فضاءات جنين بورزق

جنين بورزق

فضاء الثقافة والمواضيع العامة

العضو الأكثر فعالية على مستوى الـبلدية
حجيرة ابراهيم ابن الشهيد
مسجــل منــــذ: 2010-10-19
مجموع النقط: 3041.12
إعلانات


فوضى الأطفال فى بيوت الله

الحمد لله حمدا لا ينفد أفضل ما ينبغي أن يحمد وصلى الله وسلم على سيدنا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه ومن تعبد ، أما بعد … .

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.

                                                                                   فوضى الأطفال فى بيوت الله                                                                                              

فوضى الأطفال فى بيوت الله. نعم كلنا يعرف ان أبناؤنا فلذات أكبادنا نعمة من نعم الله تعالى، تقر أعيننا بهم، ونسعد بوجودهم، فهم ثمرة الحياة وزينتها وأعظم نعم الخالق جل شأنه....نعم أبنـاؤنا فلـذات أكبــادنا.

**وبالمناسبة نقول - الله يسمح لنا من الوالدين يار ب العالمين ونطلب من الله العزيز القدير ان يتغمدهم برحمته الواسعة انه هو السميع العليم**

* نعم علموهم ولا تطردوهم! .. فوضى الأطفال فى بيوت الله.. موجودة في كل المساجد دون استثاء*

أكرر - فقط علموهم ولا تطردوهم! لان تعليم الأطفال آداب المسجد يجنبهم الفوضى في المستقبل القريب والمتوسط والبعيد والله اعلم

نعم، فى شهر رمضان المعطم يقبل الأطفال على المساجد بشكل ملحوظ، خاصة أوقات الإفطار والترويح والسحور، فمنهم من يقبل للصلاة شأنه شأن الكبار، ومنهم من ينتظر وجبة الإفطار، وبعضهم يريد العصير الذي يوزع بين التراويح، وشراب المياه من المبرد، والبعض يريد اللعب مع أقرانه داخل المسجد، كل على طريقته. وكلنا كنا أطفال وكلنا يعرف ذلك..

*وتتفاوت أعمار الأطفال فمنهم المميز ومنهم غير المميز، وهناك من يكون بصحبة أبيه أو أمه أو أخيه الأكبر، وآخر يتجول بين صفوف المصلين يمنة ويسرة، من غير أن ينتمي لأحد من المصلين.. وأثناء الصلاة كثيرا ما تسمع الصياح والبكاء والأصوات العالية للأطفال..هرج ومرج..فينقسم المصلون على أنفسهم ما بين رافض لوجود الصغار وما بين متعاطف معهم، وسرعان ما ينتهي صياح الصغار ويبقى خلاف الكبار داخل بيت الله. والسبب: الأطفال!!

وهنا لابد من توضيح في اعتقادي الشخصي أن التعامل مع الأطفال في المساجد يحتاج إلى تنوير الآباء حينما يصطحبون أطفالهم، وإلى تنوير المصلين أيضا عن رد الفعل الأنسب، مشيرا إلى أن دخول الأطفال للمساجد له قواعد يجب على الآباء تطبيقها، احتراما لحرمة المسجد وعدم الإضرار بالمصلين أو التأثير على خشوعهم. فعلينا الترفق بالأطفال حتى لا ننفرهم من المسجد وفي نفس الوقت الحفاظ على حرمة المسجد وتحقيق الخشوع لرواده.

والرفق بالأطفال في المساجد جسده لنا النبي سيدنا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، في الحديث الذي رواه عبد الله بن بريدة عن أبيه رضي الله عنه قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأقبل الحسن والحسين رضي الله عنهما عليهما قميصان أحمران يعثران ويقومان، فنزل فأخذهما فصعد بهما المنبر، ثم قال: (صدق الله، إنما أموالكم وأولادكم فتنة، رأيت هذين فلم أصبر)، ثم أخذ في الخطبة.

وبينما كان النبي، صلى الله عليه وسلم يصلي، ذات مرة، إذا سجد وثب الحسن والحسين على ظهره، فإذا منعوهما أشار إليهم أن دعوهما، فلما قضي الصلاة وضعهما في حجره، وقال أبو قتادة رضي الله عنه: (رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمامة بنت العاص - ابنة زينب بنت الرسول صلى الله عليه وسلم- على عاتقه، فإذا ركع وضعها وإذا رفع من السجود أعادها (رواه البخاري ومسلم).

نعم-أن علينا أن نعود أطفالنا على ارتياد المساجد بدلاً من بقائهم في الأزقة والشوارع عرضة لفساد الأخلاق وسوء الرفاق، وندفعهم إلى ذلك بشتى وسائل التحفيز والترغيب مع مرافقة الطفل في المسجد وتوجيهه أولا بأول، وأن يوجهه الأب خير من أن يوجهه آخرون فقد يعنفون عليه..

