فضاءات جنين بورزق

جنين بورزق

فضاء أعلام ورجالات وعوائل

العضو الأكثر فعالية على مستوى الـبلدية
حجيرة ابراهيم ابن الشهيد
مسجــل منــــذ: 2010-10-19
مجموع النقط: 3050.2
إعلانات


*......قصة المجاهد الحاج بوسماحة بن طالب في سطور*

التاريخ المنسي The forgotten history

بن طالب بوسماحة الشهيد الذي لم يمت !

شهيد لم يمت : الرَجلُ الأُسطورة " تَقتُلوننا اليوم ونَحيا غدا لِقِتَالكم"
.
.- بن طالب بوسماحة "شهيد لم يمت" الرجل الأسطورة تقترن قصته بكرامات الثورة الجزائرية وأحداثها الجليلة من جهة وبإستماتة أبطالها ومقاومتها الشديدة من جهة أخرى رجل صنع الأسطورة الثورية بفصول استشهاده وحياته وجهاده إبان الثورة وبعدها .

مولده ونشأته:
-هو المجاهد الفذ بن طالب بوسماحة بن امحمد وفاطنة حجيرة بنت ابراهيم* والمولود سنة 1909 بالعين الصفراء ولاية النعامة نشأ في اسرة فقيرة عانت الجوع والفاقة وغطرسة الاستعمار شب منذ صغره يرعى الغنم ويحتطب لتحصيل الرزق لأسرته المعوزة ونشأ يرى بأم عينه ما يُعانيه شعبه وما يُكابده من فقر وًصَغار وتقتيل وظلم وسجن وتعذيب ….وظل قلبه يعتصر ألماً على شعبه ووطنه حتى اندلعت الثور التحريرية الكبرى في أول نوفمبر 1954
جهاده:
قرر المجاهد بن طالب بوسماحة الالتحاق بالثورة الجزائرية ببلدية جنين بورزق بكل ما يملك من خبرة وشجاعة ومكانة في المنطقة وفي قبيلته " قبيلة المرينات " فانظم إلى الثورة التحريرية في سنة 1956 .
*1956/1958
تكلف المجاهد بن طالب بوسماحة في بداية جهاده بدور المُسبل فقام بدور كبير وفعال فترأس خلايا المُسبلين وتميز بالنشاط والفعالية في تنشيط عمليات إسناد وتدعيم جيش التحرير بالمؤونة والذخيرة والبريد والمعلومات والتجسس عن العدو وجمع الأموال والاشتراكات والاتصال بمراكز جيش التحرير بجبال جنين بورزق وضواحيها : جبل مزي ،جبل مير الجبال ، جبل بوعمود ،جبل بني سمير ، جبل مكثر …. والتنسيق رفقة مجموعة من المُسبلين منهم: مرين سليمان /جلول ،علواني محمد/عيسى ، زياني ميلود، قريوي محمد وأخرون … وأصبح رئيس العرش بجنين بورزق بعد أن أنشأت السلطات الفرنسية خطي موريس وشال وصار الرئة التي تتنفس من خلالها الثورة الجزائرية في تنظيم الثورة بالمنطقة
*1958/1962
وبعد وشاية داهمته فرقة من القوات الفرنسية ليلا في جنح الليل وهو في خيمته مع أولاده بمُحتشد ضَيات "منطقة المعذر" شمال جنين بورزق 12كلم الذي أنشأته السلطات الفرنسية وحشدت فيه السكان البدو الرحل سعياً منها لعزل الثوار عن الشعب واقتادته إلى مركز التحقيق بمنطقة حجرات المقيل "درمل " جنوب جنين بورزق 17 كلم جنوباً ثم ألحقت به ابنه " بن طالب محمد 17سنة ومجموعة من المُسبلين : علواني محمد/عيسى ، زياني ميلود، قريوي محمد وأخرون….
