فضاءات جنين بورزق

جنين بورزق

فضاء الأخبار والمستجدات

العضو الأكثر فعالية على مستوى الـبلدية
حجيرة ابراهيم ابن الشهيد
مسجــل منــــذ: 2010-10-19
مجموع النقط: 3050.2
إعلانات


فيروس كورونا يغيّب الإعلامي سليمان بخليلي

فيروس كورونا يغيّب الإعلامي سليمان بخليلي

رحيل خادم القرآن وفارس العربية وعرّاب الإعلام الهادف

منير ركاب / م.عبد الرحمان / بلقاسم حوام / وردة بوجملين

2021/07/02

شكّل الرحيل المفاجئ للإعلامي سليمان بخليلي، صدمة وسط الجزائريين، وهو الذي طمأن محبيه قبل أيام بأن حالته تتحسن وسيخرج منتصرا من معركته مع الفيروس الغدار، الذي خطف أحد أكثر المثقفين والإعلاميين المحبوبين لدى عامة الجزائريين والذي صنع الاستثناء في بيئة رديئة..

كيف لا والراحل كان خادما للقرآن وفارسا للغة العربية وصاحب أكثر البرامج الدينية والثقافية الهادفة شهرة، والتي طالما زينت شاشات رمضان، وكان آخر ما قاله الفقيد على صفحته على الفايسبوك وهو يصارع المرض “أريد أن أخرج.. أريد أن أنطلق لكني كطير في قفص..”، لينتقل بخليلي فجر الجمعة إلى جوار ربه عن عمر يناهز 58 سنة بعد مسيرة طويلة من العطاء والتميز.

وشُيعت بعد صلاة الجمعة جنازة الفقيد بمقبرة قاريدي بالقبة في الجزائر العاصمة، بعد وفاته متأثرا بإصابته بفيروس كورونا في مستشفى مصطفى باشا الجامعي، وحضر جنازة الفقيد، عائلته وزملاؤه من الوسط الإعلامي والثقافي، وجمع غفير من المواطنين الذين أجمعوا على الأخلاق العالية التي عرف بها الراحل، بالإضافة إلى باعه الطويل في خدمة القرآن واللغة العربية وتكريسه للإعلام البديل.

وترجل الرجل المتميز الذي صنع الاستثناء وأعطى الإضافة وجمع الجزائريين حول طاولة الوعي والعلم والثقافة والذكر، ترجل الرجل المبتسم الذي لم يتكلف في مواضيعه سوى أنه اغترف من وعاء الشعب الأصيل، رحل سليمان بخليلي حامل القرآن في صدره وهو الذي كان يرقص باللغة العربية رقص الرجال بالسيوف على صهوات خيولهم، حيث قال أحد محبيه في وصفه “عندما تقف مع الأستاذ سليمان وترى طوله وقده الجميل وبياض وجهه وأناقة لباسه ورقته ولطفه وحلو منطقه تدرك أنك أمام رجل رباه القرآن وهذبه دينه.. رجل علّى كتاب الله فعلاه الله وحسن ذكره..”.

وقبل ساعات من مفارقته الحياة نشر سليمان بخليلي تدوينة عبر حسابه الرسمي على فيسبوك، يفند فيها إشاعات وفاته قائلا فيها: “يشهد الله أيها الأصدقاء أن تلك الإشاعة المغرضة التي سرّبها المفترون تحت جنح الظلام لم تؤثر في نفسي إلا بمقدار تأثير شوكة يشاكّها المؤمن”.

وأضاف: “اطمئنوا، فأنا في عناية الله تعالى ورعايته مرفوقا بكتاب الله في صدري، محاطا بتضرعاتكم وأدعيتكم التي تصلني من كل مكان، مشمولا بمتابعة طبية لخيرة شباب الجزائر وإطاراتها في مستشفى مصطفى باشا ولله الحمد والمِنة.. اليوم تبدأ المرحلة الثالثة من العلاج، أطمع في مواكبتكم لي بالدعاء، والله يحفظكم جميعا”.

وتوشحت مواقع التواصل الاجتماعي السواد صبيحة الجمعة مباشرة بعد إعلان نجل سليمان بخليلي، عبر حساب والده الرسمي على فيسبوك خبر الوفاة، والذي شكل صدمة كبيرة وسط الإعلاميين والمثقفين وعامة المواطنين، خاصة أن الفقيد كان شخصية معروفة بثقافتها وابتسامتها ونصرتها للقضايا العادلة وكان خير سفير للقرآن واللغة العربية.

