فضاءات جنين بورزق

جنين بورزق

فضاء أعلام ورجالات وعوائل

العضو الأكثر فعالية على مستوى الـبلدية
حجيرة ابراهيم ابن الشهيد
مسجــل منــــذ: 2010-10-19
مجموع النقط: 2946.93
إعلانات


أنوار رمضان/ أول معركة فى الإسلام.. غزوة بدر.. يوم الفرق

 
تحقيق سهير طاهر
 
 

 

غزوة بدر معركة فاصلة في تاريخ المسلمين
 

 

العلماء: الإسلام شرع الدفاع عن الدين والوطن ونهى عن الاعتداء على أحد

 

 

تعد غزوة بدر، أو كما ذُكرت فى القرآن الكريم الفرقان، معركة فاصلة فى تاريخ المسلمين، فهى أول معركة فى الإسلام، وهى كانت على مرحلتين الأولى بدر الصغرى فيها حاول المسلمون مناوشة قافلة لقريش وسميت ببدر الصغرى، أما الثانية فهى المعركة الحقيقية بدر الكبرى التى وقعت فى يوم السابع عشر من رمضان، ووصفها القرآن الكريم بيوم الفرقان، وحدث ذلك بعد أقل من عامين من هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم للمدينة المنورة، وبدأ القتال فيها عند بئر قرب المدينة تسمى بئر بدر فسميت الغزوة على اسم هذه البئر، وشاركت الملائكة فيها لتُثبت المسلمين القلة ولتشعرهم بأن الله عزوجل معهم من فوق سبع سموات، «إذ يوحى ربك إلى الملائكة أنى معكم فثبتوا الذين آمنوا سألقى فى قلوب الذين كفروا الرعب فاضربوا فوق الأعناق واضربوا منهم كل بنان».

 

 

يقول الدكتور السعيد محمد على من كبار علماء الأزهر والأوقاف: شاء الله سبحانه أن يقيم سننه فى أرضه على يد نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وأن يظهر عزة الإسلام ونصرة المسلمين وهم يواجهون المشركين فى اللقاء الأول المسلح فى الإسلام بين جنود الكفار وجنود المسلمين فى غزوة بدر فى السنة الثانية من الهجرة النبوية، فى ذلك الوقت أحب النبى عليه الصلاة والسلام أن ينتصر لا لنفسه ولكن لنصرة دين الله سبحانه وتعالى ومعه صحابته وقد أهلهم ليكونوا جندا لله كما أراد سبحانه وتعالى، فاستعد الرسول لليلة بدر خير استعداد وجعل ينادى مولاه عزوجل اللهم انصر عبادك اللهم انصر عبادك واستجاب الحق سبحانه وتعالى، وفى صبيحة بدر كانت المواجهة بعدد قليل من المؤمنين، ولكن الله سبحانه وتعالى أبدل هذه الأعداد القليلة بأعداد غفيرة من الملائكة، فكان عدد المسلمين ثلاثمائة وأربعة عشر رجلا، فى المقابل كان عدد جيش المشركين تسعمائة وخمسين، فكان نصر الله تعالى قال عز وجل «كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله»، وقد أذن الله بالنصر فأنزل ملائكة ينصرون جند الإسلام قال سبحانه وتعالى: «لقد نصركم الله ببدر وأنتم أذلة فاتقوا الله لعلكم تشكرون إذ تقول للمؤمنين ألن يكفيكم أن يمدكم ربكم بثلاثة آلاف من الملائكة منزلين بلى إن تصبروا وتتقوا ويأتوكم من فورهم هذا يمددكم ربكم بخمسة آلاف من الملائكة مسومين» منهم ثلاثة آلاف منزلين وخمسة آلاف مسومين، أى معَلَمين ومدربين، وفى سورة الأنفال قال تعالى: «إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم أنى ممدكم بألف من الملائكة مردفين»، وبذلك يصل عددهم إلى تسعة آلاف من الملائكة.