فتم تعذيبه بشتى الوسائل مثل: الكهرباء و والمياه الباردة والسوط ثم التنكيل والتعذيب والتحقيق فلم تنل فرنسا منه ما كانت تريد فنقلته بعد ثلاث ايام إلى ثكنة " الصليح " بين تيوت والعين الصفراء فنال مرة أخرى أنواع التعذيب والتحقيق رفقة الشهيدين قريوي محمد وزياني الميلود ليُحكم عليهم بالإعدام دون محاكمة -رصاصتين لكل واحد منهم- وهكذا تم نقلهم إلى منطقة مكاليس شمال العين الصفراء بـ70كلم بمكان يُسمى " بُوجنيب "فقام الدرك الفرنسي ببرودة دم تنفيذ حكم الإعدام في هؤلاء المجاهدين الصناديد والشُرفاء بتخصيص رصاصتين لكل واحد منهم إحداهما في الرأس والثانية في الصدر يوم 21 ديسمبر 1958 لفظ على إثر ذلك زياني ميلود وقريوي محمد أنفاسهما شهيدين ,اما المجاهد بن طالب بوسماحة وبعد إصابته برصاصة في الرأس وخروجها من الجهة الأخرى وثانية من الصدر وخُروجها من الظهر وقد غارت الرصاصتين في صدره ورأسه أن أُغمي عليه ودخوله في غيبوبة والفصل فصل شتاء: ثلوج وبرودة شديدة … لكن مشيئة الله جعلته يفيق من غيبوبته وهو ملطخ بالدماء والألم في رأسه وصدره فتفقد رفقيه فوجدهما قد استُشهدا فحاول الالتحاق بجيش التحرير والمجاهدين وهو أمر لم يكن بالهين فالجسم عار والظروف الطبيعية القاسية وأنات الجراح ..فسار بقديمين ثقيلين يُكابد جراحه والامه والجوع ومن فوقه طائرات الاستطلاع من حين لآخر مُتجهاً نحو جبل عيسى –جبل من جبال منطقة العين الصفراء وبعد 15يوم من المعاناة : جوع ، مرض وألم ،وعطش فانتفخ جسده وقدميه ، ليعثر عليه رُعاة ضواحي تيوت فقامت هذه الأسرة من البدو الرحل من مُدواته وعلاجه ثم بعد بحث وجدت له هذه العائلة طريقاً لنقله إلى مراكز جيش التحرير بمنطقة "شماريخ" قرية عين ورقة أين تم علاجه والتكفل به من قبل فرق جيش التحرير في هذا المركز وبعد شفائه واصل جهاده بجيش التحرير وتنقل إلى جبل بوعمود، وجبل مغرار ، والجبل الحيمر والخروبة ضواحي جنين بورزق رفقة مجموعة من المجاهدين ليُواصل جهاده وثورته ضد العدو
في حين يُصرح الدركي الفرنسي " طُوماس كُلود" بوفاة بن طالب بوسماحة ليتعرض المجاهد بن طالب بوسماحة في عملية أخرى من القوات الفرنسية للاعتقال
والسجن وليتفاجأ الفرنسيون بأن من قتلوه هو حي يُرزق ليقول لهم وهم مبهوتون" تقتلوننا اليوم ونحيا غدا لقتالكم" فتم نقله إلى سجن بُوردو " نواحي تيارت ُ سابقاً ورفض العودة إلى عائلته ولا يعود إلا والراية الجزائرية في يده وظل قابعاً في السجن إلى أن انبلج فجر الحرية سنة 1962
وفاته:
أجرت معه التلفزة الجزائرية استجواب –شريط وثائقي- وضح فيه بدقة وإسهاب كيفية إعدامه منقبل الاستعمار الفرنسي ثم حياته من جديد وشرفه الرئيس الجزائري الراحل هواري بومدين بزيارة تشريفية معه إلى كوريا سنة 1974 ضمن وفد رسمي
عاش شهيد لم يمت بن طالب بوسماحة في عهد الاستقلال كريما معطاء نبيلا ورجُل صُلح ووحدة له مكانة في بلدته ومنطقته ووطنه لم يسع يوما إلى المكاسب المادية بل إلى الوحدة الوطنية وحب الوطن والمصلحة والمنفعة العامتين عمل في الفلاحة في بداية الاستقلال وكانت المنطقة تعُج بالألغام فنزع الموت أي الألغام وزرع الحياة أي الخضر والفواكه في أرض استصلحها لنفسه أكل من عرق جبينه وعمل يده وفاته المنية في 07/أكتوبر1990 بجنين بورزق بعد مرض عُضال حضر جنازته حشد من الناس وجمع غفير وسلطات مدنية وعسكرية رحمه الله