ويعد الراحل سليمان بخليلي، الذي ولد في مدينة بسكرة سنة 1963، إعلاميا ومنتجا تلفزيونيا، وهو معد ومذيع لعدة برامج في الإذاعة والتلفزيون، وصاحب البرنامج الشهير “خاتم سليمان”، الذي كان يبث كل شهر رمضان، وعرض في بداياته عبر فضائيات عربية عديدة، كما اشتهر أيضا ببرنامج “فرسان القرآن” في رمضان أيضا، لعدة مواسم على التلفزيون الجزائري.

والتحق الراحل بخليلي بالإذاعة والتلفزيون الجزائري عام 1985 كصحفي، ثم تدرج في مختلف المناصب ليتقلد منصب رئيس تحرير، ثم مدير الإنتاج في التلفزيون الجزائري، وعمل في هذا الأخير بمحطة ورقلة كمحرر ومذيع للنشرة الرئيسية، ثم اتجه نحو الإنتاج التلفزيوني، وهناك أنتج العديد من البرامج منها و”هديناه النجدين” و”أنغام من الجنوب” و”زدني علما”.

وتوج الفقيد سليمان بخليلي بجائزة الإبداع في مهرجان القاهرة للإذاعة والتلفزيون، كما تحصل على الجائزة الذهبية لمهرجان الإعلام العربي في القاهرة في دورته الـ14.

إعلاميون ومثقفون يرثون بخليلي عبر “الفيس بوك”

عبرت الصحفية القديرة صورايا بوعمامة عن عميق حزنها وكتبت على صفحتها في موقع التواصل الاجتماعي “فايس بوك”: “إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن وإنا على فراقك لمحزونون يا سليمان”. وتابعت: “ولا نقول إلا ما يرضى الله… إن الموت حق على كل حي، إلا أن الفراق صعب، ويكون أصعب عندما يكون الرحيل لصديق عزيز، إعلامي بارع، فارس من فرسان اللغة العربية وحماتها، الذي كانت بلاغته وابتسامته تسبق لقاءه مع أحبائه ورفاقه”.

ومن جهته، وصف الدكتور صالح عوض الفلسطيني الراحل سليمان بخليلي بشاعر الرسول في الجزائر قائلا: “أيها المنافح عن العربية والإسلام والجزائر وفلسطين…عرفته عن قرب ودود خلوق خدوم للناس ومبدعا إعلاميا متميزا وسياسيا ناجحا …أخي سليمان كنت قبل مدة تحاورني وكلك حيوية وطموح، عزائي إلى كل أهلي في الجزائر ولأسرتك وأولادك وزوجتك”. وكتب الدكتور أحمد عظيم أستاذ بجامعة العلوم السياسية بالجزائر على صفحته “أصبح الخاتم بدون سليمان”.

نذر بتخصيص 20 بالمائة لحفظ القرآن
هذا آخر ما قاله الفقيد سليمان بخليلي قبيل وفاته بلحظات

أكد الفنان فؤاد ومان، الصديق المقرب جدا للراحل سليمان بخليلي أنّه تواصل معه صباح أمس الجمعة عبر الهاتف قبيل وفاته بدقائق ليطمئن عن حالته فوجده يتكلم بشكل عادي، متذكرا أن الراحل في ليلة الخميس إلى الجمعة قد أخبره أنه إذا بقي حيّا إلى الغد أي يوم الجمعة سيكون ذلك بمثابة معجزة وكأنه كان شعر بقرب أجله، لذلك بادر الفنان فؤاد ومان إلى الاتصال بالراحل مجددا صبيحة أمس الجمعة ليطمئن على صحته فوجده كما قال يتكلم بشكل عادي، فقال له مطمئنا “ها أنت أصبحت اليوم حيّا و بعافية دون معجزة”، ليواصل ومان باكيا وبنبرة حزينة جدا في تصريحه للإذاعة المحلية ببسكرة أن الفقيد أخبره صباح أمس الجمعة فقط وفي ذات المكالمة وقبيل وفاته بفترة وجيزة جدا أنّه نذر نذرا عن نفسه اذا شفي من مرضه وأمد الله في عمره ليُخصصنّ 20 بالمائة من مداخيله لخدمة القرآن الكريم طوال حياته وإلى آخر يوم من عمره، وهو في تلك اللحظات لم يكن يعلم أن تلك المكالمة وتلك الكلمات وذلك النذر هي آخر ما سيسمعه الفنان فؤاد ومان من صديقه الراحل، معتبرا رحيله خسارة كبرى للجزائر التي فقدت كما قال قامة عملاقة ورجلا قليلا أمثاله وصعب تعويضه، متمنيا له الرحمة والمغفرة.

