم، يجعل العلم فريضة كما جاء في حديث من لم يخرج من بين شفتيه الكريمتين إلا الحق، وإنما فرض عقابا على من لا يعلم، فقد جاء في حديث لرسول الله عليه الصلاة والسلام قوله: “من سُئِل عن علم وكتمه ألجمه الله لجاما من نار…”، وفي رواية: “من علمه الله علما وكتمه ألجمه الله لجاما من النار”، أو كما قال صلى الله عليه وسلم.
إن ما ردَّ أمتنا أسفل سافلين في سلمِّ الحضارة إلا هجرُها للعلم، أو حصرُه في جزئيات الفقه وفروعه، وحرمانُ نصف المجتمع من أداء واجب طلب العلم، والبخل عن طالب العلم ومعلمه..
إن الإمام ابن باديس، إدراكا منه لقيمة العلم ودوره في تحرير الشعوب وإنهاضها، لم ينتظر أن يُسأل عما علّمه الله، وإنما جعله همَّه الأول والآخر، من غير أن يأخذ في مقابل تعليمه دينارا ولا درهما، فقد كفاه والدُه همَّ طلب العيش، واكتفى من هذا العيش بلُقيمات أقمن صلبه… فرحم الله الإمام المفرَد العَلَم، وهنيئا لنا وللأخ مصطفى بعودته إلى من جمع لها الله الحُسنَ جميعه، وجعل في كل جزيرة جزءا منه.


تقييم:

0

0
مشاركة:


التعليق على الموضوع


لم يسجل بعد أي تعليق على هذه المشاركة !...

...........................................

=== إضافة تعليق جديد ===
الإسم:

نص التعليق:

انقل محتوى صويرة التحقق في الخانة أسفله:
الصورة غير ظاهرة