المجد والخلود لشهدائنا الأبرار

/////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////

عدناني يكشف خبايا شهيد لم يمت" حصريا لـ"الجمهورية" 

عدناني يكشف خبايا شهيد لم يمت" حصريا لـ"الجمهورية"
وقائع الفيلم فاجأت الرئيسيين بومدين وكيم إل سونغ الجمهورية > حاوره: قايد عمر هواري                 

الجمهورية /// منقولة للامانة..
نور الدين عدناني (إعلامي وكاتب):
عدناني يكشف خبايا "شهيد لم يمت" حصريا لـ"الجمهورية"
وقائع الفيلم فاجأت الرئيسيين بومدين وكيم إل سونغ
> حاوره: ?قايد عمر هواري 04-07-2012
هذا المنتوج الفني كان فرصة لإحياء السينما الواقعية
عندما يتحدث الناس عن المرحوم بن طالب بوسماحة أو الشهيد لم يمت، يرجعون الفضل في اكتشافه والتعريف به إلى الإعلامي البارز والمخرج القدير نور الدين عدناني حيث أنه يعد أول من سلط الضوء على هذا الشهيد الذي حمته ورعته العناية الإلهية التي قدرت له أن يعيش بالرغم من تنفيذ حكم الإعدام عليه أيام الإستدمار الفرنسي الغاشم على بلادنا...
الأستاذ نور الدين عدناني، هذا الوجه الإعلامي المعروف لا يزال يتذكر جيدا كيف أنه استطاع أن يحاور المرحوم بن طالب بوسماحة بالرغم من أنه رفض في البداية طلبه بحجة أن لا أحد سيصدق روايته بأنه أعدم برصاصتين ولكنه لم يمت، بل واصل كفاحه وجهاده الطويل ضد الاستدمار الفرنسي وهو أكثر قوة وحزم من ذي قبل، لا نطيل عليكم وندعوكم لمتابعة هذا الحوار الشيق الذي جمعنا بأب الواقعية السينمائية كما أحب أن يطلق على نفسه هذه التسمية:
من الإحتفال بالثورة جاءت الفكرة.
كشف السيد عدناني بأن البداية الحقيقية التي كانت وراء تصوير »فيلم شهيد لم يمت« الوثائقي، لم تأت من العدم بل جاءت كمحصلة لاحتفالات الجزائريين بالذكرى العشرين لاندلاع الثورة التحريرية المباركة، حيث أنه في ذلك الوقت تم الإعلان عن تنظيم مسابقة شارك فيها كل الناس ولاسيما في مجال الصحافة المكتوبة، المسموعة، والمرئية، حول تاريخ الثورة، وقد فضل السيد عدناني أن ينجز 4 حصص في إطار عمله التلفزيوني العادي، وقد إقترح 4 برامج، منها حصة 
» مواليد 1954« وحصة »مواليد 1962« وأخرى حول معركة المجاهد شبير الذي حارب الجنرال بيجار في العرق الغربي في 1957 والحصة الرابعة أطلق عليها » شهيد لم يمت « ويؤكد محدثنا بأنه في البداية إقترح 4عناوين على مدير الإذاعة والتلفزيون السابق عبد الإله ميسوم،هي شهيد لم يمت والشهيد الحي، وشهادة شهيد وشهيد يبعث ولكنه فضل شهيد لم يمت، لأن العنوان فيه لم الجازمة التي تفيد الجزم والقطع بأنه بقي حيا ولم يمت ليؤكد بأن عمله الذي أنجزه، أعده في ظرف قياسي وتحديدا في شهر أوت 1974 وبـ4 عناصر فقط بل وبدون ميزانية، لكنه أصر أن يكون عملا صحفيا مهما، حصريا ومزلزلا للتلفزيون الجزائري وهو ما كان له ذلك، حيث أن هذا الفيلم الوثائقي كان سببا في دعوة الرئيس الراحل هواري بومدين للمرحوم عمي بوسماحة كي يستقبله في مقر الرئاسة إستقبال الرؤساء والملوك المبجلين.