الإعلامي عبد القادر جمعة:
سليمان بخليلي كان متميزا بأناقته ومواقفه حول الهوية

عبر الإعلامي عبد القادر جمعة عن بالغ حزنه على رحيل سليمان بخليلي، مؤكدا أن فقده خسارة كبيرة للجزائر، مشيدا بعطائه وإسهاماته التي قدمها خلال مسيرته مع الإبداع والكلمة، مؤكدا أن قطاع الإعلام فقد علمًا من أعلامه، داعيا الله أن يتغمّده بواسع رحمته وأن يسكنه فسيح جناته.

وقال جمعة، في تصريح لـ”الشروق” أن معرفته الأولى بفقيد الإعلام المرحوم سليمان بخليلي كانت سنة 2002 ببغداد، قبل الغزو الأمريكي، في إحدى المناسبات، فأعجبت به -يقول المتحدث – لما له من فصاحة ونباهة وبعد قومي، حيث أكبرت فيه شجاعته القوية لتسجيل برنامجه الحصري “خاتم سليمان” في العراق في وقت كانت طبول الحرب تقترب من بغداد، أما المحطة الثانية يضيف عبد القادر جمعة، فكانت نهاية سنة 2019 تاريخ بداية الحراك الشعبي المبارك في أول وقفة للإعلاميين بساحة حرية الصحافة، أين كان هناك “تشنج” بين مصالح الأمن والمشاركين في الوقفة، وقتها كان المرحوم أول المتدخلين فكان متميزا في تخفيف شحنة الإعلاميين من خلال خطابه الهادئ ونصائحه الهامة، كما كان للمرحوم عديد النشاطات كاللقاءات المتباعدة في الجاحظية، حيث كنا نتحدث وقتها عن الشأن العام -يضيف المتحدث- فكان وقتها متميزا بأناقته وحضوره من خلال تدخلاته ومواقفه حول الهوية.

خالد عمر بن ققة:
سليمان بخليلي.. دمع الذكريات

عزيزي سليمان بخليلي: عليك السلام.. وغفر الله لك ورحمك. سليمان.. أنت اليوم في دار الحق، وأحسب أنك سعيْت لها سعيها في مجالك الإعلامي، فقد أعطيته في الغالب صبغة دينية، مثَّلت لنا درساً ـ ولا تزال وستبقى – في الالتزام والمسؤولية، ولهذا رحيلك يمثل “ثلمة” في مجالنا هي مِثْل أو اٌقرب إلى ذلك الفراغ، الذي يتركه العلماء بعد رحليهم.

الآن، في هذه اللحظة، والدمع يسبق أي قول أو حديث، والشعور بالغصة والألم قد بلغ عندي حدّا يصعب وصفه، وأنا أقرأ خبر وفاتكم، تتدافع لدي ذكريات مشتركة، كانت مشاهد عابرة في حياتنا الفانية والعابرة، متسمة بأزمنة الشباب، والرشد، والكهولة، وما بعدها، حين كان اللقاء أو الاتصال يسبقه دائما تبسمك الضاحك الطاغي على المكان، والمستبشر بالزمان المقبل.

عزيزي سليمان، من الصعب عليّ ـ وأظن على أصدقائي وزملائي من الإعلاميين داخل الجزائر وخارجها ــ أن نرثيك، ليس فقط، لأنك في رحيلك الذي كان حتما مقضيا أكبر من أن تًرْثى، وإنما لأننا ـ ورغم هول الموت ـ لم نصدق بعد أنك بالفعل رحلت من دنيانا، التي نقف فيها طابورا في انتظار دورنا، الذي لا نعلم متى يأتي.