ودخول الأطفال للمساجد مهم جدا، وخاصة في السن الصغيرة، بدلا من حرمانهم أو طردهم، يجعل الطفل يعتاد المساجد منذ الصغر، وأيضا يتعلم الصلاة، وتلاوة القرآن، وأحكام التجويد، وغير ذلك من الأحكام الشرعية.

على أنه ينبغي للأب عدم إحضار الأطفال الصغار جداً إلى المساجد، لأنهم لا ينضبطون ولا يخضعون لتوجيه، فمثل من كان عمره سنة أو سنتين لا يحضر إلى المسجد، ولا بأس بإحضار الأطفال الذين هم في الخامسة أو السادسة أو السابعة إلى المساجد./ علموهم على سبع/

وعلى الآباء أيضا أن يعلموا أطفالهم في البيت أولا ثم اصطحابهم إلى الصلوات العادية غير الجمعة ثم بعد ذلك إلى صلاة الجمعة بعد أن يبلغ الصغير سنا مناسبة يمكن السيطرة عليه فيها. وأن يعلم الآباء أطفالهم أن يلتزموا بقواعد أدبية في الجلوس في المسجد أثناء الصلاة، وعلى الأب أن يخبرهم بحرمة إخراج الصوت أو علوه في المسجد، وعليه أن يكون متابعا لهم، وأثناء الدرس أو الخطبة يجلس الأب بابنه الصغير بجوار عمود أو جدار أو مكان غير لافت، في الاخير مثلا- حتى إذا تحرك الطفل أو صدر عنه شيء، لا يلفت انتباه جميع من بالمسجد، وإذا حدث منه هرج، أو نحو ذلك، فعلى الأب أن يصطحبه لخارج المسجد بكل لين ورفق، وأن يسرع في ذلك، وأن يحذره في حالة تكرار الصوت العالي والهرج أن يقوم بحرمانه من الذهاب معه للمسجد، وفي حالة تكرار ذلك سيعرف الطفل أن للمسجد حرمة، وسيحذر الشوشرة، وسيلتزم بقواعد وآداب المسجد.

ولو حدث أن بعض الأطفال شوشوا على المصلين في المسجد بالبكاء والصياح مثلاً فلا ينبغى أن يثير ذلك المصلين فيحتجون على الطفل وعلى أبيه أو أمه، وقد يشوشون بذلك الاحتجاج أكثر من تشويش الطفل!! بل عليهم أن يتركوا الأمر لإمام المسجد ليعالج الموضوع بالحكمة، واقتداء بمنهج النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك. مع مراعاة أن الرفق واللين أمران مطلوبان في مثل هذه المواقف. فعن أمنا عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه ولا ينزع من شيء إلا شانه» (رواه مسلم). ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم قدوة حسنة، فقد حدث أن أعرابياً دخل المسجد النبوي فبال فيه!؟ أكرمكم الله -فصاح الصحابة به، فعالج النبي صلى الله عليه وسلم الموقف بكل رفق ولين، قائلا لهم: «دعوه، وهريقوا على بوله سجلاً من ماء أو ذنوباً من ماء فإنما بعثتم ميسرين ولم تبعثوا معسرين».

صدمة الأطفال

وحذر علماء الشريعة الاسلامية ، من صد الأطفال وضربهم أو طردهم من المسجد إبان كل خطأ يصدر عنهم، فذلك ليس حلا، بل قد يحدث لديهم صدمة، ربما تولد لديهم الفزع حينما ينهرهم أحد المصلين، فقد يصاب الطفل بالرعب ويكره المسجد، نتيجة أنه قام بالشوشرة على المصلين، ولذلك يجب أن يكون التعامل مع الطفل برحمة ولين، دون إدخال الفزع والرعب في قلبه، والأفضل أن يتربى الطفل على حب المسجد، ونعلمه أن المسجد مليء بالخير والحب والرحمات، كما جاء في حديث السبعة الذين يظلهم الله في ظله، حيث ذكر النبي صلى الله عليه وآله وسلم منهم: (وَرَجُلٌ قَلْبُهُ مُعَلَّقٌ فِي المَسْجِدِ)، وأيضا (شاب نشأ في عبادة الله)

((وهذا واكثروا من الصلاة على سيدنا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم)).


تقييم:

0

0
مشاركة:


التعليق على الموضوع


لم يسجل بعد أي تعليق على هذه المشاركة !...

...........................................

=== إضافة تعليق جديد ===
الإسم:

نص التعليق:

انقل محتوى صويرة التحقق في الخانة أسفله:
الصورة غير ظاهرة