هكذا بدأت عملية التصوير
يقول السيد عدناني في حواره معنا، بأنه في بداية الأمر كان يريد أن ينجز عملا صحفيا حصريا ومتميزا وأنه فكر في أن يعد فيلما وثائقيا لشخصية ثورية عادية ولكنها خلدت نفسها بأحرف من ذهب في تاريخ الثورة التحريرية المظفرة، وهذا حتى نؤكد بأن ثورتنا المباركة قام بها الشعب ومصدرها الشعب الذي وقف بالرغم من قلة الإمكانيات في وجه أعتى قوة إستعمارية في ذلك الوقت، يضيف محدثنا بأنه ذهب ذات يوم إلى عسلة ولاية البيض لتغطية وعدة سيدي محمد بن مجدوب، وأنه إنتهز فرصة تواجده بهذه الإحتفائية الشهيرة في هذه المنطقة ليتحدث مع بعض المجاهدين حول أسرار وخبايا الثورة التي لاتزال خفية إلى اليوم عن الشباب الجزائري، فقالوا له بأنه يوجد شخص مات ثم إستفاق من موته في جنين بورزق وأنه لم يتم تسجيله في مصلحة الحالة المدنية، وأنه يشتغل في الرعي، متزوج وله أولاد ولم يتم تسجيلهم في البلدية، فذهب عدناني إلى المرحوم بوسماحة فوجده يرعى بعض الأغنام، ليدعوه إلى شرب القليل من الشاي ولما لا تناول العشاء معه، ويضيف محدثنا بأنه لم ينتظر طويلا حتى بادره بالحديث حول حقيقة قصته التي صارت حديث العام والخاص بالمنطقة لكن عمي بوسماحة (رحمة اللّه عليه) أجابه بأن لا أحد سيصدق هذه الحادثة ليرفض إجراء الحوار معه وأنه لما جاء الإحتفال بالذكرى الـ20 لاندلاع الثورة التحريرية المظفرة قرر أن ينجز 4 حصص حول هذه الذكرى، إذ ولما انتهى من تصوير الفيلم الوثائقي حول معركة شوابير قرر عدناني أن يعود مرة أخرى إلى عمي بوسماحة بجنين بورزق، وهذا حتى يقنعه بإجراء الحوار معه، وهو ما كان له ذلك حيث إستطاع أن يجري مع الشهيد لم يمت هذا الفيلم الوثائقي التاريخي الكبير الذي فاجأ الجميع وفاجأ حتى الرئيس الراحل هواري بومدين.
بداية التحقيق الصحفي
لما وصلت فرقة التصوير التي كان يقودها عدناني إلى جنين بورزق، وجدت المرحوم عمي بوسماحة صدفة يقوم بنزع الألغام وتحويل حقل مليء بهذه المتفجرات الإستعمارية إلى بستان صالح للزراعة وغرس الأشجار المثمرة، ليؤكد نفس المتحدث، بأنه طلب من المصور بالبدء في تصوير الشهيد لم يمت خفية، الذي كان يحوّل وقتها الموت إلى حياة، وأنه لما وصل إليه إستطاع أخيرا أن يقنعه بإجراء الحوار معه، ليؤكد له في البداية مشاكله مع العدالة ورفض تسجيله في البلدية وأنه في أيام الإستعمار الفرنسي لبلادنا كان مسؤولا للعرش وهذا بطلب من أحمد بن سعدون وحبيي، حتى ينظم ويؤطر لهم سكان المنطقة حتى يخدموا الثورة ويدعمونا ماديا ومعنويا ولكن فيما بعد إنكشف أمر المرحوم بن طالب بوسماحة من قبل السلطات الفرنسية لتلقي عليه القبض مع الشهيدين قريوي محمد وزياني الميلود وتسلط عليهم أقسى أنواع العذاب بالماء، والكهرباء والسياط حتى فقد جميعهم الوعي، وقد تم نقلهم على متن شاحنة بغية تنفيذ حكم الإعدام فيهم بإطلاق