فضاءات جنين بورزق

جنين بورزق

فضاء القرآن الكريم والسنة النبوية

العضو الأكثر فعالية على مستوى الـبلدية
حجيرة ابراهيم ابن الشهيد
مسجــل منــــذ: 2010-10-19
مجموع النقط: 2946.93
إعلانات


.. الذي وفّى

.. الذي وفّى

يحتفل “المسلمون” الثلاثاء بعيد الأضحى، الذي صيّروه بأفعالهم الشيناء “غير مبارك” و”غير سعيد”، وسيبقى كذلك ما بقوا على ما هم عليه، ولم يغيروا ما بأنفسهم حتى يغير الله – عز وجل – ما بهم.

إن هذا العيد يقع في أيام الحج الأكبر، الذي هو الركن الخامس من أركان الإسلام الخمسة بعد الشهادتين، والصلاة، والزكاة، والصوم.

ليس هناك ركن من أركان الإسلام ارتبطت شعائره ومناسكه بنبي من الأنبياء إلا هذا العيد، الذي ارتبطت شعائره ومناسكه بـ”آدم النبوّة”، وهو سيدنا إبراهيم عليه السلام، وعلى آل بيته المكرمين، فإبراهيم هو الذي رفع وإسماعيل القواعد من البيت، وطهّراه للطائفين والرّكع السجود، وهو الذي أذّن- بأمر من الله – في الناس بالحج، وزمزم والسعي بين الصفا والمروة يذكران بهاجر وابنها اسماعيل، والأضحية ورمي الجمرات تذكير بإبراهيم الذي صدّق الرؤيا، وإسماعيل الذي أجاب أباه بقوله: “افعل ما تؤمر” وإبراهيم هو الذي شرفنا بأن سمّانا المسلمين.

لقد ذكر إبراهيم في القرآن الكريم سبعين مرة، وأحصى بعض العلماء صفاته وشمائله التي وردت في كتاب الله فوجدها ثلاثين، بعضها وهبيّ من الله – عز وجل- وهو أعلم حيث يجعل رسالاته، وبعضها كسبيّ من عمل إبراهيم وعزمه.

إن هذه الصفات “الإبراهيمية” جمعت في القرآن الكريم صفتين اثنتين:

*) أولاهما أن إبراهيم – عليه السلام- “وفى” كما جاء في القرآن الكريم. وقد نبّهني إلى هذه الصفة أخ كريم، فإبراهيم “وفّى” – بشهادة من يعلم الجليّ من الأمور والخفيّ – بكل ما أمره به ربه وما نهاه عنه توفيّة غير منقوصة، ولعل هذا ما أدّى إلى قرن اسمه وآله – في الصلاة الإبراهيمية باسم سيد الخلق وحبيب الحق عليهما السلام.

*) وثانيتهما هي وصف الله – عز وجل في القرآن الكريم لإبراهيم بأنه “كان أمة”، فظاهر هذه الجملة ينبئ بأن إبراهيم اجتمع فيه من كريم الصفات وحميد الشمائل ما تفرق في غيره من عباد الله الطيبين، ولا يفوقه في هذه الصفات الكريمة والشمائل الحسنة إلا محمد – صلى الله عليه وسلم-

جاء في القرآن الكريم أن إبراهيم هو “أبونا”، وهو الذي شرّفنا فسمانا “المسلمين”، ويفترض في الأبناء أن يتشبهوا بأبيهم، ويقتدوا به، ولكن أكثرهم في هذا العصر لم يقبضوا من أثر أبيهم ولو شيئا قليلا، فكانوا عملا غير صالح.. ومن كان في ريب من هذا فليسرح طرفه في هذه الرقعة الممتدة من مشرق الشمس إلى مغربها المسماة “العالم الإسلامي” يرتد إليه طرفه خاسئا وهو حسير، لأنه لا يرى ما يسر الناظر، ولا يسمع ما يبهج الخاطر، مما أشمت بنا الأعداء، الذين صاروا للـ “محمّدين” أولياء..

محمد الهادي الحسني

2021/07/18


تقييم:

0

0
مشاركة:


التعليق على الموضوع


لم يسجل بعد أي تعليق على هذه المشاركة !...

...........................................

=== إضافة تعليق جديد ===
الإسم:

نص التعليق:

انقل محتوى صويرة التحقق في الخانة أسفله:
الصورة غير ظاهرة