فضاءات الجديدة (البلدية)

الجديدة (البلدية)

فضاء الموروث الثقافي الشعبي

العضو الأكثر فعالية على مستوى الـجماعة
المصطفى بنوقاص
مسجــل منــــذ: 2012-08-02
مجموع النقط: 2359.89
إعلانات


تأجيل مهرجان الملحونيات الى ما بعد رمضان هل هو بداية النهاية؟ ام إعادة ترتيب الاوراق

لقد اعتاد الازموريون ومعهم سكان الجديدة في رمضان الاستمتاع بمهرجان الملحونيات بعد صلاة التراويح الذي كان يضفي على اجواء ساحة أبراهام مونيس نوع من الروحانيات الموسيقية الاصيلة بمرافقة امداح وقصائد تتغنى بسيد الخلق .الا ان هذه السنة وقع الاستثناء وتم تأجيل المهرجان الى منتصف شهر يونيو مما يجعل الشكوك تراود الساكنة في عدم استمرار هذا المهرجان الذي وضع له الاسس التنظيمية السيد معاد الجامعي العامل السابق للإقليم كباقي جميع التظاهرة الفكرية والفنية التي تميز بها الاقليم في عهده .

وبهذه الخطوة بدا العد التنازلي لكل الانشطة الثقافية التي لعبت ادوارا طلائعية في استقطاب الزوار وتنمية السياحة المحلية في الاقليم خاصة في الجديدة وازمور من ضمنها مهرجان الصقور الذي تم اقباره في مهده رغم المساهمة الفعالة لدول عربية شقيقة ومهرجان جوهرة الذي بدا الحديث عن إلغائه هذه السنة رغم انه منظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة ومهرجان الطفل الذي عرف عشوائية في التنظيم هذه السنة وشابته اختلالات كثيرة جعلته لا يرقى الى طموحات التلاميذ والاطفال .

وحسب المنظمون فقد اتخذ قرار التأجيل لأسباب مناخية خوفا من تهاطل الامطار على الساحة لكن يبقى هذا السبب غير مقنع مادام ان المكان يمكن تغييره كما قام به المعهد الفرنسي بتغيير مكان مهرجان ليالي رمضان من الحديقة الى مسرح عفيفي .خاصة وان مهرجان الملحونيات يتلاءم مع الاجواء الرمضانية لما فيه من امداح وموسيقى صوفية .

ان المتتبع للشأن الثقافي في المدينة والاقليم بدا يتحصر على تراجع هذا الميدان في سياسة المسؤولين الحاليين على الاقليم سواء المنتخبون او الاداريون ماجعل الكل يتسائل حول من يسعى الى تذمير الشأن الثقافي في الاقليم ؟فالمسؤول الاول تنصل من مسؤولياته ووضع الكرة في شباك الجمعية دون ان يوفر لها الدعم اللازم لمسايرة هذه التظاهرات والعمل على خلق انشطة جديدة ترفع من الاقليم في المحافل الدولية وتساهم في الترويج السياحي.

نحن لا ننكر المجهودات التي يبدلها عامل الاقليم في العديد من المجالات الاقتصادية والاجتماعية والرياضية لكن الشأن الثقافي يبدو انه ليس من اولوياته ولا يعيره الاهتمام اللازم اذا ما اعتبرنا ان الثقافة هي الوجه الآخر للمشروع الحضاري، لا تقل أهمية عن التنمية الاقتصادية والاجتماعية ذاتها ولها أهمية كبرى في تحريك عجلة التنمية، وذلك من خلال مساهمتها في خلق حركية اقتصادية بالمنطقة، وإنعاش رواج تجاري للأنشطة المدرة للدخل. وإنعاش الحركة السياحية الداخلية التي تجذب السياح والزوار مما يساهم في تنمية المنطقة كما تشكل رافعة من رافعات التنمية السوسيو-اقتصادية، وإحدى الركائز الأساسية المعتمدة في اطار استراتجية الدولة من اجل تعزيز وتطوير المنتوج الخاص بسياحة المواسم والمهرجانات كمقوم اقتصادي أساسي بالمنطقة لانها اداة لسياسة ثقافية وتنموية شاملة وليست غاية او لحظات احتفالية عابرة مفصولة عن سياقها التقافي والاجتماعي وتفتقر إلى رؤية تنموية مستدامة كما وصفها البعض متجاهلين أن تنظيم المهرجانات والدعم الموجه لها يتناسى أهم بعد في هذا المجال، وهو التفاعل مع الجمهور وصناعة التغيير في صلبه، خصوصا من الفئات الشابة التي يتعين أن يكون النشاط الفني لها عامل إدماج وتثقيف وتربية وشعور بالمواطنة.

ويرى الخبراء في مجال التقافة أن مفهومها تجاوز ما كان يرمز إليه من حدس وجمالية إلى تعددية ثقافية تشمل ميادين أخرى كالاقتصاد والبيئة والسياسة، وتتجاوز حدود الفن والمعرفة لتندمج في مجالات أوسع تتصل برسم المقاربات الاستراتيجية وأخذ القرارات… ومن ثمة ضرورة تعميق التفكير حول التداخل القائم بين الثقافة والتنمية والمحيط، كنموذج مرجعي وشرط لتقدم المجتمع ورفاه الأفراد, والتساؤل بخصوص علاقة التعابير الثقافية بالمهن المتصلة بها, كتحديد المهن في المجال الثقافي, وفق خصوصيات المجتمعات وضبط تقنيات التواصل


تقييم:

2

0
مشاركة:


التعليق على الموضوع


لم يسجل بعد أي تعليق على هذه المشاركة !...

...........................................

=== إضافة تعليق جديد ===
الإسم:

نص التعليق:

انقل محتوى صويرة التحقق في الخانة أسفله:
الصورة غير ظاهرة