فضاءات مشرع بلقصيري (البلدية)
إعلانات


تعزية

الموت كلمة تخبرك عن إنسان فارقك إلى غير رجعة أو لقاء في هذه الدار، وأصبحمن أخبار الماضي، ولم يبق لك منه إلّا الذكريات، وإنّ كان فارقك منذ سويعات.
فالفراق صعبٌ بكلِ حالاته؛ لأنّه يتجسّد بفقدان شخصٍ قريب، أو حبيب، إمّا بالبعُد أو بالوفاة وكلاهما يعتبر قاسياً وصعباً ومفاهيم الموت لدى الناس تختلف، فهناك من يشعر بالموت حين يفقد إنساناً عزيزاً ويخيّل إليه أنّ الحياة قد انتهت، وأنّ ذلك العزيز حين رحل أغلق أبواب الحياة خلفه، وأنّ دوره في الحياة قد انتهى، وهناك من يشعر بالموت حين يحاصره الفشل من كل الجهات، ويكبّله إحساسه بالإحباط عن التقدّم، فيخيل إليه أنّ صلاحيّته في الحياة قد انتهت، وأنّه لم يعد فوق الأرض ما يستحق البقاء من أجله.

فيا ليت الزّمان يعود، والّلقاء يبقى للأبد، ولكن مهما مضينا من سنين؛ سيبقى الموت هو الأنين، وستبقّى الذّكريات قاموساً تتردّد عليه لمسات الوداع والفراق.

لا يوجد هناك قسوة أكثر من أن نسمع خبر وفاة من نحبهم، فيكون الخبر صدمة كبيرة لنا تؤثر في حياتنا ولا نستطيع أن نعود كما كنا من قبل، صحيح أنّ الموت حق على كل إنسان في الحياة إلّا أنّه مفجع ويترك ألماً لا يمحى مع الزمن، ولا يبقى لدينا إلّا ذكرياتنا معهم والدعاء لهم في قبورهم بالرحمة.

وفي غفلة منا تلقينا خبر وفاة المشمول برحمة الله الأخ الأكبر لأحبائنا وأصدقائنا سيدي عبد الجليل الغازي وسيدي البشير الغازي الفقيد سيدي محمد بن البشير الغازي الذي وافته المنية ليلة أمس الجمعة 17 يوليوز 2020.
ونحن اليوم نفتقد المرحوم سيدي محمد بن البشير الغازي صاحب أَرق وأَنقى قلب عرفناه، لنتألم بلا ألم، ونبكي بلا صوت، نار في صدرنا بلا لهب وقودها ذكرى، فتيلها لحظات أنهت حياة إنسان لم تكتمل فرحته في هذهِ الدنيا، إنسان عاش للناس، فرح لَهم وواساهم وأَعان الكثيرين منهم، إنسان قلبه كريشة الطائر الأبيض.

مات الذي نحبه وسيموت غَيره الكثيرون، وسنموت نحن عن قريب أو بعيد، وننزل منازل كما نزل، ونقف بين يدي الملك يوم الوعيد، وهذه سنة الله تعالى في خلقه، أنه لا باقي سواه والكل سيرحل إلى الفناء.
كنّا معاً دائماً نتقاسم الأفراح والأحزان، كنّا دائماً نحاول أن نسرق من أيّامنا لحظاتٍ جميلة، نحاول أن تكون هذه اللحظات طويلة، نحاول أن نحقّق سعادةً وحبّاً دائمين، حاولنا دائماً أن نبقى معاً لآخر العمر، لكن لم يخطر ببالنا أنّ الّلقاء لا يدوم، وأنّ القضاء والقدر هو سيّد الموقف، وأنّه ليس بيدنا حيلة أمام تصاريف القدر، وتقلّباته.

(اللَّهُمَّ، اغْفِرْ له وَارْحَمْهُ، وَاعْفُ عنْه وَعَافِهِ، وَأَكْرِمْ نُزُلَهُ، وَوَسِّعْ مُدْخَلَهُ، وَاغْسِلْهُ بالمَاءٍ وَالثَلْجٍ وَالبَرَدٍ، وَنَقِّهِ مِنَ الخَطَايَا كما يُنَقَّى الثَّوْبُ الأبْيَضُ مِنَ الدَّنَسِ، وَأَبْدِلْهُ دَارًا خَيْرًا مِن دَارِهِ، وَأَهْلًا خَيْرًا مِن أَهْلِهِ، وَزَوْجًا خَيْرًا مِن زَوْجِهِ، وَقِهِ فِتْنَةَ القَبْرِ وَعَذَابَ النَّارِ)




تقييم:

2

0
مشاركة:


التعليق على الموضوع


لم يسجل بعد أي تعليق على هذه المشاركة !...

...........................................

=== إضافة تعليق جديد ===
الإسم:

نص التعليق:

انقل محتوى صويرة التحقق في الخانة أسفله:
الصورة غير ظاهرة