فضاءات جنين بورزق

جنين بورزق

فضاء القرآن الكريم والسنة النبوية

العضو الأكثر فعالية على مستوى الـبلدية
حجيرة ابراهيم ابن الشهيد
مسجــل منــــذ: 2010-10-19
مجموع النقط: 2946.93
إعلانات


ماذا نقول ونحن نودّع شطر رمضان؟!

ماذا نقول ونحن نودّع شطر رمضان؟!

الرابع عشر من رمضان! ماذا نقول وقد ودّعنا عشية يوم الخميس الماضي العشر الأولى من شهرنا الفضيل، وها نحن نقترب من وداع النّصف الأوّل منه؟! ماذا نقول ونحن نرى أيام وليالي رمضان تنفلت من بين أيدينا سريعا ولمّا نبلغ ما تمنّيناه؟ ماذا نقول وكثير منّا يشعرون أنّهم قد قصّروا في حقّ رمضان، وأضاعوا أيامه ولياليه وأكثر ساعاته سدًى؟ ماذا نقول وقلوب كثير منّا لا تزال قاسية من ذكر الله ومن سماع وتلاوة كلامه، وكثير منّا لا يزالون يقرؤون القرآن هذرا ليبلغوا الختمة ويستريحوا من تأنيب الضّمير؟!

ماذا نقول ولعلّ بيننا من لم تتحرّك يده بصدقة أو معروف أو إحسان منذ دخل رمضان؟ ماذا نقول وبيننا من لا يزال مصرا على جفاء والديه وقطيعة رحمه وعداوة جيرانه؟ ماذا نقول وبيننا من لا يزال ينام عن صلاة الفجر، وبيننا من ينام بعد السّحور ويستيقظ قبيل الإفطار ليكتب على صفحته في الفايس بوك: “رمضان مهلا”! ماذا نقول وبيننا من لا يزال ينظر إلى المحرّمات ويلهث خلف المحرّمات في ليالي رمضان، بل وحتى في أيامه؟…

والله إنّها لخسارة عظيمة أن يحلّ رمضان ثمّ تتوالى أيامه حتى يرحل ولا شيء تغيّر في قلوبنا وحياتنا! (((أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ وَجَاءَكُمُ النَّذِير)).. من لم يتب في رمضان فمتى يتوب؟ ومن لم يُصلح حاله في رمضان فمتى يصلحها؟ ومن لم يلن قلبه في رمضان فمتى يلين؟ ربّما ما لا يقلّ عن 12 مليون مسلم سيموتون بين رمضان هذا العام ورمضان العام المقبل، ولا أحد منّا يضمن ألا يكون منهم.

لسنا جميعا من المضيّعين لرمضان.. ولسنا سواءً في تعاملنا مع شهر الإحسان.. فقد يعيش الرجلان في بيت واحد، وقد يعملان في مصلحة واحدة وقد يصليان التراويح في مسجد واحد، وبين صيامهما كما بين السّماء والأرض.. هناك من عباد الله من يعرفون لرمضان قدره، ورأينا أحوال كثير منهم ولله الحمد، هناك من إخواننا من ينافسون على الصّفوف الأولى، ويختمون القرآن الختمة تلو الأخرى، ويبكّرون لصلاة الفجر، ويبذلون من الصّدقات الشّيء الكثير.. لقد رأينا من المساهمين في مشروع قفّة رمضان مواقف تدمع لها العين ويلين لها القلب، أظهرها مسلمون ربّما لا يُعبأ بهم، لكن يكفيهم أنّ الله يرى سعيهم ويكتب آثارهم ويثني عليهم في الملأ الأعلى.. لا شكّ في أنّ هناك من إخواننا وأحبابنا من تابوا وأصلحوا في هذه الأيام، تابوا عن محرّمات كانوا يقترفونها وردّوا حقوقا كانوا قد أخذوها، وتخلّوا عن عادات سيّئة كانوا مقيمين عليها قبل رمضان.. لكنّ في مقابلهم مع كلّ أسف عبادًا لله، لم يعرفوا من رمضان إلا الجوع والتّعب، وربّما بينهم من يتمنّى أن لو كان مضيّ أيام رمضان أسرع!

ألا فلنُعدْ حساباتنا ولنراجع أنفسنا؛ فلا تزال في رمضان أيام باقية، ولا يزال باب التوبة مفتوحا، ولا تزال أبواب الجنان مفتّحة تدعونا أن هلمّوا لتحجزوا أماكنكم.. ألا فلنَعُد ولنبادر قبل أن يغادر رمضان ليشكو حالنا إلى الله ويشهد علينا عنده بتقصيرنا وتفريطنا وسوء فعالنا.

سلطان بركاني

2021/04/25


تقييم:

0

0
مشاركة:


التعليق على الموضوع


لم يسجل بعد أي تعليق على هذه المشاركة !...

...........................................

=== إضافة تعليق جديد ===
الإسم:

نص التعليق:

انقل محتوى صويرة التحقق في الخانة أسفله:
الصورة غير ظاهرة