فضاءات بشار

بشار

فضاء الثقافة والمواضيع العامة

العضو الأكثر فعالية على مستوى الـبلدية
ابو زكرياء ابراهيم
مسجــل منــــذ: 2010-10-15
مجموع النقط: 1619.56
إعلانات


الصهيونية العالمية تستجمع قواها “بوريس جونسن” يعيد بريطانيا إلى ابنتها/ أ. محمد الحسن أكيلال

الصهيونية العالمية تستجمع قواها “بوريس جونسن” يعيد بريطانيا إلى ابنتها/ أ. محمد الحسن أكيلال

المحرر الأثنين 4 جمادى الأولى 1441? 30-12-2019م

لمن لا يعلم فإن ابنة بريطانيا العظمى هي الولايات المتحدة الأمريكية التي استعمرت هذه الأرض الشاسعة في بداية القرن السادس عشر بعد أن قامت بعمليات إبادة جماعية لسكانها الأصليين الذين أطلقت عليهم “الهنود الحمر”، ثم في بداية القرن السابع عشر ثار في وجهها أولئك الذين أخذتهم معها من البيض الأوروبيين وأغلبهم من الإنكليز والاسكتلنديين والإيرلنديين ليعلنوا استقلالهم في 4 جويلية عام 1776 بعد عام من الحرب بينهما.

“بوريس جونسن” هو حفيد “علي كمال باي” التركي الذي كان صحفيا ثم وزيرا للداخلية في عهد الملك، تزوج من البريطانية “ونفريد ايما ماري برون”، بعد وفاة أمه ربته جدته من أمه فمنحته لقب عائلتها “جونسن”.

أبوه “على كمال بك” قتله جنود “كمال أتاتورك” لأنهم اتهموه بالخيانة للإنجليز وتأييد الأرمن.

ألف “بوريس جونسن” كتابا ينتقد فيه الإسلام والمسلمين معتبرا أن الدين الإسلامي سبب تخلف المسلمين ولكي يتقدموا مثل الغرب عليهم أن يتخلصوا منه ويعودوا إلى ما قبل الإسلام بـــــــ 3000 سنة مثل الأوروبيين الذين عادوا إلى أصولهم الرومانية واليونانية.

هذا الرجل المصر على إخراج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في أقرب وقت، إصراره كلف الخزينة البريطانية دعوة البريطانيين للانتخابات التشريعية أكثر من مرتين آخرها في الأسبوع الماضي حيث حقق حزبه انتصارا ساحقًا على خصمه المعارض حزب العمال بزعامة “جيريمي برنارد كوربين” الذي كان يتعاطف مع الشعب الفلسطيني وينتقد بشدة حكومة اليمين المتطرف في تل أبيب ويدعو جهارًا إلى تمكين الشعب الفلسطيني من دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، حدث هذا الانتصار الساحق بعد أن كان حزب العمال قاب قوسين أو أدنى من الفوز.

“جونسن” صديق “ترمب” ويقاسمه أفكاره العنصرية ضد الملونين والمسلمين والعرب، ويعرف جيدًّا من كان يقف وراء إنشاء الحركة الصهيونية ومكن اليهود الصهاينة من الهجرة إلى فلسطين للاستيطان في أراضي السكان الفلسطينيين وتمنح لهم الأرض وتؤسس لهم دولة بقرار من الأمم المتحدة وتمكنوا من بناء أقوى جيش في المنطقة من حيث العدد والتدريب والتسليح ليفرضوا على الجيوش العربية ثلاثة حروب متتالية آخرها انتهت بتوقيع اتفاقية استسلام مع أكبر دولة عربية (مصر) وبعد جر منظمة التحرير الفلسطينية إلى “اتفاق أوسلو” وتجريدها من السلاح لتسجن في رام اللـه ويغتال زعيمها “ياسر عرفات” رحمه الله ليساند صديقه “ترمب” في اتخاذ قرار جعل مدينة القدس الموحدة عاصمة للكيان الصهيوني وشرعنة احتلال الأراضي المحتلة عام 1967 بما في ذلك مرتفعات الجولان السورية.

هذا هو “جونسن” الذي اتفق مع “ترمب” على تفكيك الاتحاد الأوروبي الذي يتوجسون منه خيفة في أن يساند ذات يوم قيام دولة فلسطين في الأراضي المحتلة عام 1967، فخروج بريطانيا منه والتحاقها بالولايات المتحدة سيتم استرجاع قوى الحركة الصهيونية العالمية وتستعيد قوتها كقوة استعمارية كما كان قد فكر فيها مؤسسوها الأوائل.