رصاصتين واحدة في الرأس وأخرى في القلب، ويضيف عدناني في حديثه إلينا بأن عمي بوسماحة رحمة اللّه عليه أخبره بأن الجندي الذي أراد إنزاله من الشاحنة بدأ يرتجف بمفرده دون أي سبب وكأنه هو الذي سيعدم وليس نحن وأنه أثناء تنفيذ حكم الإعدام شعر بشدة الطلقة التي أصابت رأسه وصدره ليسقط مغشيا عليه والدماء تنهمر من جسده الشريف، ولكنه وبفضل عناية اللّه التي أبت إلا أن يبقى حيا شامخا كالطود المتين وأن أول كلمة قالها، هل هذه الجنة التي وعدت بها صحراء قاحلة?..!?؟ أم ماذا الذي ?جرى لي،? هل أنا ميت أم حي،? ?أين أنا؟ فبدأ في تحريك رجليه ويديه، ثم شرع في الزحف تاركا زميليه جثتين هامدتين، وبعد مدة من الزمن شاهد المرحوم عمي بوسماحة أحد الرعاة الذين كانوا يرعون في المنطقة، وأنه لما شاهده ملطخا بالدماء فر فزعا من هذا الشخص المصاب، فبدأ في الصراخ لا تخاف أنا أخوك لقد تم إعدامي ولكني لم أمت، ثم فيما بعد تم إغاثة الشهيد لم يمت، حيث قام والد الطفل الراعي وهو مسبل بنجدته ونقله إلى خيمتهم حيث عالجوه من الجروح التي كان يعاني منها، وقدموا له الغذاء وغيّروا له ملابسه، فبقي عندهم مدة معينة، ليتم نقله فيما بعد الى المجاهدين بغية مواصلة العلاج ومن ثمة الإستمرار في العمل الثوري المظفر، والغريب في الأمر يقول السيد عدناني، أن المرحوم بن طالب بوسماحة، نجا مرة أخرى من الموت بعد كمين آخر وقع له في 1960، ليلقى عليه القبض ويسجن مرة أخرى في الزنزانات الإستعمارية، وأنه لما قامت السلطات الإستعمارية بالتحقيق معه لم يصدقوا بأنه بوسماحة بن طالب الذي نفذ فيه حكم الإعدام، لم يمت آنذاك، وقد قال لهم قولته الشهيرة بعدما حاول الضباط الفرنسيين إغراءه للعزوف عن النشاط الثوري » لا أعود الى أولادي وزوجي حتى نغلبكم أو تغلبونا?...! « وقد زج به في السجن الى غاية 1962، حيث تم إطلاق سراحه 3 أو 4 أيام قبل الإستقلال المظفر.
أمنية بن طالب التي تحققت
أكد لنا السيد عدناني بأن تسجيله لهذا الفيلم الوثائقي كان بالفعل ممتعا وشيقا، حيث أنه فضل أن تكون المشاهد عفوية ومباشرة، وأنه قام بالتأكد من هذه المعلومات من قبل الطاهر أحد ضباط جيش التحرير الوطني ورئيس دائرة العين الصفراء سابقا، وأنه من خلال محاورته للمرحوم بوسماحة إكتشف فيه شجاعة وبسالة، وحتى بساطة المواطن الجزائري الذي كافح فرنسا بأبسط الأسلحة، وصرح لنا محدثنا بأن الشهيد لم يمت كانت له 3 أمنيات هي، رؤية العلم الوطني يرفرف عاليا في سماء الجزائر، ورؤية الرئيس هواري بومدين وأداء مناسك الحج، ليخبرنا السيد عدناني بأنه إرتأى أن يزاوج هذا الفيلم الوثائقي ببعض مشاهد تلاميذ الطور الإبتدائي والمتوسط وكأنهم يستمعون لشهادته وهم منبهرين بما قام به من بطولات تاريخية خالدة، ليؤكد لنا بأن الفيلم الذي أنجزه في 42 دقيقة تم بثه في 28 أكتوبر وحتى يوم الإحتفال بعيد الفاتح من نوفمبر لما فيه من حقائق وكرامات عجيبة.
