فضاءات آيت بوفلن
إعلانات


(تابرات) الرسالة ديوان شعري للشاعر إبراهيم أخياط

(تابرات) الرسالة ديوان شعري للشاعر إبراهيم أخياط

******
عندما نتحدث عن الشعر الأمازيغي ،يتبادر الى اذهاننا الشعر الغنائي المغنى سواء من طرف المجموعات الغنائية الحديثة او من طرف المغنيين والمنشدين التقليديين مثل ئمديازن وئنشادن بالأطلس وئنظامن والروايس بسوس حيث تطغى الصبغة الشفهية على معظم نصوصها مما يعرضها الى الإتلاف.لكن هناك صنف آخر من الشعر الأمازيغي آلا وهو الشعر المدون في الدواوين الشعرية حيث عمل الشباب الأمازيغي المثقف الذي تأثر بالثقافة الكونية على تدوينه مند أواخر ستينيات القرن العشرين إذ إستطاع الإعلامي أحمد امزال وضع اللبنة الأولى في مجال التدوين بديوان "امنار"سنة1969 ثم جاء بعده الأستاذ محمد مستاوي في أواسط السبعينيات بديوان"ئيسكراف" ثم توالت الكتابة والتدوين في ميدان الشعر الى اليوم .ومن بين الدواوين الشعرية الأمازيغية ديوان"تابرات" أي الرسالة للشاعر ابراهيم اخياط وإن كان الكثير يعرف الأستاذ اخياط في الساحة الثقافية الأمازيغية كفاعل جمعوي في إطار الجمعية المغربية للبحث والتبادل الثقافي،لكن القليل هم الذين يعرفون أخياط الشاعر لأن تكوينه الأكاديمي كان علميا، أستاذ لمادة الرياضيات .
فما الذي دفعه إلى نظم الشعر ؟؟ انه سؤال حيرني وبحثت عن الإجابة عنه فوجدت الأستاذ محمد شفيق قد وجد إجابة مقنعة لهذا السؤال في تقديمه لديوان "تابرات "هذا، حيث قال: (ألا تعلمون ما الذي دفعه ! ... دفعته "الأيام الباردة"كما يقول صديقنا الصافي مومن علي ،في روايته المشهورة .لما حلك الظلام وصار ظلمات ،واشتد البرد وعاد صبارة، فأخصر الأيدي وأخصر الأقدام ،إذ ذاك ترك إبراهيم الرياضيات وترك كل ما يعد ويحسب،وغاص في أعماق نفسه. قد يقال:" عجبا ! غاص في أعماق نفسه ! ...كيف ذلك ؟وما وجد فيها ؟!" وجد فيها الدفء! وجد فيها الضياء ! وجد فيها الحياة،حياة اطرد مجراها منذ أقدم الأزمان: وجد فيها حياة لساننا الأمازيغي! إن اللسان الأمازيغي، كلما تمكن من لب أحد لا يتركه وشأنه إلا بعد أن يكون قد حوله شاعرا ،لأن اللسان الأمازيعي كله حياة،كله حب،كله دفء للقلوب،جذوره ضاربة في أغوار هذه الأرض التي يحول الرياضيات شعرا ،ويحول الأنباء الرائجة فلسفة. هذا الشعر الذي استنبطه إبراهيم اخياط من أعماق نفسه ،لم يغص عليه ليدخره في طيات فؤاده، إذ "الخامل هو الذي لا يعرفه الناس فيعرف بنفسه ! ".ثم إن اللفظ الجياش لأشبه شيء بالماء الفوار،إن لم يجد لنفسه منفذا،كسر السدود وانساب حيثما ساقه فورانه.)
لقد صدر للشاعر اخياط ديوانه الأول هذا والذي يحمل عنوان (تابرات) الرسالة ضمن منشورات الجمعية المغربية للبحث والتبادل الثقافي وطبع بمطبعة المعارف الجديدة بمدينة الرباط سنة 1989 وهو عبارة عن ديوان من الحجم الصغير"كتاب الجيب" ويتكون من 84 صفحة ويضم بين دفتيه (26 ) ستة وعشرون قصيدة شعرية، وقد افتتح هذا الديوان بإهداء الشاعر وتقديم الأستاذ محمد شفيق واختتم بمعجم للمصطلحات، وتتخلل صفحاته لوحات ورسومات تشكيلية منسوجة بحرف تيفناغ . اما الغلاف الخارجي للديوان عبارة عن لوحة تشكيلية بالألوان وقد صممه واعده الفنان التشكيلي خالد قدور الى جانب الرسومات الداخلية . وقد كتب هذا الديوان بالحرف العربي الأرامي ويعود تاريخ نظم هذه القصائد الشعرية الى الفترة الممتدة مابين 1970 و1988 ومنها :