في الأيام القليلة القادمة سينتخب مجلس العموم البريطاني “بوريس جونسن” رئيسا للحكومة الذي وعد بتوقيع اتفاقية “بريكسيت” مع الاتحاد الأوروبي في أقرب وقت ممكن لقطع خط الرجعة نهائيا عن عودة البريطانيين عن قرارهم بالانفصال عن الاتحاد الأوروبي، وتعود بريطانيا إلى ابنتها الكبرى.

العالم في تحول سريع تجره التكنولوجيا عامة وتكنولوجيا الإعلام والمعلومات خاصة والأفكار أصبحت تتقارب والنوايا تتشابه، وكل معسكر من المعسكرات المتصارعة يحاول احتلال الموقع المتقدم تجاه الآخر، هذان المعسكران ليسا وليدي اليوم، فهما تشكلا منذ منتصف القرن الماضي، والفرق الوحيد بين كليهما أن أحدهما تشكل منذ عصر النهضة مدفوعا البحث عن الثروات والمواد الأولية والأسواق، لا تهمه الأخلاق ولا الإنسانية في شيء، فهو بنى اندفاعه على الاحتلال والاستغلال ونهب ثروات الشعوب الضعيفة والمتخلفة، في حين أن المعسكر الثاني جاء كرد فعل لممارسات وتصرفات الأول، من هذا المنطلق تشكلت تحالفات بين بلدان العالم المتخلف والمعسكر الثاني للحصول منه على مقومات الحماية والدفاع، بالمقابل عمل المعسكر الأول على تجنيد أنظمة حكم عميلة له وفر لها وسائل الدفاع المختلفة وأغرق أسواقها بمختلف منتجاته الضرورية والكمالية لتظهر شعوبها في حال من الرفاهية والبذخ الزائف الذي تستأثر به طبقة معينة دون الطبقات الأخرى.

هذا الحال أوصل العالم في نهاية القرن الماضي إلى نوع من اختلال التوازن في العلاقات الدولية وكل النظام العالمي الذي أصبح متحكما من طرف القوى الإمبريالية التي كانت السباقة إلى احتلال كل المجالات الحيوية في العالم وأهمها منطقة الشرق الأوسط التي كانت وما تزال المنطقة الأكثر جذبا للصراع لموقعها الجغرافي والجيوسياسي المتميزين.

مع بداية القرن الحالي تفاجأ العالم والمعسكر الإمبريالي على الخصوص بظهور لاعبين جدد يمتلكون مقومات القوة وتوازن الردع مستفيدين من علاقاتهم بقوتين إحداهما كانت الأعظم قبل تفكيكها وهي الاتحاد الروسي، والثانية هي الصين الشعبية التي استطاعت بسرعة أن تفتك لنفسها كل مقومات القوة التي تجعلها الأولى في العالم.

الولايات المتحدة الأمريكية التي كانت إلى حد الآن تنفرد بالقرار في كثير من القضايا التي تقتضي تطبيق القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة ضاربة عرض الحائط بكل المبادئ والقيم الإنسانية وكأنها الحاكم الوحيد المنفرد الذي لا يناقش لأنه يملك القوة الأعظم، ولأنها هي التي يتواجد فيها أكبر لوبي صهيوني مازال يتحكم في مفاصل الدولة العميقة في هذه البلاد، اللوبي الذي له امتدادات في كل الدول الغربية الكبرى منها على الخصوص مثل بريطانيا العظمى التي شعر فيها أعضاء اللوبي الصهيوني ببداية الضعف أمام تنامي تيارات سياسية تقودها أجيال جديدة ضاقت ذرعا بجرائم الصهاينة في فلسطين وفي كثير من البلدان العربية والعالم.

مسعى “بوريس جونسن” يندرج في إطار إعادة توحيد الجهود لمواصلة دعم الكيان الصهيوني في تل أبيب، وخاصة وأن دولا أوروبية كثيرة بدأت تنحاز للمنطق والعقل والقانون الدولي فيما يخص القضية الفلسطينية وأخطاء الولايات المتحدة في عهد الرئيس الحالي أصبحت تحرج كثيرا من الأنظمة والحكومات وتمتعض منها لكونها تتجاهل كل التجاهل المثل والمبادئ التي تحمي حقوق الإنسان والحريات.


تقييم:

0

0
مشاركة:


التعليق على الموضوع


لم يسجل بعد أي تعليق على هذه المشاركة !...

...........................................

=== إضافة تعليق جديد ===
الإسم:

نص التعليق:

انقل محتوى صويرة التحقق في الخانة أسفله:
الصورة غير ظاهرة