بشار

السيــــدة عائشــــة رضي الله عنها

في (الصحيحين) عن عمرو بن العاص – رضي الله عنه – قال: «أتيت رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فقلت: أي الناس أحب إليك؟ قال: (عائشة)، قلت: من الرجال؟ قال: (أبوها)»- أي أبو بكر الصديق-.
وإذا أسهبنا في الحديث عن مكانة عائشة رضي الله عنها في قلب رسول الله صلى الله عليه وسلم فإننا لا نقدر حصرها وعدها وذلك للحيز الواسع الذي شغلته في حياة النبي الكريم. رغم غضاضة سنها وحداثة تجربتها في الحياة إلا أنها استطاعت أن يكون لها السبق على زوجات رسول الله صلوات الله عليه في كل شيء وهي الزوجة العالمة الذكية.
قال عطاء بن أبي رباح: كانت عائشة رضي الله عنها من أفقه الناس، وأحسن الناس رأيًا في العامة.
وقال أبو موسى الأشعري رضي الله عنه: ما أشكل علينا أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم حديث قَطُّ، فسألنا عنه عائشة -رضي الله عنها- إلا وجدنا عندها منه».
وأفلا يكون لها ذلك وقد ترعرعت في بيت النبوة ..؟ ومعلمها الأول رسول الله أقرب الناس إليها تلقت العلم منه دون واسطة أو حجاب..!
ولعل ذلك أحد أسرار الحكمة الربانية لدخول تلك الفتاة الفتية السن بيت النبي وعاشت أمنا عائشة مع الزوج الكريم قريرة العين، حيث روت أنه قال لها صلى الله عليه في حديث أم زرع «كنت لك كأبي زرع لأم زرع» أي أنا لك كأبي زرع في الوفاء والمحبة، فقالت عائشة بأبي وأمي لأنت خير لي من أبي زرع لأم زرع!!.
وقد راعى نبي الرحمة صغر سنها فكان نعم الراعي الذي سد فجوة الأب ومغيب الأم وكان كل أهلها بل أزود روي عنها أنَّها قالت: دخل عليَّ رسول الله، وأنا ألعب بالبنات، فقال: ما هذا يا عائشة؟ فأجبت: خيل سليمان، وضحك النبي الكريم من ذلك».
وظلت عائشة صاحبة رسول الله في سره وجهره وسراءه وضراءه إلى أن وافته المنية فتوفي في بيتها فذلك ولا شك حضوة من الله لعائشة وتكريما لنبيه الوفي الأمين… بقيت عائشة بعد وفاة النبي على العهد تواصل مسيرة التعليم والتبليغ إلى أن توفيت سنة ثمانٍ وخمسين للهجرة ودفنت بالبقيع، وصلى عليها أبو هريرة رضي الله عنه فرحمة الله على الصديقة بنت الصديق المبرأة من فوق سبع سماوات.

المحرر الأثنين 16 شعبان 1442? 29-3-2021م

بقلم أم محمد عياطي