دروس وعبر

فأيد الله جيش المسلمين بأن أوحى إلى الملائكة أنى معكم، فكانت الملائكة لها أكثر من دور يؤيدون ويثبتون جند المسلمين المؤمنين وينصرونهم، وقال الرسول عليه الصلاة والسلام لأبى بكر رضى الله عنه هذا هو جبريل عليه السلام أمين وحى السماء، وأيضا قال عليه الصلاة والسلام هذه مصارع أبى جهل وذكر اسماء لرجال للمشركين، مما يؤكد أن الملائكة بالفعل كانت تُرى ويؤكد بشرى هزيمة المشركين وانتصار المسلمين عليهم، بل تحديد مصارع فلان وفلان من صناديد الشرك، وعلى هذا يأتى نصر الله لأوليائه كما وعد الله رسوله، فالله ينصر أنبياءه وينصر المجاهدين الصادقين، وقد قال سبحانه وتعالى: «إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا فى الحياة الدنيا ويوم يقوم الاشهاد»، من هذا يتبين لنا أن نصر الله وإن كان عزيزا ولكنه قريب من الذين آمنوا به، وهذا الدرس الأول من دروس غزوة بدر الكبرى. أما الدرس الثانى يعلمنا أن حسابات الله تختلف عن أى حسابات، فملك واحد من ملائكته يكفى لتحقيق النصر بل وزيادة، فما أوتى الملائكة من القوة والقدرة ما يستحيل أن يصل إليه البشر جميعا، فقد جعل الله ملائكته يقومون بأمره، كما أننا نتعلم أيضا من هذه الدروس أن يكون الانسان على حق فلا يعتدى ولا يظلم لكى ينصره الله، فدائما النصر للمظلومين وليس للظالمين، فقد أخذ الله تعالى على نفسه عهدا أن ينصر المظلوم ولو بعد حين، كما جاء فى الحديث القدس «وعزتى وجلالى لأنصرنك ولو بعد حين».

الدفاع عن الدين والوطن واجب

ويؤكد الدكتور محمود مهنا من كبار علماء الأزهر، أن الإسلام هو الدين الوحيد فى العالم الذى لا يأمر أحدا بالاعتداء على أحد، ولكنه أمر المسلمين أن يردوا كيد أعدائهم، ومن هنا جاءت قريش بقيادة أكابرها وعلى رأسهم أبو جهل يريد قتال النبى صلى الله عليه وسلم، فأعد النبى عليه الصلاة والسلام جنود الإسلام وكانوا قلة قليلة، ولكن هذا العدد قاتل قتال الأبطال مع نبيهم دفاعا عن الإسلام والوطن، وقتل النبى منهم سبعين كافرا وأسر سبعين أخرين، ثم بعد ذلك عفا عن الأسرى بشرط، إما أن يدفع مالا أو أن يعلم القراءة والكتابة لعشرة من المسلمين، جاء هذا فى سورة الأنفال فيقول الله تعالى: «كما أخرجك ربك من بيتك بالحق وإن فريقا من المؤمنين لكارهون يجادلونك فى الحق بعد ما تبين كأنما يساقون إلى الموت وهم ينظرون»، وكان النصر حليفا للمسلمين فأمدهم الله تعالى بالملائكة جنودا لينصروا الإسلام رغم قلة عددهم، ومن هذه الغزوة نرى نبينا حثنا على أن الله من يثبته يقيض له الأسباب مما يطمئن قلوبهم، وأن الحفاظ على الدفاع عن الوطن والأعراض والأموال هى الغاية الكبرى لتشريع القتال فى الإسلام، كما حرص الإسلام على ألا نقتل أحدا إلا إذا اعتدى علينا، وهذه هى الشريعة الإسلامية قد جاءت لنشر السلام والسلم والأمن والأمان، و أن دين الإسلام أمر بعدم البغى أو الظلم لأحد.

 

 

تقييم:

0

0
مشاركة:


التعليق على الموضوع


لم يسجل بعد أي تعليق على هذه المشاركة !...

...........................................

=== إضافة تعليق جديد ===
الإسم:

نص التعليق:

انقل محتوى صويرة التحقق في الخانة أسفله:
الصورة غير ظاهرة