خليفة بن قارة: سليمان بخليلي الذي نودعه اليوم لم يمت إنما ارتحل فقط

كم كنت أود أن يرى صديقي سليمان الصورة التي جمعتني به وبرفيقه فاروق معزوزي، في تأبينية الراحل النذير مصمودي، ولكنها إرادة الله التي لا راد لها… اللهم اجعله عندك مبتسما في جنتك التي وعدت بها عبادك الصالحين، كما كان دائما مبتسما في وجوه عبادك… سليمان بخليلي الذي نودعه اليوم لم يمت إنما ارتحل فقط، لأن الرجال لا يموتون، وهو باقٍ ما بقيت أعماله الإعلامية الرائدة، وباق في قلوب آلاف الذين أحبوه، فارسا في الإعلام وفارسا في لغة القرآن…

عليك من الله ألف رحمة ورحمة أيها الرجل الكبير في إنجازاته، الوفي لمبادئه، العلي في همته، ولتكن مع الصدّيقين والشهداء والصالحين في دار البقاء…

الدكتور محمد مدور: سليمان زميل الدراسة وقامة إعلامية وثقافية أصيلة

نودع اليوم صديقنا الأستاذ سليمان بخليلي زميل الدراسة ورفيق الدرب. قامة إعلامية وثقافية أصيلة صاحب إنتاج وتواصل. من منطقة مشونش. سيدي مصمودي جنوب الأوراس. رحمة الله عليه. كان طموحه أن يقدم الكثير لوطنه ومجتمعه. ولكن حالت دون ذلك الأقدار.. اللهـم اغفر له وارحمه واجزه خيرا على ما قدم. وارفع درجاته في جنان النعيم وألهم ذويه الصبر والسلوان.

الشاعر أيوب يلوز: لم أجد من الرجل القدوة إلاَّ التشجيع

عرفتُ الأستاذ الفقيد سُليمان بخليلي في عدة فضاءات ومنتدياتٍ ثقافية على غرار الصالون الدولي للكتاب، وتواصلنا مرارًا عبر الهاتف والبريد الإلكتروني ضمن مسارات ثقافية كنا نخطط لها سويًا.. لم أجد من الرجل القدوة إلاَّ التشجيع وهو يعبر بهدوء وبقلبٍ يَسعُ الجميع، يقابلني دومًا بلطفهِ ومُزاحهِ المعهود مع الرفاق.. يترجلُ المثقف سُليمان ونحن لا نكاد نصدق هذا الفقدان الكبير الذي خلّفه في قلوب محبيه من الأصدقاء والشبابِ الذين يعتبرونه القدوة الحسنة…. نودعك يا سليمان ونحن الذين عرفناك أستاذًا بارعًا، مثقفًا محبوبًا وإعلاميًا متمكنًا كما عرفناك أيضًا فنانًا وإنسانًا.. لروحك الرحمة والمغفرة. تعازينا العميقة لعائلته الكريمة ولكل محبيه، سائلين الله عز وجل أن يلهم ذويه جميل الصبر والسلوان.

الشيخ شمس الدين: ستبقى دائما بقلبي صديقا ورفيقا مخلصا

آخر رسالة مع الأخ والصديق سليمان بخليلي يطمئنني عن صحته ويسأل عني . كلماته وصورته بثت الأمل في قلبي أنه شفي وسيعود إلينا قريبا، وها هو اليوم يغادرنا نحو الرفيق الأعلى، أين لا سقم ولا مرض ولا تعب. رحمك الله أيها الغالي، ستبقى دائما بقلبي صديقا ورفيقا مخلصا.

مروان الوناس: أحتفظ بذكريات خالدة مع الراحل سليمان

في 2012 عندما قررت مغادرة قناة الشروق، ألح المرحوم العزيز سليمان بخليلي على بقائي إلى جانبه كمسؤول في القناة مثلما بدأت ذلك قبل إطلاقها، لكنني اعتذرت وغادرت القناة لعذر خاص، وبقينا على تواصل بعدها… أشهد للمرحوم حبه وولعه بالإعلام.. كان دائما مشجعا ومبتسما وممازحا وهو من القلة الذين يتصلون بك إذا أعجبه عمل قدمته أو حتى جملة بليغة قلتها، ولا احتفظ له سوى بتلك الذكريات في الشروق وفي الإذاعة الدولية… رحمة الله عليه


تقييم:

0

0
مشاركة:


التعليق على الموضوع


لم يسجل بعد أي تعليق على هذه المشاركة !...

...........................................

=== إضافة تعليق جديد ===
الإسم:

نص التعليق:

انقل محتوى صويرة التحقق في الخانة أسفله:
الصورة غير ظاهرة