فضاءات جنين بورزق

جنين بورزق

فضاء الثقافة والمواضيع العامة

العضو الأكثر فعالية على مستوى الـبلدية
حجيرة ابراهيم ابن الشهيد
مسجــل منــــذ: 2010-10-19
مجموع النقط: 2946.93
إعلانات


هكذا يكافئ الصهاينةُ عملاءهم

هكذا يكافئ الصهاينةُ عملاءهم

نشرت صحفٌ عبرية منذ أيام قصّة عميلةٍ إيرانية تُدعى ندى أمين رفض الاحتلالُ منحها جنسيّته، وحرمها من العمل ومن “حقّ” الإقامة، ومن امتيازات أخرى و”حقوق” كلاجئة في الكيان، وهذا بالرغم من كلّ “الخدمات” التي قدّمتها هذه الصُّحفية العميلة للاحتلال في السنوات الماضية على حسابي بلدها، قبل أن تلجأ إليه منذ نحو 3 سنوات.

وأعربت الصُّحفية الإيرانية العميلة عن صدمتها الكبيرة وخيبتها المريرة في الاحتلال، وقالت إنّها “كانت تعتقد أنّ إسرائيل دولة ديمقراطية!” وأضافت “لقد قاموا باستغلالي، إسرائيل استثمرت قصّتي لكي تُقنع العالم بأنها أنقذتني، وبأنني صهيونية، والآن المخابرات تعارض منحي إقامةً، معي ابنتي ووالدها إسرائيليّ، إلى أين سأذهب، وماذا سأقول لها؟!”.

وتعيش ندى الآن لدى “صديق” صهيونيٍّ يوفّر لها المأوى والطعام والشراب، ولا ريب أنّ ذلك لن يكون بالمجان.

قصّة هذه الخائنة لبلدها تذكّرنا بالكثير من عملاء الاحتلال التابعين لما كان يُسمّى “جيش لبنان الجنوبي”، والذين حاربوا إلى جانبه لتأبيد احتلاله للبنان ومنع تحرّره، لكنّ بمجرّد أن دحره حزب الله في ماي 2000، وأجبره على الهروب تحت وابل صواريخه، فرّ المئاتُ من جيش أنطوان لحد إلى فلسطين المحتلة وهم يأملون بأن يستقبلهم الاحتلالُ ويوفّر لهم رغد العيش، لكنّه قابلهم باحتقار وتجاهل وهمّشهم وأهانهم، وانتهى المطافُ بالكثير منهم خدما في مهن بسيطة أو باعة فلافل وخضر في الأسواق، وكان بعضُهم يبيت في حظائر الحيوانات لأنه لم يجد أيّ مأوى، وهو الجزاءُ العادل للعملاء الذين يخونون وطنهم، ولعلّ الجميع يتذكر بهذا الصدد ما حدث لخونة الثورة الجزائرية “الحركى” الذين طالما اشتكوا، بكلّ مرارةٍ وأسى، تهميشَ الحكومة الفرنسية لهم قرابة 60 سنة كاملة من الاستقلال، وكيف تعرّضوا للاحتقار والإذلال وحُشروا وعائلاتهم في غيتوهات تفتقر إلى أدنى شروط العيش الكريم.

ولا ريب أنّ صور العملاء الأفغان الذين ناصروا الاحتلال الأمريكي لبلادهم، وهم يُهرَعون إلى مطار كابول ويتعلّقون بأجنحة الطائرات الأمريكية وعجلاتها، أملا بالنجاة ومغادرة أفغانستان، لا تزال ماثلة في الأذهان؛ إذ عُثِر على أشلاء بعضهم موتى في عجلات الطائرات وسقط آخرون من الجوّ، لأن الأمريكيين رفضوا اصطحابهم معهم بذريعة عدم توفّر أماكن كافية للجميع، لكنّ الصور المسرَّبة فيما بعد من داخل الطائرات الأمريكية كانت صادمة جدا ومهينة للعملاء؛ فقد كانت الكثير من مقاعد الدرجة الأولى فارغة، وكانت كلابُ الجنودِ الأمريكيين المنسحبين تنتقل من مقعدٍ إلى آخر، وهي رسالة أمريكية واضحة للخونة مفادها أنّ الكلاب أعلى شأنا منكم!

تُرى ماذا لو سقطت يومًا أنظمة التطبيع والعار التي باعت فلسطين والقدس وقبلة المسلمين الأولى بدم بارد مقابل حماية الاحتلال لها وانتزاع مكاسب سياسية واقتصادية، و”اضطرّ” حكامُها إلى الهروب إلى الكيان الصهيوني للاحتماء به من غضب شعوبهم؟ الأكيد أن حال هؤلاء المنبطحين لن يختلف عن حال وزير المالية الأفغاني خالد بايندا الذي هرب إلى الولايات المتحدة فور “انسحاب” قواتها من أفغانستان وسقوط نظام أشرف غني في أوت 2021، وربما كان يعتقد أنّ سيدّه الأمريكي سيقدّر له تفانيه في خدمة الاحتلال ويوفّر له رغد العيش هناك، لكنّه تجاهله تماما، ما دفعه إلى البحث عن أيّ منصب شغل بسيط، وفي النهاية قبلَ “معالي الوزير” بأن يعمل سائقَ أجرة في شركة “أوبر” بولاية فرجينيا ليتمكّن من إطعام أطفاله الأربعة، وهذا كثيرٌ على أمثاله!

حسين لقرع

2022/06/14


تقييم:

0

0
مشاركة:


التعليق على الموضوع


لم يسجل بعد أي تعليق على هذه المشاركة !...

...........................................

=== إضافة تعليق جديد ===
الإسم:

نص التعليق:

انقل محتوى صويرة التحقق في الخانة أسفله:
الصورة غير ظاهرة