فضاءات بشار

بشار

فضاء الثقافة والمواضيع العامة

العضو الأكثر فعالية على مستوى الـبلدية
ابو زكرياء ابراهيم
مسجــل منــــذ: 2010-10-15
مجموع النقط: 1619.56
إعلانات


عيد سعيد .. جدا

عيد سعيد .. جدا

عبد الناصر بن عيسى

2022/05/03

لو قارنّا عيد الفطر المبارك السابق، والذي قبله، مع عيد الفطر الحالي، لوجدنا أمورنا أحسن بكثير مما كانت عليه، سواء صحيا أو ماليا أو اجتماعيا، وهو ما يفتح شهية العطاء والبذل، من أجل سنوات أفضل تُنسينا عقود الإرهاب والجفاف والفساد، التي خنقت البلاد، وجعلتها تتراجع بشكل مريع في جميع المجالات.

فقد بلغت أرقام الإصابات والوفيات بفيروس كورونا أصفارا مبشرة بالخير، وهو ما جعل رئيس الجمهورية في تهنئة العيد الأخيرة، يصف الحالة بالانتصار، فأمضى القائمون على القطاع الصحي عيدا سعيدا جدا، اختلف في مشاعره عن مشاعر الألم والحزن والخوف التي اعتصرتهم وسجنتهم في الموسمين الماضيين، كما ارتفع سعر النفط في الأسواق العالمية، وصار بترول الجزائر وخاصة غازها أمنية ثمينة جدا، بالنسبة للبلدان الصناعية الكبرى التي صارت تتقرب من الجزائر وتطلب ودّها، وهي التي كانت لا ترى فيها سوى “مخاطر”، تتحرك في الخارطة الأوروبية، وهو ما سيفتح كل أبواب الاستثمارات الكبرى، التي ستكون هذه المرة تحت شعار وهدف “رابح رابح”، في مجال المناجم والخدمات والفلاحة والطاقة والصناعة والسياحة، بعد أن كانت الخسارة هي عنوان كل استثمارات “الهبل” التي أتعبتنا وجسّدت سنوات الفساد، كما منّ الله علينا بزخات من الغيث، الذي أنعش آمالا في موسم فلاحي ومائي متميز، يدعّم الأمن الغذائي المأمول، ويجعل من كل مشروع فلاحي قابل لأن يحقق النجاح، ضمن محاولات جادة لأجل الاستقلال الغذائي، ويجعل مسار الصناعات الخفيفة والتحويلية في الطريق الآمن والصحيح.

إذا عدنا إلى هذه الأمور المُبشرة التي بعثت الأمل في القلوب، نرى بأن يد الإنسان شبه غائبة فيها، فغالبيتها من رحمة الله بالعباد وبالبلاد، ففي الوقت الذي مازالت بلاد العالم في آسيا وأوروبا وفي القارة الأمريكية، تتجرع من كؤوس الوباء القاتل، انتصرت الجزائر بمشيئة الخالق على جزع الوباء، وفي الوقت الذي تتألم مئات البلدان في العالم من غلاء البنزين والكهرباء، تجد الجزائر نفسها مُقبلة على إعادة احتياطيها من الصرف من العملة الصعبة إلى حالته المنتعشة التي كانت في سنة 2013 بفضل مداخيل النفط، وفي الوقت الذي أعلنت دول مجاورة وأخرى في جنوب القارة العجوز عن جفاف، قد يزيد من أوجاعها الغذائية المضافة إلى غلاء مختلف المواد الأساسية في الأسواق العالمية.

أليس من واجبنا الآن أن نحمد الله على عيد فطر سعيد جدا، والحمد الحقيقي لا يكون بالتكرار اللفظي، وإنما بالانطلاق في تثمين هذه الخيرات الصحية والمالية والفلاحية التي منحنا الله إياها، من أجل التأسيس لنهضة بناء شاملة في جميع المجالات، فقد صرنا نشعر ونلمس بأن الله يحب هذه الأرض الطاهرة ويحميها من الشر، وحان الوقت لأن نحبها نحن أيضا بالقول وبالفعل.


تقييم:

0

0
مشاركة:


التعليق على الموضوع


لم يسجل بعد أي تعليق على هذه المشاركة !...

...........................................

=== إضافة تعليق جديد ===
الإسم:

نص التعليق:

انقل محتوى صويرة التحقق في الخانة أسفله:
الصورة غير ظاهرة