ضجة بعد بث الفيلم
أحدث بث فيلم شهيد لم يمت للمخرج نور الدين عدناني ضجة إعلامية ورسمية كبيرتين، حيث تفاجأ الرئيس هواري بومدين وكل من شاهد هذا التحقيق الصحفي الميداني بهذه القصة الواقعية الرائعة، وأن الرئيس الراحل هواري بومدين بعث لعمي بوسماحة رحمه اللّه دعوة رسمية للقدوم إليه الى مقر الرئاسة بالجزائر العاصمة، عن طريق والي ولاية سعيدة آنذاك عبد العزيز مضوي لتكريمه وتهنئته على هذه الشجاعة ورباطة الجأش التي تحلى وإتصف بها المرحوم.
وقال لنا السيد عدناني، إنه لما إستقبله الرئيس لم يكن يعلم بذلك، وأنه لما زاره مرة أخرى في إطار مهمة صحفية جديدة، روى له عمي بوسماحة كيف إستقبل إسقبال الملوك في مقر الرئاسة وسفره الى كوريا الشمالية ضمن وفد رسمي يقوده الوزير السابق آيت مسعودان، وأن الفيلم الذي ?بثه التلفزيون الجزائري لم يشاهده بحكم أنه ليس لديه تلفاز في مسكنه الذي يقطن فيه، وأنه نقل على متن سيارة رسمية سوداء اللون، وكيف أنه إرتدى لباس كلاسيكي جديد لم يعتد على إرتدائه في السابق، فعلا كانت قصة مشوقة يقول الإعلامي نور الدين عدناني، وأن قصته أعجب بها حتى الأجانب على غرار الكوريين الذين إستقبلوه فيما بعد أيّما إستقبال...
إستقبال أسطوري في مقر الرئاسة
لأن العظماء دائما ما يكونوا عظاما وأشاوسا بين أبناء أوطانهم، الذين ينتمون لذلك ومباشرة بعد بث هذا الفيلم، طلب الرئيس الراحل هواري بومدين إستقبال المرحوم بوسماحة، حيث جاءته مع وقت المغرب سيارة رسمية من ولاية سعيدة، وطُلب منه أن يذهب معهم إلى مقر الولاية،?لأن الوالي يريد أن يستقبله شخصيا ولما إستقبله السيد مضوي عبد العزيز في مكتبه، أبلغه بأن الرئيس يريد رؤيته، وقد إشتريت له بدلة جديدة حتى يظهر بمظهر لائق أمام الراحل هواري بومدين، ويقول بوسماحة (رحمة الله عليه) بأنه لما دخل إلى مقر الرئاسة وجد جميع الرسميين يعرفونه، بحكم أنه لم يكن يدري بأن هؤلاء المسؤولين تعرفوا عليه من خلال هذه الحصة وقد كان وقتها العديد من السياسيين وضباط جيش التحرير وأنه لما أراد الرئيس هواري بومدين أن يحييه، قام المرحوم بوسماحة بن طالب بتحيته بتحية عسكرية وهو ما أضحك كثيرا الرئيس بومدين الذي سُرَّ كثيرا به وأكد له بأن الجزائر وشعبها فخورين بما قدمه من تضحيات لهذا الوطن وأنه سيبقى أسطورة خالدة للأجيال اللاحقة?...?
وصاياه الخالدة للكوريين والجزائريين
أبلغ الوزير السابق آيت مسعودان، المرحوم بوسماحة بن طالب بأن الراحل هواري بومدين أمره، بأن يكون الشهيد لم يمت أسطورة الجزائريين التي سيكون لها شرف زيارة دولة كوريا الشمالية رفقة وفد وزاري جزائري هام وهذا حتى يعرضوا تجربتهم في الكفاح ضد الاستعمار الفرنسي وفعلا، سافر عمي بوسماحة مع هذا الوفد الوزاري إلى كوريا الشمالية، وقد تأكد الكوريون بأنفسهم من صحة هذه المعلومات التي جاءت في الفيلم الوثائقي الذي أعدّه الإعلامي نور الدين عدناني، وقد خصه الرئيس