فضاءات قوص

قوص

فضاء التربية والتعليم

العضو الأكثر فعالية على مستوى الـبلدة
الطيب الشنهوري
مسجــل منــــذ: 2013-10-27
مجموع النقط: 823.73
إعلانات


إضافة تاء التأنيث للحرف رُبَّ

سؤال:

هل تجوز إضافة تاء التأنيث للحرف رُبَّ إذا كان مجرورها مذكرًا مثل (ربّت رجلٍ )؟

الجواب:

نعم يجوز ذلك لأن التاء التي تُلحَقُ بالحروف والظروف _وليس منها إلا الظرف (ثَمَّ)_ تؤنّثُ ما دخلت إليه لفظيًّا فقط، فالحرفان (رُبَّ وثُمَّ) والظرف (ثَمَّ) يجوز فيهم إلحاق تاء التأنيث ولا يلزم ذلك تأنيث ما بعدهما، لأنّهُ ليس من اختصاص الحروف والظروف الإسناد، فلا يجري عليهما ما يجري على ما بعدَهما، مثلما جرى على المسند والمسند إليه كالفعل والفاعل في قولنا (جاءتْ فتاة) ولا يصح (جاءت رجلٌ)، فالتاء إذا أُلحِقَتْ بالمسند أوجبت تأنيث المسند إليه، وليس ذلك بواقعٍ في الحروف والظروف لانعدام الإسناد كما تقدّم.

ويؤكّد ذلك إلحاق التاء بحرف العطف (ثُمَّ) وهي تعطف فعلين، فدخلت إلى ما لا علاقةَ له بالتذكير ولا بالتأنيث، نحو قول رجلٍ من بني سلول:

ولقد أمرُّ على اللئيمِ يسبُّني

فمضيتُ ثُمَّتْ قلتُ لا يعنيني

ومن إضافة التاء إلى (رُبَّ) إذا كان مجرورُها مذكّرًا قولُ عمرو بن أحمر الباهليّ:

وَرُبَّتَ سائِلٍ عَنّي حَفِيٍّ

أَعارَت عَينُهُ أَم لَم تُعارا

فقد جاءَ ما بعد (رُبَّت) مذكّرًا.

واعلمْ أنَّ في هذا البيت أربعةَ شواهد:

الأول قوله (وربّت)، وقد ذكرَ المرادي في لغات رُبَّ سبعَ عشرةَ لغة. وهي: رب بضم الراء، وفتحها، كلاهما مع تخفيف الباء، وتشديدها، مفتوحة، فهذه أربع.

وربت بالأوجه الأربعة مع تاء التأنيث الساكنة، وربت بالأوجه الأربعة مع تاء التأنيث المتحركة. ورب بضم الراء، وفتحها، مع إسكان الباء. ورب بضم الراء والباء معًا مشددة ومخففة. وربتا. (1)

ومعنى كلامه أنّ (رُبَّ) يجوز فيها كلُّ ما يأتي:

رُبَّ، رَبَّ، رُبَ، رَبَ، رُبَّتْ، رَبَّتْ، رُبَتْ، رَبَتْ، رُبَّتَ، رَبَّتَ، رُبَتَ، رَبَتَ، رُبْ، رَبْ، رُبُ، رُبُّ، ورُبَّتا.

والثاني قوله (عارت) فإن هذه لغة قليلة نادرة مع أنها مقتضى قياس العربية وذلك لأن الأصل (عوَرَ) بوزن «فرح» والواو إذا تحركت وانفتح ما قبلها على هذه الصفة انقلبت ألفًا، ولكنهم التزموا في (عور) وبعض حروف أخرى التصحيح ولم يعلوهن. (2)

والثالث قوله (لم تُعارا) حيث أكّد الشاعر المضارعَ المنفيّ بلَمْ، فالأصل (لمْ تُعارَنْ) وقد قُلِبَت النون ألفًا للوقف، ومثله قول أبي الصمعاء العبسي:

يحسبُه الجاهلُ ما لم يعلما

شيخًا على كرسيّهِ معمّما (3)

والرابعُ قلبُ نونِ التوكيد ألفًا عند الوقف.

واللهُ تعالى أعلم

___________________________________________

1- الجنى الداني 

2- شرح المفصل 

3 -شرح ابن عقيل 

 

 

 


تقييم:

0

0
مشاركة:


التعليق على الموضوع


لم يسجل بعد أي تعليق على هذه المشاركة !...

...........................................

=== إضافة تعليق جديد ===
الإسم:

نص التعليق:

انقل محتوى صويرة التحقق في الخانة أسفله:
الصورة غير ظاهرة