Yghagh irifi (1970) _ lbrih ; tudart ; tabrat n tmazirt ; lmsaq n tbrat (1971) _amud ; tillas n dunit (1972) _ amzawag ; tabrat n tayri (1973)
_
rcagt ; timjiwict (1974)_yus n tafukt,; iggig ; asifsan ; adu ntudart (1981) _ timitar(1982) _tadiwi n làaql (1983) _talalit n ufrux ; tamazirt inu ;tafukt n lahcum (1986) _amkraz ; afgan akntar ; tarragt (1987)_lhcum nuzru(1988)

وقد اهدى الشاعرقصائد ديوانه الى كل قاريء عرف بأنها نابعة من أعماق فؤاده والى كل إمرأة تحفظ بيتا شعريا من اشعار اسلافنا الأمازيغ بل الى كل طفل امازيغي ورث عن ابويه حب الأمازيغية والإعتزازبها هوية وثقافة ولغة لأن هذه القصائد الشعرية ماهي إلا بذور لحياة طيبة وزكية على أرضنا الغالية . وكما قال الأستاذ محمد شفيق : ( في شعر صديقنا ابراهيم سيعرف نسيم الحياة من لم يعرفه ،وسيسمع ذوي الرعد من لم يسمعه قط ، وسيرى" الشمس مشعة رابضة فوقنا " في كبد السماء تنير كل شيء ، مخاطبة لنا ،آمرة أن اقرؤوا الرسالة التي ارسلتها اليكم تلكم الأرض التي تحت اقدامكم ،اقرؤوها ! " مخاطبة ايانا قائلة :"ان الزوابع ليست الا ريحا تنفخ ،فيها غبار يابس جاف !...الزمو الصعيد واتركوها تمر ،لاتخشاها الجبال ،ولا تخشاها السهول ،ولا تخشاها الأنهار، ولا تخشاها اسود وطنكم المجاوز عمرها ثلاثة الاف سنة! ...ايها الأصدقاء قراء شعر (الأستاذ الرياضي) قد يطول بنا الحديث ان نحن أردنا أن نقف على كل معنى من المعاني التي تزخر بها قصائد أصبحت ...ملكا لحلقة شعراء الأمازيغية ).
فديوان"تابرات"او رسالة الشاعر اخياط هذه عبارة عن عصارة عقدين من الزمن(1970/1989) المليئة بالتجارب النضاليةخدمة للأمازيغ والأمازيغية عصارة (سنوات الجمر والرصاص)تلك الفترة العصيبة من تاريخ مغرب مابعد الإستقلال .و(تابرات) نداء الى كل امازيغي غيور ،محب لهويته،متشبة بلغته،ومعتز بأمجاده، للإهتمام بها وللدفاع عن حقوقها.
فعلى كل امازيغي حمل هم لغته وثقافته ان يكون جديرا بهذه الرسالةحتى يبلغها أحسن تبليغ لينير بها الطريق لكل الأمازيغ وفي هذا الصدد قال الأستاذ الشاعر ابراهيم اخياط في قصيدة "تيميتار"صفحة 42من الديوان:


Lbaz yusin tabrat
Yikkad afa ujarif
Idus itbrat ihdat
Yawid timitar n sbah
Timitar an ad zrix
Nanyi aqqlay n sbah
Taghrit asd nkarn
Tabrat nttat aygan
Timitar n sbah
Tabrat nghi aygan
Agharas n sbah
Ix tghrit tabrat aygan
Ix ifaw ugharas n sbah.

وللأستاذ أخياط كتابات نثرية فكرية كثيرة نذكر منها : الأمازيغية الآن ورجال عرفتهم وغيرها كما اشرف على إصدار مجلة( امود )البدور وكذلك صحيفة (تامونت)كما شارك في العديد من الندوات الفكرية حول الأمازيغية.

***
بقلم: محمد ارجدال


تقييم:

0

0
مشاركة:


التعليق على الموضوع


لم يسجل بعد أي تعليق على هذه المشاركة !...

...........................................

=== إضافة تعليق جديد ===
الإسم:

نص التعليق:

انقل محتوى صويرة التحقق في الخانة أسفله:
الصورة غير ظاهرة