كيم إل سونغ باستقبال كبير بإعتباره الأب الروحي للثورة الكورية وقد طلب منه الرئيس الكوري أن يقول كلمة حتى يستمع إليه مثلما إستمع إلى باقي أعضاء الوفد الوزاري الجزائري، عندئذ يقول السيد عدناني بأن بوسماحة قال للكوريين 3 وصايا أو نصائح ترجمها الوزير آيت مسعودان فاجأتهم كثيرا وصفقوا لها مطولا، حيث قال أنا أتأسف على أمر، وسررت لأمر وأنصحكم بأمر... فأما الأمر الأول، فقد تأسفت لشيء واحد هو أنكم بعيدين عنا كل البعد، لكنني وجدت جميع الأمور التي في بلادي، موجودة في بلادكم من مصانع ونهضة وثورة ثقافية إلخ فكأنكم جيران لنا بالرغم من بعد المسافة وسررت لأمر، هو أنكم وضعتم فينا الثقة الكاملة وكشفتم لنا جميع المصانع والهياكل القاعدية الموجودة تحت باطن الأرض، وهو دليل على حبكم وإعترافكم بالثورة الجزائرية، وأما النصيحة الثالثة وهي أن فرنسا حاربت لغتنا وثقافتنا وأرادت أن تمسخ هويتنا وتاريخنا وأن الثورة سلحته وأعطته البندقية التي بواسطتها كتب هذا المجد التليد وأن الثورة لقنته الوطنية التي بها وبواسطتها عمل على التضحية لاستعادة السيادة المسلوبة وأنه يعيش في بيئة قاسية وما تتميز به من حيوانات مفترسة وعقارب وأفاعي سامة،لذلك قال لهم بأن الأفعى يمكن محاربتها وقتلها ودفنها ويبقى هيكلها العظمي لعدة سنوات مدفون تحت باطن الأرض، لذلك يجب الإحتراس منها ومن سمها وهي مدفونة الذي يمكن أن يؤدينا ويؤدي أبناؤنا، هكذا هو الاستعمار الذي يشبه الأفعى فالاستدمار المدفون أخطر من الذي هو حي وعلى قيد الحياة وأنه لما ترجم له آيت مسعودان هذا الكلام صفقوا له طويلا لما قاله من كلام حكيم ومعبر، تلكم هي حياة هذه الأسطورة الخالدة التي استطاع عدناني أن يحفظها في فيلمه الوثائقي للأجيال اللاحقة والجدير بالذكر، يختم الأستاذ عدناني مداخلته، بأن الوزير والمجاهد آيت مسعودان كان على إتصال دائم بعمي بوسماحة وكان في كل مرة يراسله ويسأله عن أحواله كما أن مقر سكناه تحول إلى مزار لجميع الناس من مسؤولين ومجاهدين وحتى شخصيات أخرى، وهذا إعترافا به وتكريما له على بطولاته التاريخية الخالدة.
نور الدين عدناني إعلامي وكاتب):
نور الدين عدناني (إعلامي وكاتب):


نور الدين عدناني (إعلامي وكاتب****************الحاج بوسماحة بن طالب (شهيد لم يمت) مع الرئيس الكوري الشمالي و الوزير الجزائري ايت مسعودان وإطارات سامية جزائرية وكورية شمالية

:
.......نور الدين عدناني (إعلامي وكاتب*......

Djenien Bourezg, Naâma: 45240

Titre : Djenien Bourezg, Naâma
Ville : Djenien Bourezg
Région 1 : Naâma
Pays : Algérie (DZ)
Code Postal : 45240


تقييم:

0

0
مشاركة:


التعليق على الموضوع


لم يسجل بعد أي تعليق على هذه المشاركة !...

...........................................

=== إضافة تعليق جديد ===
الإسم:

نص التعليق:

انقل محتوى صويرة التحقق في الخانة أسفله:
الصورة غير ظاهرة