فضاءات شنهور

شنهور

فضاء التربية والتعليم

العضو الأكثر فعالية على مستوى الـبلدة
الطيب سيد أحمد محمد
مسجــل منــــذ: 2011-02-13
مجموع النقط: 1388.59
إعلانات


التندير

التندير

ومعناه: أن يأتي المتكلم بنادرة حلوة، أو نكتة مستطرفة، مشتملة على معنى نادر وقوعه الكلام.

ومنه في القرآن قوله تعالى"فَإِذَا جَاءَ الْخَوْفُ رَأَيْتَهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ تَدُورُ أَعْيُنُهُمْ كَالَّذِي يُغْشَى عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ"

وذلك واضح في مبالغته تعالى في وصف المنافقين بالخوف والجبن، حيث أخبر عنهم أنهم تدور أعينهم حالة الملاحظة كحالة من يغشى عليه من الموت، ولو اقتصر على قوله (كالذي يغشى عليه من الموت) لكان كافيًا، ولكنه زاد شيئا بقوله «من الموت» إذ أن حالة المغشي عليه من الموت أشد وأنكى من حالة المغشي عليه من غير الموت، وهذا المعنى قليل في كلامهم، ومن هنا كان التندير.

ولو جاء سبحانه في موضع الموت بالخوف لكان الكلام بليغًا لا محالة، غير أن ما جاء في التنزيل أبلغ، وهو مع ذلك خارج مخرج الحق، مُتَنزل منزلة الصدق.

ومنه وقول ابن الرومي في نسوة:

يستغفر الناس بأيديهم

وهن يستغفرن بالأرجل

فيا له من عمل صالح

يرفعه الله إلى أسفل

وقد وقع التندير بما ذكره عن هؤلاء النسوة بمخالفة العادة؛ حيث يفعلن بالأرجل ما يفعله الناس بالأيدي، والارتفاع إلى الأسفل من أغرب الغريب.

وكقول ابن سناء الملك في صَبىٍّ حَسنٍ ضُرِب وسُجن :

بنفسي الذي لم يضربوه لِرِيبة

ولكن ليبدوَ الورد في سائر الغصن

وقالوا له شاركت في الحسن يوسف

فشاركْه أيضا في الدخول إلى السجن

______________________

إعراب القرآن، تحرير التحبير، المعجم المفصل في البلاغة.


تقييم:

0

0
مشاركة:


التعليق على الموضوع


لم يسجل بعد أي تعليق على هذه المشاركة !...

...........................................

=== إضافة تعليق جديد ===
الإسم:

نص التعليق:

انقل محتوى صويرة التحقق في الخانة أسفله:
الصورة غير ظاهرة